الطب أشرف العلوم وأعظمها للدكتور أمير شيشي
د أمير شيشي : شكر وتقدير وإهداء لإخواننا الأطباء في زمن الكورونا الحمد الله الذي وضع الداء وأنزل له الشفاء, والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله سيد الأتقياء فلا يُـنكر فضلَ الأطباء إلا جاحد، ولا يَـنسى جهدَهم إلا غافل، وكيف يُنكَـر فضلُـهم أو يُنسَى جهدهم، وعملهم بر وصلة وإحسان، ونفع متعدٍ للناس، وهم أصحاب رسالة شريفة، ومهنة نبيلة، جعلهم الله أسبابا للشفاء، فالله يَـشفي وهم يأخذون الأجر بإذن ربهم، يَـصِلون الليل بالنهار، ويُـعرّضون حياتهم للأخطار، وبخاصة في زمن البلاء والوباء، ويخوضون حربا ضروسا لا مثيل لها من قبل، قد تركوا ذويهم وأولادهم؛ ليكونوا في ميدان المعركة بجانب مرضاهم، يخفِّفون من آلامهم، وينصحون لهم، ويصفون لهم الدواء، ويبثّـون في قلوبهم الأمل، وينشرون على وجوههم الابتسامة، فلله دَرهم، ما أعظم أجورَهم، وما أزكى أعمالَـهم. تـَصِف الدواءَ بـثَـغْـرٍ مـنكَ مُـبتسمِ يـسقي العـليلَ على الآلام تَــحْـنانا أحْـسِن إلـيه إذا ما كان ذا عَـوَز ٍ واللهُ يَـجزي على الإحسانِ إحسانا وعلم الطب أشرفُ العلوم بعد علوم الشرع الحنيف، ولهذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتداوي فقال:" يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً". والعلم علمان، علم الأديان وعلم الأبدان، وما أصدق الشافعي حين قال فيما رواه ابن أبي حاتم الرازي في مناقبه: " إنما العلم علمان: علم الدين، وعلم الدنيا، فالعلم الذي للدين هو: الفقه، والعلم الذي للدنيا هو: الطب". وقال أيضا: "لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبلَ من الطب إلا أن أهل الكتاب غلبونا عليه". ونُـقِـل عنه أيضًا أنه قال:" لا تسكنن بلدًا لا يكون فيه عالم يفتيك عن دينك، ولا طبيب ينبئك عن أمر بدنك". فـحـسْـب الأطباء شرفا أن يكون لهم نصيب من قوله جلّ شأنه: ]وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا [المائدة:32. ومثْل الطَّبيب الصيدلي والممرّض وغيره مِن ذوي المِهن الطِّبِّيَّة وسائر العاملين في الحقل الطبي، كلّ على قدر نيته وبذله وعطائه. إن لزاما علينا اليوم – في ظل ما نعانيه - أن نعرف لكل باذلٍ معروفَـه، ولكل عالم حقَّه، وأن نُـنزل الناسَ منازلهم، وأولى الناس بذلك إخواننا من الأطباء ومن سار في فَلَكهم، وفي الحديث الصحيح: "لا يَشْكُـرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُـرُ النَّاسَ". إخواني الأطباء، شكرا لكم، وكلمة الشكر وحدها لا توفيكم حقكم، فنحن نشعر بمدى ما تبذلون، ومقدار ما تُـضحون، ندعمكم ونشكركم، ونتفاعل معكم، ونتحدث بقصص بطولاتكم، وندعو الله لكم، أن يحفظَـكم، وأن يوفقَـكم، والله معكم، ولن يَـتِـرَكُـم أعمالكم. وفي الختام أهدي إلى إخواننا الأطباء وجميع العاملين في الحقل الطبي هذه القصيدة للشاعر السوري الطبيب الدكتور محمد نجيب المراد. وإنَّ الطِّـبَّ مِـهنةُ كُلِّ حُـرٍّ رأى أنْ يَـبذلَ الجـهدَ اجـتهادا وأوشكَ أن يُقَدَّسَ كلُّ طِبٍّ كمِـحرابِ الصلاةِ نقىً وكادا وكـلُّ محارِبٍ في الطِبِّ يـبقى عـلـى الأيامِ أكـرَمَنا جـهادا أليسَ المِبـْضَعُ الـحَاني صَلاحاً وكان بـنـظْرةٍ أُخـرى فَـسادا ومَنْ مَنَح الحياةَ كَـرِيمَ معنىً وإنْ “بالـجُرحِ” سَـمَّوهُ الجَـوَادا ومَنْ سَهِـرَ اللـيالي كالحاتٍ وأعـطى المـوجَعَ القـلِقَ الـرُّقادا وأعـملَ روحَـهُ عِـلـماً وحُبَّاً لأَجلِ مريـضِهِ عَـشِـقَ السُّـهادا وحـنَّ تـعاطـفاً لـبـُكاءِ طفلٍ ولَطـَّـفَ عـنـدَ والدهِ الـشِّـدادا وأَرَهَقَ في سبيلِ البحثِ عُمْـراً وكَـرَّرَ بــَحــثَـهُ صـبـراً، وعادا وَلَـجَّ لـيـعـرفَ المـرضَ المُـخَـبَّا وزاَد عـلـى شـراسَـتـِه عِــنادا فَـمَنْ غـيـرُ الـطبـيبِ لـهُ أيادٍ تــعـمُّ الــناسَ طُـرّاً والـبلادا وقـد سَـمَّوهُ عن قـصد حـكيماً يــوازنُ إن تَـوانــى أو تَـمادَى ويعـطـي الأمْـرَ مَـنـزلَـهُ بـقـدْرٍ ويعـرفُ إنْ أسَاءَ وإن أجادا هو الـطـبُّ المبـارَكُ من قـديـمٍ رَجَاهُ الـناسُ إحـساناً فـَـجادا وفَـكَّ طـلاسِمَ اللـُّغـْزِ المُـعادِي وطابَ لـهُ على الـمرضِ الطِّرادا فيا هذا الطبـيـبُ إليكَ شِعْـري على “الـتمييـزِ” نـصْـباً والمـنادَى لـقد شُرِّفتَ عن (غيرٍ) كثِيراً كما رمْـضانُ شُرِّف عن جُـمَادَى


















