النفس المطمئنة
ا. د. محمد المليجي
في طريقي لصلاة الفجر اليوم مررت بغزال وهذا يحدث معى كثيرًا حيث يصادف مروري غزال أو غزلان كثر يمرون بالطريق أو ياكلون من أشجار الغابة على طول الطريق إلى المسجد قبل الفجر ولكنهم عادة ما يفرون بعيدًا عن سيارتي إلى الغابة بمجرد رؤية ضوء السيارة أو سماع صوتها.
قابلت فجر اليوم غزالة مختلفة فقد وقفت بثبات على جانب الطريق تحدق في ولم تتحرك سنتيمتر واحد، وقفت عندها بالسيارة وفتحت زجاج النافذة وصورتها وهي تنظر لى نظرة الواثق بدرجة أثارت فضولي. ظللنا على هذا المنوال لدقائق وهي لا تحرك ساكن لوجودي وتنظر لي كما أنظر لها في صمت حتى خجلت منها وانصرفت للصلاة.
شغلني ثبات هذه الغزالة وعدم خوفها منى أو من سيارتي وشعرت أن بالحيوانات أيضًا مثل البشر نفوس مطمئنة لا تجزع بسهولة ولا تخاف ولا يعتريها القلق عند النوازل لأن ثقتها بالله تبعث في قلوبها السكينة والطمئنينه.
تركت الغزال الى المسجد وإذ بشيخنا وكأنه شعر بما شغلني من دقائق في لقائي مع الغزال ويقرأ علينا سورة الفجر وفيها يحدثنا الله جل وعلى عن النفس المطمئنة وهي النفس التي تسكن إلى الله وترضى بما رضي الله به، حيث قال عز وجل: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر: 27-30]،
فصاحب النفس المطمئنة يكون سعيدًا في كل حالاته راضيًا بما قسمه الله له عند الضر وعند النفع، وعند الحزن وعند الفرح. والنفس المطمئنة لا تخشى إلا الله ولديها ثقة دائمة ان الله لا ياتي لها الا بالخير ولذلك لا تجزع ولا يتبدل إيمانها مهما نزل بها من عوارض او ملمات. وهي نفس بسيطة قنوعة صابرة محتسبة، متواضعة وبشوشة لا تري إلا الخير ولا تفعل إلا الخير أينما حلت.
اللهم اجعلنا من إصحاب النفوس المطمئنة


















