البلاء مختلف الدرجات... بقلم.. محسن طاحون
إن الظروف الجارية الان في معظم بلدان العالم جعلتنا جميعا في بلاء مختلف الدرجا
فحُرمنا من المساجد و صلاة الجماعة
و البعض منا فقد عزيز لديه من جراء وباء كورونا و آخر فقد عمله أو قل دخله أو انقطع و هو مازال على رأس العمل و بات من الصعب علينا لقاء الأهل و الأحباب و الأصدقاء
و ليس لنا إلا الصبر و الرضا و الدعاء أن يكشف الله هذا البلاء عنا و يرفع الغمة عنا
و البــــلاء سُنَّة الله الجارية في خلقه؛ و كما ذكرت هناك من يُبتلى بنقمة أو مرض أو ضيق في الرزق أو حتى بنعمة ..
فقد قضى الله عزَّ وجلَّ على كل إنسان نصيبه من البــــلاء
إذ قال تعالى:
{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 2,3] ..
و منا من سيفهم حكمة الله تعالى في ابتلاءه، فيهون على نفسه الأمر ..
و منا من سيجزع ويتسخَّط، فيزداد الأمر سوءًا عليه ..
وهذه رســــالة إلى كل مُبتلى، وكل الناس مُبتلى ومُصاب ..
هوِّن على نفسك، فمهما كانت شدة البلاء سيأتي الفرج من الله لا محالة ..
فلكل ليل مهما اشتد سواده نهار مشرق
و حتى نهدأ و نرتاح علينا معرفة الحكمة من البـــلاء ..
فالله سبحانه وتعالى يبتلي ليُهذب لا ليُعذب ..
فقد يكون البلاء كفارة وطهور .. من ذنوبنا ومعاصينا كي يُكفِّرها الله عزَّ وجلَّ عنا فلا نقابله بها و يخف حسابنا
و نذكر قول رسولنا الكريم صـلَّ الله عليه و سلم :
"ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه" [متفق عليه] ..
و قد يكون البـــلاء دليل حب الله للعبد ..
و نذكر بقول رسولنا الكريم صلَّ الله عليه و سلم :
"إذا أحب الله قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع"
[رواه أحمد وصححه الألباني] ..
و البـــلاء يُبلغنا المنازل العلا .. برفقة الحبيب المصطفى صلَّ الله عليه و سلم
و نذكر بقول الحبيب المصطفى صلَّ الله عليه و سلم :
"إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها"
[رواه أبو يعلى وابن حبان وقال الألباني: حسن صحيح، صحيح الترغيب والترهيب (3408)] ..
و حتى تهدأ و لا تجزع تذكر أحوال الأشد منك بلاءً .. فمن يرى بلاء غيره، يهون عليه بلائه .. و أشكر لطف الله تعالى عليك .. الذي عفاك مما ابتلى به غيرك
و إياكم و الجزع وعدم الرضا فهما لا ينفعا .. فالتحسر على المفقود لا يأتي به .. و لكن الصبر و الرضى بقصاء الله و حمده على كل شيء هو الطريق للفرج
و من المهم ألا ننسى طبيعة الدنيـــا وأنها دار عنــاء .. فالدنيـــا بمثابة القنطرة التي تعبر بها إلى الدار الآخرة، فلا تحزن على ما فاتك فيها .. و علينا أن نتحلى بالصبر و الرضا و نتضرع الى خالقنا بالدعاء حتى يأتينا الفرج من حيث لا نحتسب .
و نذكركم بأن ثواب الصبر عظيم
فقد ورد في محكم آيات القرآن الكريم
{.. إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10] ..
و قال المولى تبارك و تعالى :
{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
[البقرة: 156,157] ..
و علينا أن نثق بحدوث الفرج من الله سبحانه وتعالى .. إذا رأيت أمرًا لا تستطيع غيره، فاصبر وانتظر الفرج واستعن بالله والجأ إليه واطلب منه المعونة .. واسأله أن يُلهمك الصبر والرضـــا بقضائه.. قال تعالى:
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5,6].
و عليك بترك التشكي .. فينبغي أن تحفظ لسانك عن الشكوى لأي أحد، سوى الله عزَّ وجلَّ ..
بُث شكواك إلى مولاك، كما فعل نبي الله يعقوب عليه السلام عندما قال:
{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ..} [يوسف: 86] ..
و لا تيأس مهما كانت شدة البـــلاء، فإنه دائمًا يبدأ كبيرًا ثمَّ يتلاشى .. وقد قال الله تعالى :
{.. وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: 56].
مسك الختـــام، قول الله تعالى تسليةً لكل مُبتلى
{.. لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ..} [النور: 11]
وقوله عزَّ وجل :
{.. وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}
[البقرة: 216]
جعلنا الله وإيـــاكم من عبـــاده الصابريـــن،،


















