نحن كالأشجار
ا. د. محمد المليجي نظرت للصورة وإذ بالشيب في شعري يختلط وينسجم فى شكله وثناياه بفروع الشجرة الجافة خلفى. تأملت المنظر ورأيت التشابه الكبير بين الإنسان والشجر فكلاهما يبدأ صغيرا وغضا ثم يكبر مع السنين ويهرم وتبدوا عليه مظاهر الكبر والوهن بل وتترك السنين بصماتها على البشر والشجر بنفس الطريقة تقريبا. نحن كالأشجار نحاول ان نحقق في حياتنا احلاما كثيرة ونتمدد في المال والبنون والعلم والجاه والسلطان لنفترش اكبر مساحة ممكنة من الأرض قبل ان نموت. وتمر بنا الكثير من المحن والأحداث صغيرة او كبيرة وحلوة او مرة. ونلتقي العديد من البشر منهم الطيب الذي يستظل بظلنا ونأنس له ويأنس لنا والبعض الآخر شرير فيغرز سكينه في جسدنا فيؤلمنا وتظل طعناته معنا إلى الأبد كالجروح الغائرة في قلف الشجرة. نحن كالأشجار لا يدوم ربيعنا ونقضي حياتنا بين أفراح وأطراح وننتقل بين الأمل واليأس والفرح والبؤس تماما كحلقات النمو في جزع الشجرة. لو دققت في قطاع في جزع شجرة لقرأت تاريخ حياتها وشاهدت فصول الربيع وفصول الخريف مرسومة في قلبها. نحن كذلك ترسم الحياة خطوطها واضحة على وجوهنا ولكن ما بداخلنا من تضاريس الزمان الذي لا يراه الناس اشد تعبيرًا. نعم نحن كالأشجار نزهر ونثمر ونجابه الأيام وعواصف الحياة العاتية بثبات وعناد ومنا من لا يستطيع الصمود والبقاء فيصفر ويجف مبكرا وتذروه الرياح. نحن نشبه الأشجار كثير وأفضلنا من من الله عليه بظل وارف وثمار طيبة المذاق سهلة القطف ليكون أكثر نفعًا للناس.
⇧


















