قَرَارَاتٌ الْحُكُومَة تُصِبْ فِي مَصْلَحَةِ . . . "كورونا" ! !
بِقَلَم : عَلَاء حِلْمِي
أَصْبَح وَاضِحٌ لِلْجَمِيع الْآن بِأَن التَّرْوِيج لِمَا يُسَمِّي بِوَعْي الْمَوَاطِن وَالرِّهَان عَلَيْهِ مَا هُوَ إلَّا خُدْعَةٌ لتمرير بَعْض القَراَرَات الَّتِي تتعامل مَع الْوَبَاء مِن اتِّجَاهٌ بَعْض النَّظَرِيَّات الاقْتِصَادِيَّة وَاَلَّتِي تَدْرُس فِي كُتُبِ الجغرافيا السِّيَاسِيَّة إلَّا وَهِيَ نَظَرِيَّة
" قَارَب النَّجَاة " وَهِي بِالْفِعْل الَّتِي تَحَكُّمٌ كُلّ قَرَارَاتٌ الْحُكُومَة فِي الْفَتْرَةِ الْأَخِيرَة ، وَلِكَي تَعِي عَزِيزِي الْقَارِئ هَذِه النَّظَرِيَّة السادية وَاَلَّتِي تتعامل مَع الضُّعَفَاء وَالْفُقَرَاء سَوَاءٌ كانُو فُقَرَاء صِحَّة ، مَالٍ أَوْ أَيُّ شَيْءٍ مِنْ مُقَوِّمَات حَيَاة الْغَابَةِ الّتِي نعيشها عَلَيَّ أَنْ وُجُودِهِمْ فِي هَذِهِ الْحَيَاةَ غَيْرُ مَرْغُوبٍ فِيهِ فالتخلي عَنْهُم هُوَ أَمْرٌ حَتْمِيٌّ بِالضَّرُورَة لِكَي تَنْجُوا الْفِئَة الأقوي والأغني .
وَبِهَذِه النَّظَرِيَّة الاقْتِصَادِيَّة السِّيَاسِيَّة تُدَار بَعْض الْقَضَايَا وَقَد أَظْهَر رَئِيس وُزَرَاء إِنْجِلْتِرا بِكُلّ وُضُوح الْجَانِب التطبيقي لِهَذِه النَّظَرِيَّة حِينَمَا أَعْلَن بِأَن سِيَاسَة مَنَّاعَة الْقَطِيع هِي نَهْجِه فِي التَّعَامُلِ مَعَ جَائِحَةٌ كورونا وَعَلَيْهِ فَمِنْ يَعِيش ويقاوم سَوْف يُكْمِل وَمَن يُصَاب وَيَمُوت فَهُوَ لَيْسَ مَعَهُمْ مِنْ الْأَسَاس .
وَبِالنَّظَر لِمَا قَامَتْ بِهِ الْحُكُومَة الْمِصْرِيَّة مُنْذُ بِدَايَةِ الْأَزْمَة فستجد بِأَن تَدْخُل الرَّئِيس السيسي بقراراته فِي الْبِدَايَةِ بمنتصف شَهْرٍ مارِسَ كَانَت قَرَارَاتٌ بِحَقّ تُصِبْ فِي مَصْلَحَةِ الْمُوَاطِنِ فِي كُلِّ اتِّجَاهٌ وَعَلِيٌّ كُلّ الأصعدة ، وَقَد جَنِينًا ثِمَار هَذِه القَراَرَات بِقِلَّة عَدَد الإِصابات الَّتِي اسْتَمَرَّتْ مَا بَيْنَ إِصابات يَوْمَيْه لَا تَزِيدُ عَنْ 40 أَصَابَه ، وقرارات غَلَقٌ الْمَقَاهِي وَغَيْرِهَا كَانَت بِالْفِعْل قَرَارَاتٌ تَحَقَّق الْمَطْلُوبِ مِنْهَا فِي مَدِّ فَتْرَة الزِّيَادَةِ فِي الإِصابات ، رَغِم إنْ كَانَ أُولِي بِالِاسْتِفَادَة بِعَمَل حَظْر شَامِلٌ اعْتَقَد كَانَت ستحمينا مِمَّا نَحْنُ فِيهِ الْآنَ .
وكعادة أَهْل الِاقْتِصَاد فمصلحة الْمَوَاطِن الصِّحِّيَّة لَا تَفِي بِالْغَرَض وَالْحَدِيث بالأرقام يَسِيرُ فِي اتِّجَاهِ وَاحِدٍ لَا يَعْتَنِي بأرقام الإِصابات والوفيات بِقَدْر الِاعْتِنَاء بأرقام التحويلات البنكية والإستثمارات ومؤشرات البورصه وَأَصْبَح جَلِيًّا ضَغَط رِجَالٌ الْأَعْمَال عَلِيّ الْحُكُومَة بالعودة سريعاً إلَيّ الْحَيَاة الطَّبِيعِيَّة دُونَ النَّظَرِ لموقفنا مِنْ الْجَائِحَةِ وَكَيْف ستؤثر هَذِه القَراَرَات عَلِيّ زِيَادَة نَسَبَه الإِصابات الْمُتَوَقَّع وَاَلَّذِي أَصْبَح مُعْلِنٌ مِنْ خِلَالِ مؤشرات التَّنَبُّؤ الَّتِي قَدَّمَهَا الدكتور خَالِد عَبْدالغَفّار وَزِير التَّعْلِيمُ العَالِي وَالْبَحْث الْعِلْمِيّ مِمَّا يُشِير بِأَن الْحُكُومَة قَرَّرْتَ أَنَّ تَدْفِنَ قراراتها الْحَكِيمَة فِي مَقْبَرَةٍ بِالصَّحْرَاء وتستبدلها بقرارات تُصِبْ فِي مَصْلَحَةِ كورونا وَالْعَمَل عَلِيّ سُرْعَة اِنْتِشَارُه .
