تمام يافندم بقلم د.محمد المليجي
كتب : أ.د. محمد المليجي
شاهدت الرئيس السيسي وهو يفتتح مشروع بشاير الخير ـ٣ بالإسكندرية ودهشت بحجم الأعمال الجبارة التي أنجزت في وقت قياسي يشبه المعجزة. شاهدت أيضًا نموذج من الضبط والربط في القيادة والإنجاز بالفعل وليس الكلام.
ليس هناك أدني شك أن هذه الحكومة ناجحة فيما تقوم به من تطوير وتبذل قصاري جهدها رغم ظروف محلية وعالمية صعبه ومع ذلك فهي تحدث تطويرًا، وتغيرات حقيقية على الأرض بل وتقوم ببتر لعفن الماضى من عشوائيات وطرق بالية وبحيرات مهدرة وتعديات على قوانين البناء.
أعجبت بطلب الرئيس القبض على المخالفين لقوانين البناء والذين تراخت البلديات والشرطة والمحافظين في التعامل معهم والاكتفاء بفرض جزاء مالى لا يعادل شيء من أرباحهم ليعودوا ويخالفوا مرات ومرات ولكن وضعهم في السجون سيكون العلاج الأفضل لوقف نزيف الأرض الزراعية وبناء العمارات المخالفة لكل قوانين البناء والمظاهر الحضارية. من المعروف أن هناك دائمًا شخص مجهول خلف كل مشروع يتم شراءه ليتحمل عبيء الجريمة. ولكن هل ستعجز الدولة عن معرفة من وراء المشروع ومالكه الحقيقي ؟ المشكلة أن ينتظر كل هؤلاء المسئولين لأن يوجههم رئيس الدولة لعمل المطلوب وهذا راجع لانتشار الرشوة والمحسوبية والفساد للأسف.
لا شك أن أمام مصر مراحل كثيرة باقية للتخلص من تخلف تراكم عبر السنين واللحاق بركب التقدم الحقيقي في التعليم والصحة ورفاهية الشعب ولكن هذا ليس دور الحكومة وحدها بل هو في الأساس دور الشعب والقطاع الخاص. ولكن في بلد مازالت تعاني من الأمية والجهل والتنطع الديني والثقافي فدور الحكومة والضبط والربط الذي يتصف به الجيش المصري مهم للغاية ووجوده ضروري في هذه المرحلة.
كم مرة مررت ببحيرة مريوط وتمنيت أن تصبح بحيرة كتلك التى في فلوريدا مكانًا للسياحة والرياضة المائية تحيط بها الفنادق الرائعة بدلًا من العشوائيات والمصانع التى تصب فيها السموم وتنموا فيها الطحالب والبوص. للدولة الشكر أن تلتفت لهذه البحيرة التى تشكل مساحة مائية كبيرة ستضيف للأسكندرية معني آخر جديد إن تم استغلالها كما يجب وستدير دخلًا وفرص عمل لا نهاية لها للاسكندرية والدولة عمومًا خاصة إذا أنشأت على ضفتها مقرات لمعهد أو كلية لعلوم البحار يصحبها متحف علمي واكويريم كذلك الذي في شيكاغو مثلًا.
لا ينكر حجم التقدم الذي يحدث الآن في مصر إلا جاحد أو أعمي وهم للأسف كثر ممن ينسبون فشلهم الشخصى في حياتهم إلى الدولة ويعتبرون أن الفقر وتدني الخدمات في بعض المصالح مسئولية الحكومة وحدها وهؤلاء لا فائدة من محاولة مناقشتهم. لا يسأل أي منهم ماذا فعل هو لكي يكون في موقع أفضل حالًا مما هو فيه، هل تعلم بما فيه الكفاية ليمتهن مهنة أفضل، هل أنجب فقط ما يستطيع أن يعوله، هل احجم عن دفع الرشوة أو تقبل الرشوة، هل فكر فيما يكسبه من مال إذا كان حرام أو حلال، هل أخلص في عمله واتقى الله فيما يفعل أو يقول ؟
ولا يسعني إلا ان أقول للرئيس السيسي وحكومته تمام يا فندم لكم الشكر، وأعانكم الله وكل من يساهم في هذه الأعمال الجبارة التى تغير من وجه مصر وتأخذ بها خطوة للأمام.


















