×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

حسن بخيت يكتب : " مابعد كورونا"

حسن بخيت يكتب :  " مابعد كورونا"
حسن بخيت يكتب : " مابعد كورونا"

كتب : حسن بخيت 

جائحة كورونا التي أصابت دول العالم بلا استثناء ، أصابت الدول والمؤسسات والأفراد ، فهي أعظم أزمة وأشد محنة عاشتها الأجيال الحالية ، قد تكون أشد أزمة من الأزمات التي حلت بالعالم منذ 100 عام ، وتختلف عن كل الأزمات التي أصابت البشر من قبل في أن نزيفها مستمر ولم يتوقف حتى هذه اللحظة منذ بداية انتشارها قبل ثلاثة أشهر تقريبًا ، ولم يستطع أحد حتى الآن أن يتوقع الى متى سيتوقف هذا النزيف؟ وماذا سوف يخلف من وراءه من تبعات قاسية ومُؤلمة؟

لكن حتمًا ستكون هناك تبعات لكورونا ، بل ستكون تبعات مؤلمة ومتوقعة وسوف يذوق مرارتها الجميع ، لكن بدرجات متفاوتة بدأ من أقوي الدول تقدما الى أقل الدول نموًا ، حتى المؤسسات والأفراد لن تسلم من تبعاتها شاء الجميع أم أبى ، وبكل تأكيد سوف تتغير خريطة العالم السياسية والاقتصادية لا محالة ، وربما تتغير الحياة المعيشية والاجتماعية في كثير من الدول ، بل سوف تتغير أنماط الحياة السابقة للأفراد ، دون اختيار من أحد ، لانها ستكون أنماط اجبارية رغم أنف الجميع ، وعلى الكل تقبلها والتأقلم معها. 

ومما لا شك فيه أن دول كثيرة سوف تخرج من الأزمة بسلام وبأقل التوابع والأضرار ، وخاصة الدول التي تعاملت مع الأزمة بفن إدارة الأزمات ، والتخطيط الاستباقي الممنهج منذ بدأ الأزمة ، وأثناء الأزمة ، ومحاولة التقليل من تبعاتها المؤلمة قدر الإمكان، والاستعداد المبكر لما بعد كورونا بوضع كل السيناريوهات على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية...إلخ 

مصر وهي التي يهمنا شأنها ، فمنذ بداية الأزمة كانت مستعدة لها، وبادرت على الفور بتشكيل اللجان الصحية والأمنية والاجتماعية ، بل سخرت كل مؤسسات الدولة للتعامل مع مستجدات جائحة كورونا، على قدر امكاناتها ، ولا يقلل من ذلك إلا جاحد ، والكل يشاهد حتى الآن أن الجميع يعمل على قدم وساق ، وحسب مقتضيات وتفاقم الأزمة ، وبشكل تصاعدي حسب ما تقتضيه المصلحة العامة للبلاد وللمواطنين ، بداية من صدور قرارات توعية وارشادات صحية أو سلوكية ،أو قرارات الزامية كالحجر الصحي أو الحظر المنزلي ، ومن ناحية أخرى تفاعلت جميع الجهات الحكومية ومؤسسات الدولة كوزارة الصحة ، والتعليم والمؤسسات العسكرية من جيش وشرطة وأمن مركزي ، ووزارة الهجرة والقوى العاملة ، والطيران ، ووزارة الخارجية للتعامل مع ملف العاملين بالخارج ، والبنوك والسوق المالي ،، والمؤسسات الدينية والمدنية ورجال الأعمال، وغيرها من خلال إصدار قرارات ومبادرات هدفها تحفيز القطاعات التجارية وإيقاف النزيف قدر الإمكان وبث الطمأنينة بين الناس وخاصة الفئة المتضررة مصالحها. 

