في أمريكا إن لم تصبك الكورونا قد يلتهمك الدب
ا. د. محمد المليجي خرجنا للتسوق للضروريات وكل الناس حولنا ترتعد خوفا من ان يصلها فيروس كوفيد ١٩ الذي يحصد البشر في مدينة نيويورك الملاصقة لنا ويصول ويجول في ولاية نيوجرسي وإن كان اقل تدميرًا من مدينة نيويورك. تبعًا للتعليمات الوقائية فلا يجب ان يتقارب الناس من بعضهم اكثر من ست اقدام ويتم تعقيم عربات التسوق ويرتدي غالبية الناس الأقنعة المصنوعة منزليًا حيث يتم استخدام الطبية منها فقط للأطقم الطبية التى هي فى حاجة ماسة لها. انتهينا من التسوق وعدنا الى بيتنا بسرعة لنجد جارة لنا تحذرنا وتطلب منا الدخول بسرعة لان دبا يتمشي في الغابة التى أمام باب منزلنا. قالت أيضا انه هنا منذ ليلة امس. رغم أني خرجت ليلة امس من بيتى لأحضر ماء من السيارة ولم الاحظ شيء ولكن الله سلم. نسينا فيروس كوفيد ١٩ ودخلنا سريعا لنشاهد من خلف زجاج الباب دبا اسود بحجم كبير نسبيا يتطلع علينا من خلف الأشجار. فكرت في الخروج مرة أخري لآخذ سلفي معه ولكن العمر مش بعزقة على رأي المثل المصري واكتفينا بمراقبته من خلف الزجاج حتى انصرف مؤقتا. تعجبت من حكمة الله في خلقه فالخوف من فيروس كورونا لم يعد اكبر خوفنا فهناك ما هو اشد منه قسوة فيمكن ان تهرب من كورونا ويلتهمك دب كهذا الذي يأتي من الغابة بلا موعد مسبق او قد تصدمك سيارة او يسقط فوق رأسك حجر وأنت تمشي في الطريق الذي تسلكه كل يوم وفي كل هذه الحالات لن تنفع مسافة الست اقدام ولا ارتداء الكمامة. المهم ان هذا الدب مازال في الغابة وقد يذهب ويأتي بآخرين ثم يظهر في اي لحظة فهذا بيته ونحن الدخلاء عليه. ورغم اننا لا نري الدببة الا نادرا الا ان احترامها واجب والاعتراف بحقوقهم البيئية لا ينكره احد وارجوا ان لا يكون الدب او احد من أسرته غاضبون منا، ولو غاضبين من وجودنا نعزل ومفيش مشكلة. ولو دب أترشح للرئاسة الامريكية سأصوت له المهم يتوكل على الله ويرحل. تعددت الأسباب والموت واحد
⇧


















