ڤيروس ودروس
بقلم : د.جمال شعبان
يُعَد فيروس كورونا مظهرًا ومؤشرًا حقيقيًا لما نحتاج إلى تغييره، فربما تكون مذعورًا هيابًا وجلًا ، وتعتقد أنها نهاية العالم وأننا نهرول بسرعة صوب مصيرنا المحتوم، في الحقيقة كلما زادت هشاشتك الروحية وارتفع رصيدك من الهلع كلما تهاوت خطوطك المناعية من كرات الدم البيضاء والليمفاوية كلما تفاقمت شراسة الڤيروس وقدرته علي غزو تخومك واقتحام حدودك وتسلق أسوارك وتجاوز خطوطك واختراق تحصيناتك وتعملقت طاقته على تدمير حائط الصد المناعي لخلاياك.
كلما غدونا أكثر أنانية وجشعًا وعبادة للأنا وتقديسًا للذات ونهمًا للماديات والتصاقًا باللذات كلما غدا كوڤيد ڤيروس أعتى وأقوى، اعلم أن الاختلاف الكبير بينه وبين أنواع المرض الأخرى هو سرعته الخاطفة غير المسبوقة على الانتشار لكن الشفاء ممكن والتعافي حاصل، والسيطرة عليه آتية لامحالة.
ولذا وجب تعميق الأخوة وتدعيم الوشيجة وتوثيق عرى المودة وصلة الأرحام ورأب صدع الأواصر الإنسانية بين الأفراد والمجتمعات والأمم منطلقًا لإعادة صياغة عالم جديد بعد كورونا يتألق فيه السلام ويغرد الحب ويونق العطاء ونرفل في حلل الوئام.


