بالرغم من محاولات بعض الفاشلين، والكارهين لكل خير ، ومحاولة نشر روائحهم الكريهه في المناخ العام ،بهدف نشر حالة من الإحباط واليأس في كل مكان ، بالإضافة إلى التمويل الضخم لقنوات إعلامية مسمومة وفاشلة لا هدف لها على مدى 24 ساعة سوى شائعة البلبلة وهز الثقة ونشر الإحباط واليأس ،لكن يبدو أن هؤلاء المأجورين قد نسوا من هي مصر ، وتناسوا تاريخ مصر ، فجائحة كورونا ليست الأزمة الأولى التي مرت بها مصر ، فلن أتحدث عن تاريخها القديم ولا الحديث ، لأن هؤلاء دائما يطعنون في كل شيء ،ويكذبون كل حديث لا يتماشى مع فكرهم وأهدافهم ومصالحهم ، انما أتحدث عن فترة زمنية عشناها جميعًا ،فقد تجاوزت مصر أكبر أزماتها، واجتازت أخطر تحدياتها منذ يناير 2011 ، وبعد أن كانت مصر على شفا الإفلاس والانهيار التام ،وكانت تنتظر المعونات والدعم من الدول الصديقة والشقيقة، ودخل الاقتصاد المصري مرحلة إصلاح صعبة ومعقدة استمر لأكثر من 4 سنوات ،ذ، إلا أن مصر استطاعت أن تتخطي تلك المرحلة الصعبة بأقل الأضرار الممكنة ، لتقف اليوم صامدة شامخة أمام جائحة عالمية وأزمة عنيفة تكاد تعصف بدول نفطية قوية ودول صناعية كبرى ، وتحقق الاكتفاء الذاتي الغذائي والصحي والمعيشي دون أن تصرخ وتنتظر المعونة والمساعدة من غيرها. 

جائحة كورونا من الناحية الصحية ستنتهي لا محالة حاملة معها الآف القتلي ، وربما مئات الآلاف ، لكن حتما ستترك لنا تبعاتها الاقتصادية ، وسيدفع الثمن غاليًا تلك الدول التي هجرت الإنتاج والزراعة كدول عربية وأفريقية كثيرة، وخاصة التي تعتمد بشكل أكبر في اقتصادها على النفط والغاز والسياحة على حساب النهضة الانتاجية من الغذاء والانتاج والاكتفاء الذاتي ، وهذا سيكون هو الفارق الحقيقي مع مصرنا الحبيبة ، عن غيرها من الدول العربية التي تحتاج إلى إعادة النهضة بالمنتج الوطني الزراعي والغذائي والطبي وإعادة الاعتبار لقطاعاته التقليدية ، ليتضح لنا عظمة مصر ،، وحفظ الله لها ، وأنها كانت تسير بخطى ثابتة صحيحة عندما أعادت الاعتبار للمنتج الزراعي والغذائي والصحي المحلي مهما كلف ذلك من ثمن؟ وتحقيق الاكنفاء الذاتي في غالبية المنتجات الغذائية والحرفية ، بل وصل الأمر بها الى مساعدة دول عربية وأوربية بارسال المعونات الغذائية والطبية لها في أزمة كورونا. 

لكننا نطالب بالمزيد والمزيد من إعادة النظر في القطاع الزراعي لاحيائه من جديد ،ليكون قادرًا على الاكتفاء الذاتي ،واستغلال الأراضي الزراعية التي هجرها أصحابها بحثا عن العمل في المدن الكبرى كالقاهرة والاسكندرية وغيرها من المحافظات الصناعية ،والعيش على أطرافها في أحياء عشوائية تفتقد لأبسط مقومات الحياة الصحية. مما أدى الى انتشار العشوائيات والانفجار السكاني لبعض المحافظات على حساب هجر الريف والقري ،، علمًا بأن الدعم الحكومي المالي والمادي اللازم لذلك ولقوة العمل الشابة في الأرياف فهو أقل بكثير من تكلفة ما ينفق على المدن الكبري كانشاء الكبارى والطرق والوحدات السكنية ،ومقاومة العشوائيات وما يترتب عليها من أزمات أخرى ، ونحن على يقين وثقة في الله بأن خزائن الأرض ستعود لمصر رغم أنف الحاقدين أوالناكرين للجميل. 

حفظ الله مصر وسائر بلاد العالم من كل سوء ومكروه

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 11:36 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17