غياب المثقف..... غياب الوعي
بقلم : د.أحمد سماحه
حين تغيب الثقافة تغيب الرؤية ويغيب المنطق .. وحين يغيب صوت المثقف يغيب صوت الوعي .. وتضحى الأمور ضبابية وتختلط الأوراق..هذا ما يحدث الآن في وطن عربي نحبه ونسعي للنهوض به .. تميعت القضايا وعلت أصوات مغرضة دون وعي أو سعيا وراء أهداف ما أو مكانة ما .. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : ماذا يحدث ؟ وأين صوت المثقف الحقيقي الذي يفرز ويكشف أبعاد ما يدور ؟
وبعيدًا عن الفساد وعدم الإهتمام بما يفرزه الوباء السائد من موت ومرض وتخريب للاقتصاد ـ وبعيدًا عن تغييب صوت الناس الحقيقي والفاعل أو تحييده أو جره إلى متاهات التحزب والعدائية، وبعيدًا عن تقديم مصلحة الذات على مصلحة الوطن التي نشهدها ،والتي برزت في فوضى الحرية التي لا تحركها الثقافة الواعية .. نقول: أين المثقف المصري الحقيقي من قضايا الوطن؟ ولماذا لا يكشف حقائق ما يدور في أروقة الوطن من قضايا وأحداث تنال من قدرات ومن ممتلكات ومن صحة أبناء ه وبعيدا عن قضايا داخلية عديدة نتوقف هنا لنتساءل ثانية : أين دور المثقف مما حدث ويحدث من تصعيد وغياب رؤية في قضايا ومحن تتسيد الإعلام العربي الآن . ومنها قضية الوباء القاتل وكيف نقاومه ونتحاشاه ، وقضية الثراء الغير شرعي بالتزييف والسرقه وخرق القانون والرشوة،والبناء علي املاك الدوله وقضية التطاول علي وطن قدم الكثير.
هل برزت الثقافة لتضيء لتلك الأمور الفاعلة والمصيرية والأخوية والتاريخية بين مصر وبعض الدول العربية لينأى البعض عما قاموا به ظنا أنهم بأفعال غير واعية، والفاظ غير مهذبة ومخجلة يدافعون عن قضايا لم يعرفوا تفاصيلها وأبعادها.
وهل تصدت الأقلام بوعي ودون تجريح لتلك الفتاة الكويتيه التي تطاولت بغباء علي شعب أكبر بلد عربي ساهم ويساهم في الدفاع عن القضايا العربية وفي العمل العربي بكل أبعاده.
إننا بعيدًا عن فحوى الحدث ومجرياته ( لأنه حاليًا في إطار السلطات المعنية بأمره وفي اطار القانون ) نقول: هل ساهم المثقف المصري في توجيه مجرى الأحداث بعيدًا عن التداعيات المؤسفة علي وسائل التواصل وتداول تلك العبارات والسفاهات التي نخجل حتى من قراءتها أو ذكرها التي حرض عليها المغرضون ..؟ وهل برزت الثقافة لتضيء لتلك العلاقة الفاعلة والمصيرية والأخوية والتاريخية بين مصر والكويت لينأى البعض عما قاموا به ظنا أنهم بأفعال غير واعية والفاظ غير مهذبة ومخجلة يدافعون عن قضايا تافهة لم يعرفوا بعد تفاصيلها وأبعادها.؟ لقد خجلت بالفعل كإنسان عربي ومسلم ومثقف مما حدث ومما كتب ومما رسم على مواقع التواصل ومنها تويتر، ومما يتداوله البعض من الفاظ لا تليق أبدا بأشخأص عقلاء.. وأقول وأدعو المثقف المصري أن يقوم بدوره في التوجيه والحضور الفاعل والحقيقي في قضايا الوطن وفي التصدي لما يسيء له .. فتلك الأفعال والأقوال التي رأيناها وشاهدناها تسيء لمصر قبل ان تسيء للكويت.
ولعل الظروف التي تمر بها مصر والعالم الآن من ضبابية الرؤية وتداعيات فيروس قاتل يعبث بالعالم .. يجعلنا ندعو الي تفهم الجميع لأهمية النهوض بالثقافة والوعي لنتعدى تلك المصاعب ونتجاوز تلك الأحداث المؤلمة وتعود العلاقات العربية الى دائرة الود والتفاهم والاحترام والتعاون البناء والوقوف ضد كل مايثير الخلافات بغباء ودون وعي. .. نأمل ذلك.


















