طارق الإمبابي يكتب : لماذا كل هذه الكراهية ؟
كتب : طارق الامبابي
كل هذه الكراهية....لماذا ؟
طوال عمري الطويل وحياتي الحافله ومحطاتـــــي المتتاليه والإنتصارات والإنكسارات ...تراودني هواجس كثيرة تراودني مشاعر كثيرة ، صراع بيني ونفسي ، أحيانا أؤكد وأحيانا أنفي ، ولكن كثيرا كنت أخفـــي كنت أخفي عن قلبي وأغمض عيني عن ما أراه ، أحاول أن أداري أو أنســـــي أو أتناسي ، أحاول أن أحارب تلك المشاهد والشواهد بأننا بين العرب مكروهين ...أننا بين العرب محسودين ...بل إننا بينهم قد نكون منبوذين ، لماذا كل هذا الكــــــــره؟لماذا ثم لماذا ثم لماذا ...؟ ما الأسباب التي تجعل أصحاب لغة واحده ودين واحد وتقاليد وعادات قد تكون واحده أن يكونوا متنافرين ؟
السؤال هل فعلا هم يكرهونا أم هذا شعورنا نحن ؟ هل هذا تعاملهــــم بينهم جميعا أم نحن المقصودين؟وإذا كان هذا شعورهم نحونا فما أسباب هـــــــــذا الشعور الدفين ؟ هل السبب يعود لنا أم هي النظره الدائمه إلي المتميزيين ؟ هـــــل حقيقي العين تكره اللي أحسن منها ؟ والسؤال هل نحن فعلا الأحسن؟ طب لو كنا الأحسن هل لازم نذكرهم دائما أننا الأحسن والأفضل ؟ولوكان لنا خير أو فضــــل عليهم هل يجب دائما أن نذكرهم ونعايرهم ؟ هل لو ساعدناهم في حقبة من الزمـــن أو في فترة ما نظل نمن عليهم ؟
نعم نحن ضحينا كثيرا ، نعم نحن قاسينا كثيــــــرا ، نعم نحن دائما في الصف الأول المواجه للعدو ، نعم نحن أصحاب حضارة سبع آلاف عام ، نعم نحن أصحاب أقوي جيش عربي بالمنطقه ، نعم نحن أول دولـــــه قامت بثورة التحرير والإستقلال ، نعم نحن من ساعدنا معظم الشعوب العرب علي إستقلالها ، نعم نحن كنا أغني الدول العربيه وطالما ساعدنا تلك الدول الغنيــه الان ، نعم نحن أول دوله أنشأت أتحاد عربي للكره وأول دوله أنشأت جميع إتحـــادات الأنشطة الرياضيه الأخري ، نعم نحن أول دوله أنشأت سينما عربيه ، نعم نـــحن أول من أدخل التليفزيون الي الوطن العربي ، نعم نحن أول من أطل عليهم بلهجتنا المصريه فحفظوها عن وجه قلب ، فلماذا كل هذا الكره ، نعم نـــــــحن أول من أحتضن فنانيهم في القاهره هليود الشرق نعم نحن أول من أرسل مدرســـــــــينا لتعليمهم الللغة العربيه والعلوم والهندسه ، نعم نحن من أرسل مهندسيــــــنا لبنــاء نهضتهم المعماريه ، نعم نحن من يلجأون لنا لمساعدتهم أمنيا ، نـــعم ...ثم نعم ....ثم نعم ....نعم عندنا زويل وطه حسين وقاسم أمين ومجدي يعقوب ، نعم عندنا جمال عبد الناصر زعيم الأمه العربيه وأنور السادات قائد الحرب والسلام ، نعم عندنا أم كلثوم وعبد الوهاب ويوسف وهبي وأمينه رزق وجورج أبيــض نعم عندنا عمر الشريف وفاتن حمامه وأحمد زكي ، فماذا عندهم ؟نعم عندنا فماذا عندهم ؟
عندنا وعندهم ، عملنا لهم فماذا فعلوا لنا ، ساعدناهم فكيف ساعدونا ؟ خيرنا عليهم فأين خيرهم؟ حاربنا من أجلهم فكيف دافعوا عنا ؟ أستشهدنا من أجلهم فبماذا ضحوا من أجلنا ؟ كل تلك المقارنات ، وكل هذا التباين بيننا وبينهم ، هل كل هذا يكون سببـــا لهذا الكره ؟ هل نظرتهم لنا بأننا أفضل منهم جعلهم يحقدون علينا ؟ هل معايرتنا لهم كرهتهم فينا ؟