بِاِتِّخَاذ الْحُكُومَة قراراتها بالتعايش مَع الْوَبَاء خصوصاً فِي هَذِهِ الْمَرْحَلَةِ يَعْرِضُهَا المسائلة القَانُونِيَّة وَإِهْدَار الْمَالِ الْعَامِّ وَلَيْسَ خَفِيًّا عَلِيّ الْجَمِيعِ مَا أَعْلَنَه مُسْتَشار الرَّئِيس لِلصِّحَّة الدكتور مُحَمَّد عِوَض تَاجُ الدِّينِ بِأَنَّ فَتْرَة ذُرْوَة انْتِشَار الْوَبَاء لَم تَبْدَأ بَعْدُ بَلْ سَتَأْتِي بَعْد أُسْبُوعَيْن وبالتالي فَعَلَيْنَا جميعاً أَن نستعد بِزِيَادَة كَبِيرَة وَكَبِيرَةٌ جداً فِي أَعْدَادِ المؤشرات اليَوْمِيَّة لِلْإِصَابَة . وَإِذَا كَانَتْ الْحُكُومَة تُرِي بِأَن التَّعَايُش مَع الْوَبَاء أَمْرٌ حَتْمِيٌّ لِمَاذَا اتَّخَذَت قراراتها الْحَكِيمَة مُنْذُ البِدايَةِ وَرَغَم حِكْمَتِهَا كَوْنِهَا تُصِبْ فِي مَصْلَحَةِ صِحَّة الْمَوَاطِن إلَّا أَنَّهَا كُلّفْت الدَّوْلَة الْكَثِيرُ مِنْهَا مَا يَزِيدُ عَنْ 2 مليار جُنَيْه دَعْم للعمالة اليَوْمِيَّة بِخِلَافِ مَا تَمَّ صَرَفَه عَلِيّ دَعْم الْقُطَّاع السِّياحِيّ والقطاع المصرفي وَغَيْرِهَا . . .
وَرَغَم إنَّنِي مِمَّن أشادوا بِهَذِه القَراَرَات وَاَلَّتِي وَصِفَتِهَا بالحكيمة وَالْمُحْتَرَمَة وَالْغَيْر مَسْبُوقَة فِي تَارِيخِ مِصْرَ إلَّا أَنْ التَّسَرُّعُ فِي الْعَوْدَة السَّرِيعَة يَحُول كُلُّ هَذِهِ الإِشادَة عَلِيّ سَخَط .
لَقَد قَامَتِ الحُكُومَةُ بِإِلْغَاء فَتْرَة الْحَجَر الإِجْبَارِيّ للمصريين العائدين مِنْ الْخَارِجِ وإستبدلتها بِالْحَجَر المنزلي الَّذِي مِنْ الْمُؤَكَّدِ بِأَنَّهُ لَنْ يُطَبِّق وَاَلَّذِي سيصب فِي مَصْلَحَةِ كورونا ! !
نَاهِيك عَنْ فَرْضِ الكمامة وَاَلَّتِي أَصْبَحْت سبوبة والهدف مِنْهَا لَيْسَ لِلْوِقَايَة كَمَا تَعْتَقِد الْحُكُومَة فَأَيّ حِمَايَة وَوِقَايَةٌ مِنْ اسْتِخْدَامِ كِمَامِه قُطْنِيَّة تَسَرَّب الأَتْرِبَة وَغَيْر صِحِّيَّةٌ بِالْمَرَّة وَآكَد الْعُلَمَاء والمتخصصين بِأَن دَرَجَة حِمَايَتُهَا مِن كوفيد_19 صَفَر .
نَاهِيك عَن الإستخدامات الْمُتَعَدِّدَة للكمامة وَاَلَّتِي أَبْدَعَهَا الْمِصْرِيِّين فَمِنْهُمْ مَنْ اِسْتَخْدَمَها غَمَامَة لِلْعَيْن لِكَي يَسْتَمْتِع بِالْقَيْلُولَة دَاخِلٌ عربات القِطَارِ أَوِ المترو . وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤَجِّرَهَا إمَام الْمَوَاقِع الحُكُومِيَّة . وَمِنْهُمْ مَنْ يَجُودُ بكمامته لِغَيْرِه كُلُّ هَذَا يُصِبْ فِي مَصْلَحَةِ كورونا .
بِهَذِه القَراَرَات أَصْبَح الْمَوْت يحاصر الْجَمِيعِ وَلَمْ يتبقي لَنَا سَوِيّ انْتِظَار دُورِنَا مِنْ الْإِصَابَةِ فَفَرْضِيَّة التَّعَامُل والاِحْتِكاك أَصْبَحْت حَتْمِيَّةٌ وَتَحَوَّل الرِّهَان مِن وَعِيّ الْمَوَاطِن إلَيّ الْمُسَاوَمَة عَلِيّ حَيَاتِه فَمَن يُرِيدُ أَنْ يُحَافِظ عَلِيّ حَيَاتِهِ عَلَيْهِ أَنْ يَخْسَر عَمِلَهُ وَمَنْ يُرِيدُ أَنْ يُحَافِظ عَلِيّ عَمَلِه فَمَن الْمُؤَكَّد أَن حَيَاتِه عَلِيّ الْمُحَكّ . . . . لِذَلِك فشعار الْمَرْحَلَة الْكُلّ يَعْمَل لِمَصْلَحَة كورونا . . ! !


















