اختبار كورونا....عودوا بشرًا أو موتوا أشرارًا

بقلم : مصطفى كمال الأمير 

2020 عام الحزن خيم عليه المرض والموت فقدنا فيه أحبائنا وانقلبت حياتنا رأسًا علي عقب وتوقفت تجارتنا وأعمالنا ودراستنا ، وبحسب توقعات البنك الدولي IMF انهيار اقتصاد العالم سيحدث بسبب كورونا وسيكون الأسوأ منذ الكساد العظيم 1930، معدلات البطالة ستتجاوز 25% والتضخم ونقص في الإمدادات والإنتاج، لكن مصر في أمان بفضل الاصلاحات الاقتصادية القاسية، ويتوقع البنك نجاة الاقتصاد المصري من هذا الانهيار العالمي. 

عبور الاقتصاد المصري لأزمة كورونا رغم انهيار اقتصاد العالم وبعد ثورتين متتاليتين 2011/13 أكد القوة والمتانة ونجاح إجراءات الإصلاح الاقتصادي نهاية 2016.

تحولت اهتماماتنا من مؤشرات البورصة وأسعار الذهب والفائدة في البنوك وانحصرت في متابعة أعداد المصابين ومعدلات الوفيات بفيروس كورونا في المستشفيات. 

حدث تخفيف لبعض إجراءات كورونا في إيطاليا وإسبانيا بؤرتي المرض والنمسا والتشيك والنرويج والدنمارك بعد تراجع وفيات وإصابات الوباء نسبيًا هناك، وبعد تعافي الأمير تشارلز، وبوريس جونسون رئيس حكومة بريطانيا وخروجه من المستشفى، وتم فك الحظر عن سكان ووهان الصينية أول بؤرة لفيروس كورونا بعد شهرين من إغلاق المدينة التي تفشي بعدها الوباء للعالم كله، مدينة نيويورك بؤرة كورونا الأكثر إصابة في العالم بها نصف مليون مصاب وعشرين ألف ضحية كورونا أكثر من وباء إيطاليا وإسبانيا والصين وألمانيا، عدد الإصابات يقارب المليون في الأمريكان 330 مليون منهم محجوزين بمنازلهم في خمسين ولاية أمريكية يموت منهم حالة وفاة كل دقيقة تقريبًا بسبب كورونا،جرين لاند جزيرة الأرض الخضراء التابعة للدنمارك هي المكان الوحيد في العالم الخالية من كورونا بدون وفيات أو إصابات. 

معدلات الوفاة 

إسبانيا 363 لكل مليون مواطن ، إيطاليا 329 لكل مليون مواطن، فرنسا221 لكل مليون مواطن ، بريطانيا 156 لكل مليون مواطن، أمريكا 65 لكل مليون مواطن، تركيا 20 لكل مليون مواطن، مصر حالتين وفاة فقط لكل مليون. 

20 من 230 دولة في العالم خالية من فيروس كورونا بقارة إفريقيا ملاوي، بورندي، جنوب السودان، سيراليون، بوتسوانا، ليسوتو، جزر القمر، وفي قارة آسيا اليمن، كوريا الشمالية، طاجيكستان، تركمانستان مع جزر المحيط الهادي. 

كورونا قهر أوروبا، وأمريكا خسرت ماديًا وبشريًا في شهر واحد فقط أكثر ما خسرته في حروبها كلها منذ حرب فيتنام خلال 30 عاماً في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وغيرهم، لكن ترامب حاول اخفاء تقصيره في إدارة الأزمة في بلاده بوقف تمويل أمريكا منظمة الصحة العالمية بدعوى تمييزها للصين في أزمة كورونا. 

تكاليف باهظة للاقتصاد العالمي بسبب كورونا وصلت تريليونات الدولارات في خطط لتحفيز الاقتصاد من الإعفاء الضريبي وتعويض العمال وأصحاب العمل، خسائر فادحة بالمليارات للزهور بهولندا بعد إتلاف 400 مليون زهرة منها 140 تيوليب بدلاً من تصديرها للخارج لوقف الطيران بسبب كورونا وإغلاق معرض Keukenhof السنوي للورود كلفه 25 مليون يورو. 

