×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

إياكم والظلم

إياكم والظلم
إياكم والظلم

بقلم :  محمــــد الدكـــــرورى

إن الظلم ذنب عظيم ، وإثم مرتعه وخيم وهو سبب الفساد والفتن والبلاء والإحن والعقاب والمحن والظلم منبع الرذائل والموبقات ومصدر الشرور والسيئات فمتى فشا في أمة أذن الله بأفولها ومتى شاع في بلدة حصلت أسباب زوالها ، وانعقدت دوافع سفولها فبه تفسد البلدان وتدمر الأوطان .

والظلم يجلب غضب الرب سبحانه، ويتسلط على الظالم بشتى أنواع العذاب، وهو يخرب الديار، وبسببه تنهار الدول، والظالم يُحرم شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع أنواعها، وعدم الأخذ على يده يفسد الأمة، والظلم دليل على ظلمة القلب وقسوته، ويؤدي إلى صغار الظالم عند الله وذلته. 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا ، ويشير إلى صدره ثلاث مرات ، بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه " رواه مسلم .

والظلم حرام ومن كبائر الآثام ومن الموبقات العظام وقد حرمه الله عز وجل على نفسه ، وجعله بين عباده محرماً ، والظلم يكون بأكل أموال الناس وأخذها ظلمـًا، وظلم الناس بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء ، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لما كشف العذاب عن قوم يونس عليه السلام ترادوا المظالم بينهم، حتى كان الرجل ليقلع الحجر من أساسه فيرده إلى صاحبه.

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لأبي سلمة بن عبد الرحمن، وكان بينه وبين الناس خصومة: يا أبا سلمة اجتنب الأرض ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين " رواه البخاري ومسلم .

وإن الإنسان بطبعه ظلوم جهول بالعواقب ، ولا يرتدع عن الظلم إلا بسبب علة كوازع من دين أو قانون صارم ، والظلم محرم في دين الله عز وجل وقد توعد الجبار عليه بالعذاب والانتقام منه للمظلوم ، و وقال في الحديث القدسي:(يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) 

والظلم أنواع ومنها ظلم العبد لنفسه وظلم العبد لغيره وهذا النوع من الظلم أشد وأخطر أنواع الظلم وقد منعه الله في حق الحيوان ورتب عليه العقوبة الكبيرة ، فيقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا تردّ دعوتهم : الصائم حين يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ، ويفتح لها أبوابَ السماء ، ويقول لها الرب : وعزَّتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعدَ حين " رواه أحمد .

وقيل عن وهب بن منبه قال بنى جبار من الجبابرة قصراً وشيده فجاءت عجوز فقيرة فبنت إلى جانبه كوخا تأوي إليه فركب الجبار يوما وطاف حول القصر، فرأى الكوخ فقال:لمن هذا ؟فقيل لامرأة فقيرة تأوي إليه ، فأمر به فهدم، فجاءت العجوز فرأته مهدوما فقالت من هدمه؟فقيل الملك رآه فهدمه فرفعت العجوز رأسها إلى السماء وقالت: يا رب إذا لم أكن أنا حاضرة فأين كنت أنت؟ قال: فأمر الله عز وجل جبريل أن يقلب القصر على من فيه فقلبه.

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا " رواه الترمذي .

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرًا ، فالظلم يرجع عقياه إلى الندم ، تنام عيناك والمظلوم منتبه ، يدعو عليك وعين الله لم تنم ، واعلموا أن الظالم مهما علا شأنه ومهما راج على ضعاف الإيمان بطشه فإنه هالك لا محالة وأنه كلما زاد في عتوه وظلمه كلما قربت ساعته ونهايته. 

فيجب علينا ترك الظلم والابتعاد عنه خشية من عقوباته في الدنيا والآخرة، فقد قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم " ما من ذنب أحرى أن يعجل الله له عقوبة من البغي ، أي الظلم وقطيعة الرحم " الترمذي .

وأخبر النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ، أن دعاء المظلوم مستجاب على ظالمه، كما في حديث معاذ رضي الله عنه " واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " وفي حديث آخر " دعوة المظلوم يرفعها الله إلى الغمام، ويقول : وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين " رواه البخاري ومسلم .

فهذا فرعون يوم أن بلغ في ظلمه أنه أراد قتل نبي الله وقتل العباد المؤمنين معه بجيش جرار حشده لذلك أخذه الله أخذ عزيز مقتدر ، فما أقبح الظلم وما أشنع نتائجه ؟ وما أسوأ الظلم وما أفظع خواتمه ؟ ألا فاعلموا أن للظلم صور وأشكال ، وأنماط وأمثال ، فمن الظلم أن تعتدي على موظف أو مسكين أو فقير أو غريب.

لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ، تحرمه من وظيفته ظلمًا وجورًا ، وتمنعه من مرتبة أو درجة محاباة وعدوى ، وتحجزه عن راتبه ومستحقاته عدوانا وهوى ، فأين الجلساء والأخلاء ، الذين اجتمعوا في ليال ظلماء ، يحيكون المكائد ، وينصبون المصائد ، يخططون للظلم ، ويعملون للجرم .

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم كفل ، أى نصيب ، من دمها، لأنه كان أول من سنَّ القتل " رواه البخاري ومسلم .

وقيل إن الظلم ثلاثة وهو ظلم لا يُغفر، وظلم لا يُترك، وظلم مغفور لا يُطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، فقال تعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وأما الظلم الذي لا يترك، فظلم العباد بعضهم بعضًا، وأما الظلم المغفور الذي لا يطلب، فظلم العبد نفسه.

وقيل أنه مر رجل ، برجل قد صلبه الحجاج، فقال: يا رب إن حلمك على الظالمين قد أضر بالمظلومين، فنام تلك الليلة، فرأى في منامه أن القيامة قد قامت، وكأنه قد دخل الجنة، فرأى ذلك المصلوب في أعلى عليين، وإذا منادٍ ينادي، حلمي على الظالمين أحلَّ المظلومين في أعلى عليين.

فيجب علينا أن نعود إلى الله وأن لا نيأس من رحمة الله ، فقال تعالى: ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) وقيل أنه ، قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى؟ قال: سمعته يقول: " يدنو المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه . 

فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أي رب أعرف، قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم، فيعطى صحيفة حسناته، وأما الكافر والمنافق فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على الله " رواه مسلم. 

فيجب على كل مسلم ناصح لنفسه، أن يتوب إلى الله من الظلم، وأن يرد المظالم إلى أهلها قبل أن يأتي يوم لا دينار فيه ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ من حسناته وإن لم يكن له علم صالح أخذ من سيئات صاحبه فطرح عليه ثم طرح في النار .

فترك الظلم من أسباب النجاة من الهلاك والشقاء في الدنيا والآخرة، لأنه علو في الأرض وفساد يقتضي الحرمان من العافية والحياة الكريمة ، فيجب علينا أن نتحرز من الظلم سواء كان في الأعراض أو الأموال أو الأبدان .

فقد قال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : " المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره" وقال أيضا " كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وعرضه وماله " رواه مسلم فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ربط أخوة المسلم لأخيه بعدم الظلم في الدم والمال والعرض وجعلها محرمة .

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 08:27 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17