رحيل اللواء ا ح صلاح فايز

رحل عن عالمنا الي جوار ربة المغفور له بأذن الله  سيادة اللواء اح صلاح فايز  الشاعر الغنائي الكبير الذي تغني علي كلماتة الكثير من المطربين في مصر و الوطن العربي  متابعة سامح طلعت    من كتباتة بين السيف والقلم  عن حرب اكتوبر  و فجأة وبدون سابق علم أو إنذار قامت الأنساق الأولى بالجيشين الثانى والثالث بأعظم عملية خداع استراتيچى فى الحروب الحديثة وذلك بعبورها فى الثانية وخمس دقائق بالتمام قنال السويس على طول تمتد حوالى 170 كم وفى سيمفونية قتال رائعة اقتحمت المانع الخرافى الذى كان يسمى بخط ( بارليف ) والذى ظن القادة الإسرائيليون بأن القوات المصرية سوف تنال عقاباً قاسياً عند أى محاولة للاقتراب منه لإقتحامه ، ولكن فعلها المصريون ( جند الله ) وكانت صيحة الله أكبر تجلجل وسط انفجارات دانات المدافع التى أمطرت مواقع واحتياطيات العدو القريبة ومراكز القيادة والسيطرة بوابل قاتل منها وكان بالفعل عملاً اسطورياً رائعاً من هؤلاء الجنود الذين كانوا يحتلون خنادقهم المواجهة لشاطئ القناة الغربى لسنوات .. هب المارد رافضاً ان يستسلم لليأس وأن يظل الحال كما هو عليه لأكثر من ذلك وكان ذلك العمل المدهش والجبار نتيجة تدريب مضنى وتوعية مستدامة وتصميم على ان يسترد العرب كرامتهم والمصريون فوق ذلك أرضهم وكان البطل الحقيقى لتلك الملحمة الأسطورية هو بلا شك الزعيم الخالد والسياسى المحنّك والقائد الواعى محمد أنور السادات الذى خطط و راوغ وخدع الجميع بموعد ساعة الصفر لمعركة الشرف والكرامة والتى كللها فيما بعد بمعاهدة السلام والتى استردت فيها مصر أرضها بالكامل والذى كان يتمنى الرئيس السادات أن يتم ذلك فى هضبة الجولان بسوريا واسترداد الأراضى الفلسطينية التى تم احتلالها فى نكسة 1967 ولكن هذا حديث آخر .. طرنا بالطبع من الفرح وعشنا أيام لم نعشها منذ عدة سنوات وارتفعت الروح المعنوية للشعب ولباقى القوات التى لم تشارك فى القتال إلى السماء وزادت سعادتى عندما عينت قائداً لمأمورية شئون معنوية تتألف منى ومن الضباط المتخصصين فى التوعية والحرب النفسية والوعاظ العسكريين وكانت مهمة هذه المأمورية التواجد بمنطقة ( الجفرة ) والعمل مع ضباط وأفراد اللواء الثالث المدرع وباقى وحدات الفرقة الرابعة المدرعة الذى كان يقودها فى ذلك الوقت  العميد أ . ح . محمد عبد العزيز قابيل .. وكان قائد اللواء الثالث العقيد أ . ح . نور الدين عبد العزيز عبد الغنى صديقى وزميلى بالفرقة الرابعة وبمدرسة المدرعات سابقاً قد استشهد فى مركبة قيادته بسيناء وتولى قيادة اللواء العقيد ( لواء ) فيما بعد حسين منصور رئيس أركان اللواء وتقدمت قافلة التوعية على طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوى حتى منطقة وصلة الملاك حيث قابلت قائد الفرقة العميد قابيل فى مركز القيادة المتقدم وكان يتابع الأعمال القتالية لكتائب الفرقة غرب القنال بعد أن حدثت الثغرة وتوسعت وتسربت منها المدرعات الإسرائيلية القائمة