×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

رجعت إلى الله

رجعت إلى الله
رجعت إلى الله
بقلم / مريم حمدي الهلالي أقف بجانب نافذتي  يهطل ماء عيني كما تهطل الأمطار التي أراها  بل أكثر من المطر   أحاول آملة أن أخفف من آلامي التي تكاد تحطم قلبي الصغير  لكن أملي وثقتي  بربي الكريم  لا يمكن أن تتحطم .. أتوسل إلى الله بالدعاء، والدعاء هو صلتي بربي. أنا أعلم أن الأمر قد أنتهي لكن الإنسان عندما يصيبه ابتلاء من الله يكون في غير وعيه يتمني المستحيل  ..  عقله يعلم جيداً أن الأمر انتهي لكن قلبه يتمني وسيظل يتمني فهكذا الصراع بين القلب والعقل .. القلب يتمني والعقل يُصرح بالحقائق التي تؤلم لكن للأسف .. هو الواقع .. لا يهمني ما في الحياة .. فقط أتألم قليلاً - أو ربما الكثير - بما يبتليني به الله لكن أعلم لطف الله, فأتقرب منه ليرفع عني ابتلائي.. هكذا هي الحياة  المفترض ألا نكترث لها كثيرا فهي غير باقيه  .. الحياة امتحان كبير للعبور الي الجنة أنت أتيت الي تلك الحياة لتدفع ثمن الجنة ... تصرخ أمي قاطعه كابوسي المريب  ف للمرة السابعة أحلم بنفس الكابوس.. تقول أمي لي : يلا يا داليدا كل سنة وأنتى طيبة. .. في يوم عيد ميلادي السادس عشر  للمرة السادسة و في نفس يوم مولدي أري الكابوس ذاته مش كنت في الحادية عشر.  لا أعلم ما الذي حدث لي فمنذ أن قابلت تلك العجوز المريبة تغيرت تماما.   يوم عيد ميلادي الحادي عشر بعد انتهاء يومي الدراسي كنت في طريقي إلى المنزل وقابلت عجوزاً غريبة عباءتها سوداء قاتمة وردائها قَلَنسُوته ذات لون دَيجُوري لا أعلم ما الذي دفعني للذهاب ورائها ، و لكني ذهبت حتي وَقَفَت أمام قصر مهجور ووقَفتُ خلفها .. كانت لا تنظر إليَّ طيلة سيري خلفها لكن عندما وقفنا أمام ذلك القصر المهجور بنوافذة الموصد بعضها  والمهشم زجاج بعضها الأخر وقفت أمامي ونظرت لي بعينين تلتهبان إحمراراً .. تلك كانت المرة الأولي التي أقابل فيها شخصاً ما بهكذا مظهر !!  ملامحها تبدو لي غريبة   حتي أنها غير ظاهرة جداً أكاد أرى عينيها وهي تنظر إليَّ تلك النظرة شديدة الغموض والتي لن أنساها ما حييت .. كانت نظرة مرعبة  وبرغم  شجاعة أتسم بها و فضولية تدفعني حد الاقتحام  لكن تلك المرة كنت حقاً خائفة.. لا لست خائفة بل كنت مرعوبة رأيت بوضوح ذلك الشعر الأسود وتفاجأت كيف لعجوز مثلها أن يكون لها ذلك ..  كل ما فيها كان  قاتماً ماعدا نظراتها التي كانت تتقد نارا  ، ولون بشرتها ثلجي البياض .. كانت بيضاء جداً .. ليس ذلك البياض الطبيعي للبشر الذي أراهم ، كل ما فيها كان غريباً مرعباً وكأنها ليست بشرية !  لن أستطيع أن أنسي لكنة فهمها وارتعاشته وهي توجه كلامها إليَّ .. في البداية كانت تتكلم بصوت خافت لا اكاد أسمعه بدقة لكن الذي أدركته أنه كان كلاماً غريباً  .. وحتي لو كانت رفعت صوتها لا أظنني كنت سأدرك وقتها ماهيته عدا جملة صغيرة علقت بذاكرتي من وقتها ولن أنساها عندما قالت :  " ستدخلين هذا القصر  عندما تبلغين الثامنة عشر من عمرك ويومها ستفقدين عزيزاً عليك - بصوت أعلى-   سيُفقد بسببك أنتِ - بصوت أعلى أكثر -  لن يُفقد أيضا الا بِكِ"     ثم دَخلت القصر واختفت ! لا أدري ما الذي حدث لي لقد ذهبت ورائها لا أعلم ما الذي دفعني إلي أن أذهب خلفها ربما هو مزيج من الفضول علي بعض من الشجاعة لكنني ذهبت خلفها ورأيت ما لا يمكن العقل أن يستوعبه ..  