دراسة نقدية عن قصة " الحب قبل كورونا وبعدها " بقلم للدكتور / محمد حسن كامل
بقلم القاصة والسيناريست / عبير منون قصة جميلة نادرة تفرّد بها الدكتور محمد حسن كامل رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب الذي كان ومازال يفاجئنا بأفكاره وخياله الواسع كتبها بكلمات منمقة مرصوفة بأسلوب يتفق مع كافة الفئات البشرية ، فقد وسّع دائرة الفكرة ليشمل المشكلة والحل معاً وقدّم فيها تصوراً واضحاً ورؤيةً عن عمق تفكيره وعمق إدراكه بأسلوب اتصف بالسهولة والطراوة والمتعة وقد راهن عن عدم الخروج من الماضي وأن العالم يخوض حرباً ثقافيةً علمية تسلك المسار الخطي تناولت القصة لقاء شاب وشابة من طالبي العلم في أحد المؤتمرات العلمية التي تُعنى بالتبادل التقني والفكري وآخر ماتوصلت إليه الهندسة الفكرية والكونية في تكنولوجيا النانو , وهي تعتمد على تصغير الأحجام تصل إلى الواحد على المليار من المتر , أي تقسيم المتر إلى مليار جزء بمعنى 1 ÷ 1000000000، والمليار واحد وأمامه 9 أصفار عن يمينه , وخلقت اللقاءات المتكررة والطويلة بينهما جواً كيميائياً خاصاً أوكسجينه الحب والإخلاص ولقاء العقول على مائدة الفكروالحب بينهما , ثم تكررت لقاءاتهما ليعترف كلا منهما للآخر بحبه الشديد وعشقه ولكن ! فجأة وبدون مقدمات وجدا نفسيهما مع الكثير من العلماء والزملاء في العالم يواجهون فيروسا فتاكاً أخذ يهدد العالم الصديق والعدو وأخذ يحصد أرواح البشرية، عندها تكاثفت جهودهما إضافة للجهود العالمية لإيجاد دواء يفتك بهذاالفيروس القاتل . توصل بطلنا إلى حل مؤقت ريثما يتم إيجاد الدواء المضاد المناسب لهذا الفيروس ووجد نفسه يقترح الحل وهو أن يتم تصغير الشخص حجما بنسبة 1/ 1000000000 أي باستخدام تكنولوجيا النانو . وهذا الحجم الضئيل جدير بأن يحميهم من الفيروس القاتل (كورونا ) لحين التوصل لمصل أو دواء يفتك به ، وهنا انقسم العالم بين مؤيد ومعارض للفكرة بل أصحاب المصالح من التجار والصناع وذوي الحرف عارضوا هذا الحل فمن سيشتري بضاعاتهم عندما تصغر أحجام البشرية لهذا الحد ؟ وعلى من سيمارسون طقوس جشعهم وطمعهم ؟ بل وتعالت صيحات المعارضة على هذا الحل أصحاب المصالح العليا على مستوى العالم , انها أشبه بحرب عالمية ثالثة , تهدف لكسر إقتصاد العالم . وتبين كم هم مستفيدون من وجود هذا الفيروس بشكل كبير وبذلك تسقط الأقنعة وتُزال الابتسامة الكاذبة ويحل مكانها الغضب والوجه المستبد فهذا الحل وضعه كاتبنا حتى يبتعد بحبيبته عن هذا العالم الكاذب الغشاش ،وبنفس الوقت ينجو الكثير مع من يتم تصغيرهم من الناس لهذا الحد هروبا من الفيروس، ولكن كورونا كشفت العالم المزيف وباركت بالحب والعشق فمن الناس من قام بتطبيق هذا الحل وبذلك نجا من المرض أما الباقون الذين لم يرضوا بهذا الحل فقد أصيبوا بهذا المرض وبالتالي كان مصيرهم الموت فقضى عليهم وعلى جشعهم وأطماعهم ، القصة مشابهة لقصة سيدنا نوح الذي صنع سفينته وركب معه من آمن بالله والتحق بهم زوج واحد من كل أنواع الحيوانات فمن ركب السفينة قد نجا ومن لم يركبها غرق في الماء ومنهم ابن سينا نوح عليه السلام والذي قال : قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) سورة هود أبهرني خيال الكاتب الاديب العلمي المبدع بهندسة الأحداث بطريقة مشوقة فكان كفيلاً بنشلنا من واقع أليم فظيع إلى خيال جميل مزهر تسكن إليه النفس البشرية وترتاح من شقائها و لو للحظات قليله ومنحها السعادة لقلوبنا المتعبة وأرواحنا من مستجدات الحياة فقد وجدت نفسي وأنا أقرأ القصة أنني أمام فيلم سينمائي خيالي عالي التقنية ودراما تليفزيونية كاملة الأركان بين الوعاء الزمنكاني والاحداث والشخصيات والمشاعر والمشكلة والعقدة والحبكة والحل وعبقرية الخروج من الاحداث بمنطق علمي , والفيلم يضاهي بقيمته وأفكاره أفلام علمية خيالية ، وأظن انه سيدعوني قريبا لمهرجان كان السينمائي لحضور نيله جائزة الأوسكار العالمية في مسابقة أفضل فيلم . القصة اكتُنزت برأسمال ثقافي امتلك قدرة التعبير عن الجميل المدهش العقلاني والقدرة على إعادة تمكين الماضي فالمتهم إنسان يخوض الحرب الثقافية العلمية الليبرالية ترتكز على مسائل الأخلاق والرقابة وهذا ليس من قبيل المبالغة لأن القصة في مرحلة ما تعيد تمكين الإستبداد وتكديس الثروات في يد الأقوياء المستفيدين من اللعبة. القاصة والسيناريست عبير منون عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
⇧


















