الوقاية من فيروس كورونا.... ثقافة شعب
بقلم : المستشار خالد السيد ـ مساعد رئيس حزب المصريين رئيس لجنة الشؤون القانونية بالحزب
ما يشهده العالم أجمع من اتخاذ تدابير احترازية وقائية ، وتصدر الأطباء والفرق التمريضية الخطوط الأولى لمواجهة الفيروس ، ونقل صورة حضارية رائعة في مكافحة الفيروس ، يتوجها جمالًا وتصبح مجدية يؤتى ثمارها بقدر التزام الأفراد بالتعليمات الوقائية وقرارات حظر التجول ، إنها ثقافة شعب من منطلق مسؤوليته الفردية والأسرية والمجتمعية.
وفي سبيل وعي الشعب بمسؤولياته ،انتفض كمّ هائل من الشباب بطرح مبادرات خيرية وتقديم مساعدات للمحتاجين ،وشاعت الدعوات العنكبوتية الإبداعية والمقترحات العملية والأدبية لـ"تحدي الحظر"، والكشف عن المواهب والمساهمة بطرح بدائل لما كانت عليه الحياة اليومية الطبيعية ، ثقافة جديدة تمامًا يمكن تسميتها بـ"ثقافة الحظر". لا تستسلم للبقاء في المنزل دون فائدة حيث تكتيك وتخطيط على مستوى عالٍ من الحنكة، وقدر بالغ من الفطنة وتوارد الخواطر.
ونشطت التطبيقات الالكترونية وعقد الدورات التدريبية عن بعد وشهدت شركات الاتصالات ومقدمي الخدمات الالكترونية والانترنت رواجًا كبيرًا ، مثل ما تشهده شركات القطاع الطبي وفي ذلك وجدت الطبيعة متنفساً لما كانت تعانيه في العقود الماضية من تلوث بيئي وسمعي وبصري وخرق القوانين، وهي سيكولوجية تخص فئة لازالت على حالتها وتصر على خرق الحظر وكسره إلا أن الغالبية تتسم بملامح إيجابية والتزام شديد بتنفيذ تعليمات السلطات والإجراءات التي اتخذتها لاحتواء الكارثة والعمل على الخلاص منها في أقرب وقت ممكن، الالتزام كان مشهودًا برغم قسوة الإجراءات. وطالما الالتزام موجود كقيمة ثقافية، لمَ لم يتم العمل به مسبقًا فيما يتعلق بتجنب العادات التي تؤدى إلى كوارث صحية ، والدرس هو أن الثقافة مهمة للغاية في بناء الأمم والنظم المتقدمة، ومن ثم أهمية ضبط نظام القيم السائدة و العادات والسلوكيات الاجتماعية والبحث عن الجوانب الإيجابية في ثقافاتنا الوطنية ونعظمها حماية لوجودنا القومي من كوارث الزمن صحية كانت أم بيئية.
وقد يرى البعض أن تحمل مسئولية مواجهة تلك الكوارث على الدول كل على حدة بالنظر إلى أن أهم الأولويات لدى أي دولة هو الحفاظ على صحة وسلامة شعبها، ومن ثم لها كل الحق فيما تتخذه من سياسات طالما تحقق هذا الهدف. ولا أحد يقلل من هذا التصور، بل نؤكد أنه واجب وطني لا يقبل التساهل أو التنازل، ولكن إذا ما اتخذ الخطر شكل الانتشار العالمي، فهنا تصبح المواجهة مسؤولية الجميع للقضاء على خطر التعرض للكوارث الصحية سيفًا مسلطًا على رقاب الآخرين.


