ثم هل هم لازالوا كما هم ، وهل نحن كما كنا أم نعود للخلف ؟ هل فعلا نــــحن نتقدم عنهم بمسافات ؟ أم أصبحنا نتقدم للخلف بسرعة الصاروخ ؟ هل لازلنا نملك الرموز وهم لازالوا بلا رموز ؟ هل لازلنا نملك تكنولوجيا أحدث منهم أم أنهم أشتري التكنولوجيا الأحدث منا ؟ هل لازلنا نحافظ علي حضارتنا أم أصبـــــحنا نهربها ونبيعها بأبخث الأثمان ؟ ألم يشتروا هم حضــــارتهم ؟ ألم يستثمرا أموالهم من أجل بناء حضارتهم ؟ ألم يستثمروا أموالهم من أجل بناء تطــــــــورهم ؟ ألم يصبحوا يناطحونا في البنيان والإعلام والفن والرياضه والعلوم والثقافه ؟ إنـــــهم يتقدمون ونحن نتقهقر ، إنهم يتطورون ونحن نتراجع ، إنهم يحافظون علي أبنائهم ونحن نتفنن في إهانة أبنائنا. تراشقنا بأفظع الألفاظ علي شاشات التلفاز ، فلماذا نحزن لو سبونا ؟ نبرز شواذ مجتمعنا في الإعلام فيحاسبونا وكأن كل مجتمعنا شواذ ، نعطيهم السلاح الذي يحاربونا به ، نعطيهم المــــــواد الدثمه التي تثري إعلامهم وتشوه مصرنا .
نحن المصريون بالخارج نعتبر مصرنا هي غرفة نومنا ، فهل يجوز أن نبوح بما يحدث في غـــرفة نومنا ؟هل يجوز أن نفضح أنفسنا؟ الأب والأم يختلفان في غرف نومهم ولكـــن يخرجوا أمام أبنائهم وهم سمن علي العسل ، لماذا نفضح أنفسنا أمام أبنائنا ؟ إذا كانت مصر هي الأم الكبري فلماذا نفضح نفسنا أمام أبنائنا ؟ لماذا لانغلق باب غرفـتنا ونداري عوراتنا عن أعين أبنائنا ، إذا كرهونا أبناءنا وإذا فضحونا فليس العيب فيهم فنحن من فضحنا أنفسنا : بل نحن لم نحسن تربية أبنائنا .
إذا كانت مصر الأم الكبري فعلينا أن نعيد تربية أبنائنا .. علينــــــــا أن نضرب فوق أيديهم : علينا إن أخطأوا أن نقومهم بل نوبخهم وإن تمادوا نعاقبـــــهم : علينا أن ننظم بيتنا من الداخل ونغلق أبوابنا علي فضائحنا فلا يكشفها أبنائنــــــــا ، علينا أن نعلمهم بأن التلصص حرام ، وإذا وقعت عينهم علي عـــــورة أمــهم أن يستروها لاأن يفضخوها ،علينا أن نحن عليهم لا أن نعايرهم ، علينا أن نفـــــرح لتقدمهم وتتطورهم لا أن نذكرهم أننا من ربيناهم أو علمناهم أو أو أو....فالأم تفرح لنجاح أبنائها وتفرح أنها أحسنت تربيتهم ، وتحزن كل الحزن لو فشلت في تربية أبنائها ، فلو ظهر بين أبنائها هذا الإبن العاق قست عليه حتي يعود لرشده ، عليها أن تذكره بدينه وعقيدته ومبادئه ، لا يجب أن تتركه يزداد في عقوقه حتي يـــــعود لرشده .
أمنا الحبيبه مصر لاتتهاوني مع عقوق أبنائك، لاتتركي عقد العــــــائلة يفرط الواحد تلو الآخر ، أستعيدي مكانتك وضميهم بين أجنحتك ، عاقبــــــي من يستــــحق العقاب حتي يعود لرشده ، وأحنوا علي البار منهم حتي يشعر بثمرة بره ، لملمي أبنائكم بين أجنحتك ، وكوني تلك الأم التي طالما هربوا إليها يختبئوا بين أحضانها فتعطيهم كل الدفء والحنان وتشعرهم بالأمان .
وأخيرا أقولها "أدخلوا مصر إنشاء الله آمنين"


