بالاشتباك مع دبابات الفرقة وأشهد الله أننى استمعت إلى مكالمة هاتفية بين العميد قابيل والرئيس الراحل محمد أنور السادات يؤكد فيها العميد إصراره هو وجميع أفراد الفرقة على تحقيق شعار المدرعات ( النصر أو الموت ) وسمعته يقول للرئيس جملة ( مصر فى رقبتى يا ريّس إطمن ) .. قدمت نفسى للعميد قابيل لإبلاغه بالغرض من المأمورية فطلب منى التوجه إلى منطقة تمركز الفرقة ( بالجفرة ) ومقابلة رئيس أركان الفرقة العميد ابراهيم المغربى والتنسيق معه وهناك تم توزيع أطقم التوعية والحرب النفسية على الوحدات الموجودة والعائدة من خط القتال للقيام بالإجراءات الواجبة ( معنوياً ونفسياً ) وظلت المأمورية ( بالجفرة ) لمدة ثلاث أيام عدنا بعدها لإدارة التوجيه المعنوى بعد تقديم تقرير بما تم فى تلك المهمة .. أصبحت رئيساً لفرع التعليم بالمدرسة حتى تم ترقيتى إلى رتبة العميد عام 1975 وبعد عام ونصف تقريباً تم تعيينى رئيساً لفرع التوجيه المعنوى بقيادة الدفاع الشعبى والعسكرى حيث كنت مسئولاً عن العمل المعنوى مع المستشارين العسكريين للمحافظات المختلفة وعن مراجعة التربية القومية بالمدارس والمعاهد مع مديريات التربية والتعليم .. وفى ذلك المجال اكتسبت خبرة واسعة فى العمل مع المدنيين بوجه عام ، علاوة على زيارتى لمعظم محافظات الجمهورية لمتابعة تنفيذ خططها الخاصة بالتوجيه المعنوى والوعى القومى .. فى يوليو 1981 تم ترقيتى إلى رتبة اللواء وإحالتى إلى التقاعد بعد حوالى 32 عاماً امضيتها طالباً وضابطاً وقائداً ومدرساً وتعرفت خلالها على ضباط وقادة عظام وإخوة وأصدقاء كرام مازلت أرى أمام ناظرى شعاراً دائماً يلاحقنى منذ نعومة أظفارى وحتى وأنا جالس الآن بمكتبى أخط هذه الذكريات وهو شعار ( الواجب .. الشرف .. الوطن ) وأحمد الله أنه طيلة تلك المدة بحلوها ومرها وانتصاراتها وانكساراتها ظللت مؤمناً محافظاً على ذلك الشعار الذى يتحلى به كل من سَلَك سِلْك الجندية وأحس بمسئولية أن يكون وأن يعمل بكل إخلاص فى سبيل أن تظل راية بلاده عالية خفّاقة وإرادة شعبه فوق كل إرادة .. تلك كانت ذكرياتى الخاطفة عن مرحلة السيف ، أتبعها بحلقات من نوع آخر أكثر جذباً لجمهور المهتمين وهى مرحلة القلم .. مسيرتة الفنية ولد صلاح فايز فى 13 نوفمبر 1934 بالقاهرة تميز أسلوبه في نظم الأغاني بخاصية رائعة لا يجاريه فيها أحد واعتبر الابداع المستمر هو للمحافظة علي اللياقة الفكرية ومن روائعه ’أكتر تلاتة بحبهم لاسماعيل شبانة لحن منير مراد و’زي البحر غرامك’ لمحمد قنديل و’جالك وقتك’ لكارم محمود ’وخفة دمك مش علي حد’ للتلباني و’الحب الحقيقي’ لشادية وحصل صلاح فايز علي شهادات تقدير كثيرة ، كما فاز بجائزة الأغنية الصباحية (صحي الصباح) لحن فاروق الشرنوبي وتم تكريمه في مهرجان الأغنية عام 2003 ، فاز بجائزة الأغنية الصباحية عام 2006 بأغنية (صباح الفل) تلحين خالد الأمير وغناء نادية مصطفي كما كتب صلاح فايز النصوص الغنائية الاحتفالية (رحلة العائلة المقدسة) عام 2000 .