صباح جميل مع الزهور والبذور
ا. د. محمد المليجي
لو وقفت على محطة سيدي جابر او محطة رمسيس للقطارات الساعة الثامنة صباحا ستجد ركاب يخرجون من القطار ذاهبون لأعمالها في الاسكندرية او القاهرة وآخرون يدخلون القطار ومعظمهم سيدات تحملن سلال فارغة وهم من انهي مهمته وباع بضاعته وفى الطريق الى قريته قبل ان يستيقظ البعض من النوم
هؤلاء هم بائعات الخضار والجبن والبيض اللاتي ينطلقن مع الفجر من قراهم إلى الإسكندرية أو القاهرة ويبيعون بضاعتهن قبل ان يستيقظ البشر ويعدن إلى بيوتهن واليوم مازال يفتح عينيه. هؤلاء البشر من المخلوقات الماهرة في تسيير شئون حياتها كالطيور التي تسعي على رزقها مبكرا قبل ان تشتد الحرارة ويستيقظ الأعداء والمنافسين ويعودون الى العشوش لإطعام فراخهم وحراستهم.
اليوم شاهدت نفس الشيء في بعض النباتات التي من فك الربيع يفتح عينيه حتى أزهرت وأثمرت في أسبوعين لتقضى باقي الوقت بين الربيع والصيف وحتى قدوم الخريف في الاستمتاع بوقتها كما تحب فهي لا تضمن ماذا ستحمل لها الأيام.
بعض هذه النباتات بدأت الربيع بالأزهار والإخصاب وتكوين الثمار والبذور قبل ان تتفتح براعم الأوراق وقبل ان يتدخل البناء الضوئي في حقن السكر والطاقة في البذور والثمار مع ان تكوين البذور والثمار كالحمل والولادة يتطلب طاقة ومجهود من الشجرة.
والبعض الآخر كون أوراق في البداية وهذا في النباتات الصغيرة كالجعضيص مثلا وكون ازهار وبذور اعتمادا على عملية البناء الضوئي.
ولكن كيف للأشجار الكبيرة ان تنتج زهور وبذور بدون اوراق ومن اين اتت بالطاقة لذلك. في الواقع ان هذه الطاقة هي التى اختزنتها الشجرة لهذا العمل من قبل مع حلول الخريف وقد كتبت عن ذلك سابقا.
اليوم شاهدت بعض هذه النباتات مبتهجة بما حققته من ازهار وإثمار فكونت بعضها زهور رائعة كالكرز الحلو Sweet cherry وبعضها قد انتهي من طور الازهار وكون بذورا مجنحة على وشك ان تطير كالميبل الأحمر. Red Maple والبعض كون بالفعل مخاريط Cones تحمل بذور كأشجار الأوك Oak والبعض كون قرون وبذور كنبات الماسترد Master
كل هذا تم في سرعة مذهلة وقبل الآخرين وحتى قبل ان تتفتح براعم هذا النباتات الخضرية ( الصور ). ولكن هذه البذور غالبا مازالت محكومة بعوامل داخلية تجعلها لا تنبت إلا في موعدها المناسب.


















