الأمن القومي المصري بين التحديات والمتطلبات
بقلم : د.محمد حجازي
منذ قيام ثورة 30 يونيه على الفاشية الدينية والأمن القومى المصرى الاستراتيجى يواجه تحديات جسام ساعد فى تأجيجها كل قوى الشر المطلق فى الداخل والخارج ..
وفى هذا المقال سنعرض لأهم التحديات التى تواجه الأمن القومى المصرى ...كما سنعرض لمتطلبات الأمن القومي المصري .
أولًا : تحديات الأمن القومى المصرى :
يواجه الأمن القومي المصري عدة تحديات داخلية وإقليمية ودولية تتطلب من القيادة السياسية الحالية أن تظل متأهبة ومنتبهه حرصًا على الأمن القومى المصرى .. وتتمثل هذه التحديات فيما يلي :
1- الإرهاب الذى تمارسه قوى الإسلام السياسى بقصد عرقلة مسيرة التنمية .
2- أطماع إسرائيل في ( سيناء ) كامتداد أرضى لها وكمكان لإيواء الفلسطينين من قطاع غزة وكمصدر بديل للمياه عبر المشروعات الصهيونية المتتالية .
3- التحالف الاستراتيجى بين أمريكا وإسرائيل من أجل ضمان أمن إسرائيل ...وهذا التحالف موجه ضد الدولة المصرية .
4- قضية تدفق مياه نهر النيل ( أزمة سد النهضة ).
5- التحالف الاستراتيجى بين تركيا واسرائيل وايران بقصد أضعاف الدولة المصرية وتقليص دورها الاقليمى فى العالم العربى ومنطقة الشرق الأوسط .
6- حالة الضعف العام فى النظام الإقليمى العربى بسبب ممارسات قطر وإيران وتركيا .
7- التحالف الإيراني ـ التركي ( غير المعلن ) فِى تأجيج الصراع المذهبى بين السنة والشيعة فى لبنان وسوريا والعراق .
8- التحالف الأمريكي ـ الإيراني ( بعد نجاح مساومات تمكين إيران من امتلاك السلاح النووى ) فى محاولة حلحلة الوضع فى العراق .
9- الوضع ( المتردى ) فى ليبيا والذى يسير فى طريق ( عدم الاستقرار ) ..وهناك 1200 كيلو متر ( كلها أراض صحراوية ) تمثل حدودًا العربية مع ليبيا وهى شبه مفتوحة مما يسهل تهريب السلاح الى مصر وييسر توغل عناصر إرهابية إلى داخل مصر ...وغنى عن البيان أن ليبيا تشكل عمق استراتيجى لمصر من ناحية الغرب .
ولعل هذا ما دفع الرئيس السيسي إلى إعلان القاهرة صباح السبت الموافق 6 يونيه لطرح مبادرة للتسوية السياسية في الأزمة الليبية.
10- حلم قوى الإسلام السياسى فى تكوين جماعة ( دالم ) وهى اختصار لعبارة دولة الاسلام فى ليبيا ومصر ...مما يعد تهديدًا مباشرًا لمصر من ناحية ليبيا.
ثانيا : متطلبات تحقيق الأمن القومي المصري :
لا مفر من استخدام ( استراتيجية المواجهة ) لكل مصادر التهديد الخارجية والداخلية على السواء بحسب درجة خطورة مصدر التهديد على النحو التالى :
1- مسئولية القيادة السياسية الحالية فى طرح حلول لأزمة سد النهضة خاصة بعد التنافر فى الرؤى والطموحات بين الرئيس السيسى ورئيس وزراء أثيوبيا.
2- صياغة سياسة خارجية مستقبلية للتعامل مع النظام العالمى الجديد.
3- ضرورة استخدام القوة الناعمة تجاه أفريقيا .
4- استخدام موارد مصر واستثمارها إلى طاقات تدفع بعجلة التنمية قدمًا نحو النمو المستهدف.
5- السعي الحثيث لامتلاك كافة عناصر قوة الدولة المصرية وهى ( القوة الاقتصادية - القدرة العسكرية النووية - القدرة السياسية العالية على التفاوض - التنمية البشرية المستدامة - وجود إرادة وطنية صادقة - التخطيط الاستراتيجى ).
وختامًا ، فإن توفيرالأمن القومى المصرى يتطلب فى المقام الأول فى امتلاك عناصر قوة الدولة ..وهذا يحتاج إلى وقت وجهد وحزم وحسم .


















