معاك في الخير _متكافلون _ابناء مصر بسلطنة عمان صلالة
كتب : حسن بخيت يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ،، «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في المسجد شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل». وقال امام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي- رحمه الله رحمة واسعة : إن قضاء حوائج الناس من أفضل الأعمال وأكثرها تقربا إلى الله سبحانه وتعالى بشرط أن لا يتبعها منا ولا أذى وكما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام«ابتسامتك في وجه أخيك صدقة» وليتخيل كل منا نفسه في وضع المحتاج وليشعر بأنه في مكانه بكل ما يحمل من مشاعر انكسار وضعف فماذا يتمنى المرء في هذه الحالة إلا وجها بشوشا وابتسامة مطمئنة وسعيا صادقا وحثيثا لمساعدته وقضاء حاجته؟ ويقول العلماء: ليتذكر كل منا أنه عرضة لهذا الموقف وأن الإنسان يعود من بعد قوة إلى ضعف سواء من كبر سن أو مرض أو فقدان أهل أو أحباب أو خسارة مال وإلى آخره من الأمور والمحن التي تضعف الإنسان وتجعله بحاجة إلى يد بيضاء تمد له العون والإخاء الصادق في الإسلام . والإسلام عندما يحث على السعي لقضاء حوائج الناس، فهو يقصد تعميق أواصر الأخوة والتلاحم بين أبناء الأمة، وتيسير أمور المسلمين بالطرق المشروعة، التي لا تعطي الحق لغير مستحق، أو تنصر ظالما على مظلوم، أو قويا على ضعيف، إلا أن الكثيرين من أبناء الإسلام لم يتفهموا تعاليم الشريعة في هذا الصدد، فتقاعسوا عن قضاء حوائج الناس، بل إن البعض يتهرب منها، ويتأفف البعض من لجوء الناس إليه لقضاء حوائجهم خاصة إذا كان ذا وجاهة أو سعة من المال، وهو لا يدري أن من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، وأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. إن خير العبادة ما يتعدى نفعها إلى غير صاحبها فيكون أجرها أعظم إذا احتسبها عند الله وقال الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما أزهد كثيرا من الناس في الخير عجبت لرجل يجيئه أخوه في حاجة فلا يرى نفسه أهلا للخير فلو كنا لا نرجو جنة، ولا نخاف نارا، ولا ننتظر ثوابا ولا نخشى عقابا، لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق، فإنها تدل على سبيل النجاة. ومن هذا المنطلق وتنفيذا لأوامر ربنا -سبحانه وتعالى - وتطبيقا لمباديء ديننا الحنيف التي دعانا اليها رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم ،، فقد قام أهل الخير من أبناء الجالية المصرية في صلالة بسلطنة عمان ببادرة طيبة تحت شعار " معاك في الخير - متكافلون " فهي بادرة ليست بمستغربة على المصريين عموما، وعلى المصريين المغتربين في سلطنة عمان خصوصا - طيبة القلب - وسلامة الصدر - والنفس السوية- الجدعنة وقت الشدائد -صفات يتصفون بها الكثير من أبناء مصر في كل مكان وقت الأزمات ، وخاصة خارج الوطن .. فمن الطبيعي أن يواجه المصريون خلال فترة عملهم في الخارج أزمات مختلفة، ويتعرضون لمشاكل عديدة ، تنجح السفارات المصرية في حل معظم تلك الأزمات، و مد يد العون و المساعدة إلى أبناء مصر العاملين في الخارج، وفي بعض الأحيان تكون المشكلة عامة وكبيرة ،، فتعجز السفارات عن توفير حل لها ،، وهنا تظهر الشخصية المصرية بمعدنها النفيس وأصلها الطيب ، فلا ننكر الدور الذي يقوم به أهل الخير من المصريين لمساعدة بعضهم البعض أثناء تواجدهم خارج البلاد سعيا وراء لقمة العيش .. ومن هذه المواقف النبيلة ما يقوم به حاليا بعض أبناء الجالية المصرية في صلالة بسلطنة عمان من تلاحم بعضهم بعضا ، وتقديم المساعدات بأنواعها المختلفة لتقديم العون والمساعدة للمصريين الذين يعملون في القطاع الخاص ،، وأصحاب الأعمال الحرفية واليومية الذين أصبحوا بلا دخل ولا مصدر للرزق نظرا لما يشهده العالم كله من اجراءات احترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد ،، وما ترتب على هذه الاجراءات من حالة ركود للقطاع الخاص كاغلاق المطاعم والمحلات وتوقف معظم الأعمال الحرفية نظرا لبقاء الناس في بيوتهم التزاما للقوانين والاجراءات والتعليمات ، وعدم خروجهم الا للضرورة القصوى لشراء أغراضهم الضرورية من مأكل ومشرب فقط .. جهد كبير وعمل نبيل من أصحاب المرؤة وأهل الخير من بعض أبناء الجالية المصرية في صلالة بسلطنة عمان ،، ولا يسعنا الا أن نقول لهم جزاكم الله خير الجزاء ،، ونسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل التكافلي الاسلامي النبيل في ميزان حسناتكم ، فكورونا سيختفي باذن الله لا محالة ،، والمحن ستزول ،، فهذه سنة الله في أرضه ومع خلقه ،، فلابد للعسر من يسر ،، للمحنة من منحة ، وللكربة من فرج ،، لكن يبقى العمل الصالح والمواقف الانسانية ، فلن تزول ولن تنسى ،، ( وما كان ربك نسيا)
⇧


