رأيت عامودا  ملتوياً من هواء أسود اللون يطير صاعداً أمامي يرتدي سواداً تميزه قلنسوة سوداء ثم نظرت لجانبه فوجدت مثله كثيرا  يشكلون دائرة و يطوفون حولي ويرددون الكثير من العبارات المبهمة والطلاسم الغريبة ! وقعت من شدة الرعب ونمت طويلا ً و لم أشعر بشئ حتي أفقت في سريري!!            سالت عائلتي الملتفة حولي في ترقب بصوت واهن وضبابات ما حدث مسيطرة علىَّ  : ماذا حدث؟ قالت أمي : عدتي من المدرسة وقولتي أنك تعبانة وهتنامي شوية....   لم اتذكر شيئاً مما قالته أمي  لكنني صدقته.. أعلم أن الأمر مريب لكنني صدقته متمنية أن يكون الذي رأيته ...هل كان كابوسا في قيلولتي؟ . إلى أن جاء عيد ميلادي الثاني عشر عندما حلمت ذلك الحلم الذي كنت أبكي فيه  وعندما أفيق منه وأنظر إلى نافذة غرفتي التي رأيتها في منامي كنت أري ذلك المنظر الذي رأيته عندما كنت في ذلك القصر و عندما كان يطوف حولي العشرات من التفافات الأسود الذي يطوف حولي في شكل مريب  لكنني تعودت علي ذلك ف كل عام في يوم مولدي يحدث نفس الشيء أصبحت لا أكترث له حتي أنني أمارس أمور حياتي الطبيعية وكأن شيئا لم يكن ..لا زلت لا أعلم قصدها ب"ستفقدين عزيز عليك"  وأخاف أن أفقد شخصاً من عائلتي بسببي لكن مازالت جملتها الثانية معلقه في ذهني "لن يفقد أيضا إلا بك" إلا بي! كلماتها مثل الألغاز أنا سأفقد عزيز عليّ بسببي لكن أيضا يمكن أن أنقذه! كيف؟! كل هذه الأعوام أفكر كيف ؟ الي اليوم واليوم عيد ميلادي السابع عشر الباقي سنة فقط فكرت في أن أسافر لكي أحمي عائلتي لكن أظن أنه لن يجدي نفعا .. فكرت في الهداية .. نعم أنا أصلي لكن ليس بانتظام لا أتذكر أخر مره قرات فيها القران, ملابسي التي أرتديها هل تكون سبباً .. ولم لا ؟ ما كان يبعدني عن الله إني ولدت في هذا الزمن والزمن الذي تكون فيه الصلاة تدينا ويقولون عن المنتظم في الصلاة أنه  شيخ .. ! الزمن الذي يسمونه بزمن العلم في الحقيقة أهو جهل...  جهل في الدين مثلا ..ربما    زمن يكثر فيه الحرام حتي أنه يكاد يكون شيء طبيعي؟  زمن من يكون قريب من الله ويصلي ولا يكون هاجرا للقران يكن شيخا لا المفترض جميع المسلمين يكونون كذلك لكنه المفترض فمن يفكر هكذا في هذا الزمن أو ربما هو الشيطان الذي يجعلني أبرر لنفسي بُعدي عن ربي بالزمن نعم هو زمن ....  .  لكن ليس السبب في أن عدم تقربي الي الله وعدم طاعته أيا ما كان فمنذ أن فكرت في ذلك الحل , وقد بدأت في التقرب الي الله دعوته ليهديني اليه هداية لا أرجع بعدها أبدا, وحتي ان رجعت سأتوب وأظل أتوب الي أن يتوفاني الله منذ ذلك اليوم وقد غيرت نفسي تماما بدأت اصلي بانتظام وبذات أقرا ورد من القران كل ليلة بدأت أغير نظام ملابسي أرتدي الفضفاض .. الحجاب الذي يرضي الله بدأت أبعد عن الأغاني والموسيقي أعلم أن الهداية لا تأتي دفعة واحدة لكنني أحاول وأدعو حتي رجعت إلى ربي وانتظرت حتي أتت السنة التالية  ... هل القرب من الله هو حل لغز تلك العجوز؟  هل التقرب الي الله هو حل لغز تلك اللعنة؟   الي أن حصلت علي الإجابة في يوم عيد ميلادي الثامن عشر عندما  صحوت من نومي دون أن أحلم ذلك الحلم الغريب وصحوت ونظرت إلي النافذة دون أن أرى ذلك المنظر المهيب فسجدت لله من فرحتي لكن أريد ان أعرف ما هي قصة ذلك القصر فذهبت الي ذلك المكان مرة أخري حتي رأيت عجوزاً رجلا يرتدي عباءة سوداء قاتمة وعيناه حمراوتان لون بشرته بيضاء ليس كبياض البشر بل أشبه الي بياض الحائط !!.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 09:47 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17