أكل الشطة الحارة والبهارات ربما يكون سر قلة إصابات كورونا في الهند مقارنة بجارتها الصين واللذان توجد بهما نصف سكان العالم ، معجزة كورونا أنه أمن النساء علي أنفسهم لأنه ربما يقضي علي بيزنيس الدعارة في العالم بسبب الخوف من العدوي بالفيروس والإيدز، كذلك الاغتصاب عقوبته الإعدام في بعض الدول ومنها مصر والهند. 

حظر كورونا كشف مواهب جديدة لدي المرأة في البيوت غير التيك توك والطبخ والتنظيف طبعًافقد حلقوا شعر أبنائهم وأزواجهم الذين سلموا رؤوسهم لزوجاتهم بسبب الحظر وغلق محلات الحلاقة، وحدثت معجزة أخري وعادت مصر قاهرة لأعدائها وحاضنة لأبنائها العائدين من أوروبا وأمريكا والخليج. 

واستمرارا للمعجزات في زمن كورونا قدمت مصر مساعدات طبية إلى الصين إيطاليا فرنسا وبريطانيا، لكنها تجاوزت إسبانيا الأسوأ عالميًا بعد أمريكا بإصابات 175000، الناس تعودت علي الحظر في مصر ، تعايشوا مع الوضع الجديد عليهم منذ شهر، وقد صدرت قرارات هامة للدولة المصرية لحل مشكلة العالقين في معظم دول العالم بسبب وباء كورونا لكن اتحادات المصريين هناك يجب عليها المبادرة بمساعدتهم. 

كورونا أحدث خللاً جسيمًا في حياتنا وأصابها بالشلل، بدأت أزمة صحية بسبب فيروس بدون علاج وخارج عن السيطرة لكنها تحولت لأزمات اقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية وأمنية، لكنه أعاد التوازن البيئي الضروري للحياة الطبيعية للحيوانات والطيور، نقص التلوث لقلة عوادم السيارات، حدثت المعجزة من فيروس كورونا هزم أمريكا أقوى امبراطورية في العالم. 

لوحة شرف رجال الأعمال المصريين يتقدمهم الحاج محمود العربي والأستاذة هبة ومحمد السويدي والاستاذ ياسين منصور وغيرهم يمكن إضافتهم لمعرفة الصالحين من أصحاب البيزنس، وقد تحملت الدولة المصرية مسؤولياتها وعوضت “الغلابة” من العمالة اليومية ب1500 ج لمدة ثلاثة شهور للتغلب علي أزمة كورونا. 

يجب الاستفادة من توقف الطيران الدولي بسبب كورونا في إعادة تدريب وتأهيل كوادر الموانيء الجوية والبحرية من الداخلية ومصر للطيران لأطقم الضيافة الجوية والأرضية كله يتم أونلاين عن بعد. 

2020 عام ثقيل عليناربما يزيد وفيات العالم فيه (بسبب الأمراض والأوبئة) وعن اعداد المواليد، لأول مرة في العصر الحديث كورونا أغلق البارات والحانات وعلب الليل وكازينوهات القمار وبيوت الدعارة في العالمومقاهي الشيشة أيضاً لكنه أيضاً قتل آلاف البشر وأغلقت بسببه المساجد والكنائس والمعابد والمدارس والجامعات، نظف البشر أيديهم وأجسادهم والتزموا بيوتهم خوفاً من فيروس كورونا، فهلا صفينا نوايانا وأرواحنا ونظفنا قلوبنا خوفاً من الله سبحانه؟ عودوا بشرًا أو موتوا أشرارًا. 

عجز العلم والطب في علاج فيروس كورونا أصل الداء فرفع كل البشر أيديهم بالدعاء لله رب الأرض والسماءحتي يكشف عنا البلاءويذهب عنا الوباء، الأغنياء لم تنفعهم أموالهم، ولا الأقوياء نفعتهم جيوشها، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.