رامي علم الدين يكتب : ست سنوات من البناء والتعمير
بقلم : رامي علم الدين
في مشهد لم يتكرر في تاريخ مصر، تم تسليم السلطة في مشهد ديمقراطي بقصر الاتحادية، سلم المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية مقاليد الحكم والبلاد للمشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع الأسبق بعد انتخابه رئيساً لمصر بأغلبية ساحقة، تولى رئاسة الجمهورية 8 يونيو 2014 م، وأدى اليمين الدستورية أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا، استطاع اختراق العديد من الملفات الشائكة بالمجتمع المصري،والتي كانت تصدع بصرخات الإرهاب والنشطاء والعمالة للخارج، بالإضافة إلى تهالك البنية التحتية وانقطاع الكهرباء، العشوائيات، كان يسابق الزمن في الحفاظ على هيكل وكيان الدولة المصرية.
لاشك أن شهر يونية يمثل نقطة تحول وانتصارات لغلبة الإرادة الشعبية لتحرير من حكم الإرهاب الظلامي، 30 يونية التي أعادت الأمور إلى مسارها الصحيح، وحافظت على مكتسبات ثورة 25 يناير2011، نحتفل هذا العام بالذكري السادسة من نجاح ثورة الشعب المصري، حيث استطاعت مصر العودة سريعاً إلى بقوة لمكانتها الإقليمية إعادة العلاقات العربية والدولية تولى رئاسة الاتحاد الأفريقي بعد التجميد والتي اختطفتها قوي ظلامية مستبدة.
شهدت تطورات واسعة في المجالات الإقتصادية ونفذت سلسلة من المشروعات القومية العملاقة، التي أسهمت في تعافي الإقتصاد المصري مما مكنه من أن يواجه الأزمات الطارئة، وأخرها أزمة وباء فيروس كورونا الذي خصص الرئيس السيسي لمواجهة تداعياته الاقتصادية مائة مليار جنيه دعما من"صندوق تحيا مصر".
حفر قناة السويس الجديدة على مساحة 72 كم مربع في عام واحد بدلا من ثلاث سنوات بأيدي مصرية، وأموال مصرية، لتقلل زمن إنتظار السفن إلى 3 ساعات بدلًا من 8 ساعات ، وتواكب معها المشروع القومي لتنمية محور قناة السويس، وتحويله إلى منطقة اقتصادية عملاقة، بهدف الاستفادة من الإمكانيات الهائلة للمنطقة، لتوليد الملايين من فرص العمل، وتنشيط الصناعات المختلفة، وتحويل المنطقة إلى مركز عالمي للملاحة البحرية، وبوابة للتجارة بين الشرق والغرب، من خلال مشروع تنموي عملاق لبناء 6 موانئ بحرية و4 مناطق صناعية، على مساحة تقدر بنحو 460 كيلومتر مربع، وتضم المنطقة موانئ العريش والعين السخنة والطور والأدبية ومينائي غرب وشرق بورسعيد، إضافة إلى المناطق الصناعية من بورسعيد إلى العين السخنة.
منذ سنوات التحرير 1973 عانت سيناء من غياب التنمية والتطوير، وإنتهت عزلتها إلى الأبد وذلك بربطها بالوطن عن طريق 7 أنفاق بقناة السويس، تتضمن 3 أنفاق ببورسعيد 4 بالإسماعيلية لتسهيل حركة وتنفلات الأفراد والسلع الغذائية والاستهلاكية لسيناء.
استهدف الرئيس خلال فترة حكمه توسيع الرقعة الزراعية والتي تأكلت بسبب التعديات والبناء على الأراضي الزراعية، وأعلن استصلاح مليون ونص فدان، واستهدف لأول مرة تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء وخاصة في القمح فكان مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، في مناطق عديدة من بينها منطقتي الدخيلة والمغرة، والفرافرة القديمة والفرافرة الجديدة بالوادي الجديد، والتي أطلق منها الرئيس السيسي في 30 ديسمبر 2015 ـ إشارة البدء للمرحلة الأولى من ذلك المشروع القومي المهم، جنبًا إلى جنب مشروعات الاستزراع السمكي، التي تهدف إلى تحقيق الإكتفاء الذاتي من الثروة السمكية ، عن طريق إنشاء حوالي 4500 حوضاً لإنتاج 700 ألف طن من الأسماك سنوياً, إقامة مزرعة غليون بكفر الشيخ عام 2018 التي تعد أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط، على مساحة 2750 فداناً، والتي يتوزع إنتاجها بين سد الإحتياج المحلي والتصدير للخارج.
إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، وإقامة 22 مدينة جديدة لحل مشكلة الإسكان تم بناء 600 ألف وحدة سكنية، خلال فترة 6 سنوات على محاور الطرق التنموية الجاري تنفيذها ومنها إنشاء مدينة شرق بورسعيد، والإسماعيلية الجديدة، والعلمين الجديدة، والعاصمة الإدارية الجديدة، تحيا مصر، بشائر الخير، والمدينة المتكاملة بهضبة الجلالة، على مساحة تقدر بنحو ألف مليون متر، وإنشاء مدينة دمياط للأثاث على مساحة 331 فدانا بشمال البلاد، بهدف دعم الصناعات والحرف القديمة، وتوفير 100 ألف فرصة عمل بشكل مؤقت، و30 ألف فرصة بشكل دائم، وفتح بوابة للتصدير للخارج.
بدأ المشروع القومي للطرق الذي دشنه الرئيس منذ السنة الأولى لحكمه من المشروعات القومية الضخمة لتنمية البنية التحتية وذلك ببناء وتطوير ما يصل إلى 5 آلاف كيلومتر في مناطق متفرقة، تمثل أكثر من 20 % من إجمالي الطرق في مصر، وباستثمارات تصل إلى نحو 36 مليار جنيه، لربط أوصال الوطن ببعضها بعدة طرق منها طرق العلمين والضبعة ومحور 30 يونيو ومحور روض الفرج وطريق شبرا- بنها الحر والدائري الإقليمي والدائري الأوسطي.
الاستثمار في الطاقة وحل أزمة انقطاع الكهرباء، فرصد مبلغ 515 مليار جنيه لتنفيذ خطة عاجلة لتوليد الكهرباء، شملت إنشاء محطات جديدة، وتطوير المحطات القديمة، وعقد تعاقدات، وانشأ أيضا أكبر محطة طاقة شمسية في العالم بأسوان، لتكون المحطة الأضخم في العالم لتوليد الكهرباء من أشعة الشمس بأحدث التقنيات التكنولوجية الحديثة.
رفع كفاءة الجيش المصري في الوقت الذي انتهت فيه العديد من الجيوش العربية، والذي احتل المركز التاسع عالمياً ، إقامة قاعدتي محمد نجيب بالبحر المتوسط، وبرنيس بالبحر الأحمر، ومد قواتنا المسلحة بأحدث الأسلحة للقوات البحرية والجوية والبحرية، لافتًا إلى أن ما تم إنجازه جاء في ظل أزمة إقتصادية عالمية وداخلية، ولم تؤثر على عزيمة مصر القوية في محاربة الإرهاب الأسود المدعوم من قوى أجنبية واستخبارات دول عظمى.
ونحن على أعتاب تحديات كبيرة تحبك بمستقبل أمتنا العربية والإسلامية، قدنا أن نحيا ندافع عن الحق والعدل، ونحن نتأهب لمحاصرة الإرهاب شرقا وغربا، ندافع عن مصر والأمة العربية وحدنا، إن عاد الزمان بي سأتحدث عنك كمنقذ للوطن من طغاه الحكم الظلامي وسيطرة الإرهاب، سيكتب التاريخ قائداً للجميع ، فارساً نبيلاً في عالم عز فيه الشرف والأمانة، إنك الرجل القادر علي العبور بمصر من الفوضي إلى التنمية وبناء قوي الدولة الشاملة، رجلاً انتصر لإختيار جيل الشباب ونصرة المرأة،سنوات مرت من التحديات والبناء والتنمية وسنوات قادمة تتجلي فيها مصر بقوتها وحضورها ونفوذها إلى أن يشاء الله"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ".


















