كورونا والثقافة العربية
بقلم : د.أحمد سماحه
بانتهاء عام 2019،رصدنا ارتباك وضعف النظام العالمي، فلم تعد الولايات المتحدة القوي العظمي المهيمنه التي يمكن لها أن تلعب الدور الكبير الذي بدأ بعد الحرب العالمية الثانية ،في حين لا تملك روسيا والاتحاد الأوروبي والقوى الإقليمية القدرة الاقتصادية والسياسية لملأ الفراغ الناتج عن انحسار الدور الأمريكي، والآن تشكل جائحة كوفيد 19 تهديدًا خطيرًا للعالم بأكمله.
لكن تأثير الوباء سيكون الأكبر في العالم العربي مع انهيار أسعار النفط وارتفاع تكاليف الصحة العامة، وهي مناسبة مأساوية .
والأسوأ من ذلك أن الوباء أصاب المنطقة العربية في وقت تعاني فيه بالفعل من أزمات متعددة، وفي ظل هذه الظروف المأساوية ستظل قضية الثقافة الشغل الشاغل للنخبة المثقفة في العالم العربي ، إذ إنها القضية المحور والمنطلق الذي سيضئ الطريق أمام الصياغة الحقيقية للمشروع العربي القادم بعد هذه المأساة.
إن وباء كورونا الذي جعل العالم قرية واحدة يحتم علينا إعادة النظر في أمور كثيرة، فالاعتراف بدور الثقافة اعتراف بالمثقف وأهميته ودوره فلا فعل دون فاعل ولا إبداع لأمة تطفئ شمعات مثقفيها أولًا بأول.
إن الثقافة لاتعني الإبداع بكل اشكاله المعروفه فقط ولكن تعني الوعي بالذات والواقع الذي يحيط بنا والتراث الذي نتكأ علي معطياته وماهي حقوقنا وواجباتنا تجاه من يعايشونا قي الوطن وفي العالم.
وسيظل السؤال الذي يشغلني في هذه الظروف قائمًا عن دور المثقف في عصر الكورونا ـ هل شاهدنا دوره في التوعية وفي برمجه وسائل الإتصال والترفيه وتوظيفها للتوعية فالجمهور العربي بثقافته البسيطه وأمية معظم أفراده تلقائي الفطره يتطلب طرقا للتوعية أعمق من تلك التي تبثها وسائل الأعلام الرسمية والتي بين الجمهور العربي وبينها فجوة منذ زمن طويل.
أعتقد أن الأعمال الدرامية والتمثيليات المكتوبه بوعي والوقائع التي تنقل برؤي معبره عن تأثير الفيروس وأيضًا وسائل الإعلام وكيف تكتشف ماهية المتلقي لها وغيرها.
كل ذلك يجب العمل به بكفاءة وإلا وقعنا في مأزق أكبر وأكثر أيلامًا... حفظ الله مصر والعالم العربي من كل الشرور والآلام.


















