×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

قبيل الشهر الفضيل...قضايا فقهية يفرضها الواقع الأوروبي!

قبيل الشهر الفضيل...قضايا فقهية يفرضها الواقع الأوروبي!
قبيل الشهر الفضيل...قضايا فقهية يفرضها الواقع الأوروبي!

بقلم : بهجت العبيدي ـ كاتب ومفكر مصري مقيم بالنمسا 

في بداية كل شهر من شهور رمضان المبارك في كل عام، تقفز للذهن بعض الأسئلة المشاكسة، التي يختلف حول الإجابة عليها العلماء، ومن ثم يختلف حولها العوام من المسلمين، وإن كان كما تذكر كتب الفقه أن الاختلاف رحمة بالأمة، وأنه يمكن للمسلم أن يأخذ بأي من الفتاوى التي تصدر عن العلماء، فإن ذلك لم يصبح هكذا يسيرا وسهلا، في ظل التشكيك الهائل الذي أصاب الأمة الإسلامية، حيث تفرقت فرقا وجماعات، كل منها يتبارى، في ادعاء كونه هو المسلم الحق، ومن دونه، على ضلال، مفارقين، تلك الروح المتسامحة، التي كان تتحلى بها عصور وَلّت، وقرون خَلَتْ، حينما كان يأخذ الأئمة الكبار برأي مخاليفهم، في بعض القضايا، ولم تعد هناك تلك السماحة التي صبغت السنوات الأولى للدعوة، التي كان نبعها الصافي مازال ماؤه قريب، وكان يستطيع حتى المسلم البسيط العادي أن ينهل منه دون مشقة، أو خوف. ذلك النبع الذي عملت كثير العوامل، وعظيم الأحداث، ومرير الخلافات على أن تغطيه بسحابة كثيفة، تحول بين وصول المتخصصين في علوم الدين له، فما بالنا بالعوام من المسلمين.

يسأل أحد المسلمين، بحسن نية!

- هل لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم من أبناء الدول الأوربية ونزلت عليه الرسالة في هذه البلاد، هل كانت العبادات ستكون بالشكل الذي توجد عليه الآن !؟ حيث يتم استخدم التقويم القمري لأداء مناسك الحج، وفريضة الصوم، كما تستخدم العلامات الشمسية لمواقيت الصلاة، وكذلك لبدء ساعات الصيام ولحظة الإفطار، وكل ذلك غير واضح الملامح إطلاقا، نتيجة لطبيعة الجو، حتى بعد كل هذه التقنيات الحديثة، في عصرنا الراهن، في تلك البلدان، فما بالنا بما كان عليه الأمر منذ أربعة عشر قرنًا!.

لا شك أن السؤال يبدو غريبًا على آذان وأذهان المسلمين في عالمنا العربي، ولا جدال في أنه لو طُرِحَ منزوعا من حسن النية، لهوى بصاحبه المسلم إلى هاوية سحيقة من الكفر، حيث أنه يتضمن شكًا واضحًا وتشكيكًا ظاهرًا في الرسالة وصاحبها صلى الله عليه و سلم، وكأني بمن يطرح السؤال يسلط سهاما في جوهر الدين وثوابته، ويشير إلى أنه لم يأت من لدن عزيز حكيم، أنزله على عبده الصادق الأمين ليكون صالحا لكل زمان ومكان.

ولكني لم أر في السائل حسن النية، كل ذلك ولم ألمح فيه غير تفكير منطقي، لا يَخِلُّ بعقيدته التي هي متغلغلة في أعماق أعماقه، هذا التغلغل الذي يجعله يأتي بفرائض الدين الإسلامي، قدر استطاعته، والتي يعمل على أن يأتيها كاملة، أما هذه الأسئلة فإنما أَوْحَت إليه بها تلك الظروفُ التي يعيشها، والأجواء التي يشهدها، والتي تستثير كوامن نفسه أكثر ما يكون في شهر رمضان الفضيل، الذي يجعل مثل تلك الأسئلة ماثلة شاخصة تعلن عن نفسها بوضوح، خاصة حينما يصادف قدوم الشهر الفضيل، هذا التوقيت من العام حيث يكون نهار شهر رمضان المبارك أطول ساعات من نهارٍ على الإطلاق في أوربا والنمسا في القلب منها بطبيعة الحال.

وإن كان الفقهاء قد استطاعوا أن يُوَفِّقوا إجابات لأسئلة الصلاة، ويستسيغها السائل وأغلبية المسلمين في أووبا، وذلك بالجمع بين صلاتي المغرب والعشاء، لتأخر العشاء لمنتصف الليل تقريبًا، والتي يعقبها الفجر، بالنمسا، بعد أقل من ثلاث ساعات، حيث ساعد على استساغة هذه الفتوى، ما هو مشهور في الجمع بين الصلوات: ظهر مع عصر، ومغرب مع عشاء، في السفر، أما فتاواهم بالنسبة لصيام نهار شهر رمضان الفضيل، فلقد جعلت المسلمين في أوروبا أُمَماً مختلفة، وليس أمة واحدة، حيث تعددت الفتاوى ما بين صيام ساعات النهار مهما طالت، وهناك دول لا ليل فيها تقريبًا، والصيام حسب أقرب بلد إسلامي ـ وهنا نسأل ماذا لو افترضنا أن هذا البلد الذي يقيم فيه السائل أصبح إسلاميًا ؟! والصيام لمدة أربعة عشر ساعة، والصيام بدءًا من ساعة الإمساك في بلد الإقامة والإفطار مع أهل مكة باعتبارها " أم القرى"، أو عدم الصيام مطلقًا وإخراج فدية بإطعام مسكين عن كل يوم في الشهر الفضيل.

ولعل من حكمة الله سبحانه وتعالى أن تنزل الرسالة المحمدية على نبيه الكريم في شبه الجزيرة العربية، ردًا على سؤال حَسِن النية عن ماذا لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوجد في شبه الجزيرة العربية، بأجوائها وأحوالها المعروفة في ذلك الوقت منذ أربعة عشر قرنا، ونزلت عليه الرسالة في إحدى الدول غير المعتدلة، في أن ذلك كان ضمانًا للدعوة وطقوس عبادتها، حيث كان من اليسير آنذاك معرفة الأوقات بدقة تكفي لإقامة تلك الشعائر الإسلامية، وهو ما يمكن أن يتوفر الآن! من خلال تلك التقنيات الحديثة في كافة بقاع الدنيا، وإن بقت تلك الإشكاليات المعقدة، الناشئة، ليس من الدين في ذاته، بل من الفقهاء الذين في اختلافهم رحمة بالأمة كما هو مُدَوَّنٌ في الصفحات الأولى من كل كتب الفقه، والذين يفشلون المرة تلو الأخرى في إيجاد أجوبة مناسبة، يُتَّفَقُ عليها، وتكون قابلة للتطبيق لتلك الأسئلة التي تدور في أذهان المسلمين الذين يتوقون للاستمتاع بطقوس شهر رمضان المبارك كما يتوقون لأداء فرائض دينهم بطريقة تتناسب مع أحوال البلاد التي يقيمون فيها، وأن ينجحوا في إشعار جديد الأجيال المسلمة بجمال ونفحات هذه الطقوس الدينية، التي لا تَستشعرها تلك الأجيال بنفس ذلك الإحساس الذي تعمَّق فيمن عاش طفولته وصباه في أجواء البلدان الإسلامية.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 08:11 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17