من القاهرة.......من المستفيد؟
بقلم : د.محمود بَكْرِيٌّ ـ مُحَاضِرٌ بِكُلِّيَّة الْإِعْلَام
تقودنا حَمَلاتٌ الْإِفْك والضلال "المصنعة" حينًا ، و"الموجهة" أحيانًا ، إلَيّ سُلُوك درب "النزاعات العرقية" و"الصراعات الإثنية"و"الخوض فِي المحرمات "السياسية" ، فِي سُلُوكِ يَنَم عن"جهل عميق " بمفردات علاقاتنا " العروبية الوطيدة ، وَاَلَّتِي رَبَطَتْهَا "وشائج"القربي ، فِي اللُّغَةِ ، وَالدِّين ، وَالْقَيِّم والتقاليد الَّتِي توارثناها عَن أجدادنا.
يَحْلُو لِلْبَعْض مِنَّا ، وهم "قلة العودة بِنَا إلَيّ زمن"تقاتل القبائل"و"تصارع العشائر" ، فِي سلوك"معوج"وجد فيه "المتربصون"فرصتهم الذَّهَبِيَّة ، لينفذوا إلَيّ قَلْب أَمَتَّنَا ، الَّتِي ضعضعتها سلوكيات" نفر" ضئيل ، مِمَّن خَابَت رؤاهم ، فَتَحُولُوا إلَيّ خناجر مَسْمُومَةٌ فِي ظَهْرِ أُمَّتِهِم.
يَتَعَمَّدُون إِشْعَال نار" الفرقة" وزرع لهيب"الدمار"في صُفُوف الْمُجْتَمَع ، فيفجرون الصراعات، وَيَعْمَلُون عَلِيّ ضَرَب الصُّفُوف ، وبعثرة الْخُطُوط ، سَعْيًا وَرَاء إنْهَاك الدُّوَل ، وَتَمْزِيق روابطها ، والتجرؤ عَلِيّ الكيانات الوطنية، وَبِمَا يُفْضِي إلَيّ تَحْقِيق أَهْدَاف الْقَوِيّ المتربصة بِالْوَطَن.
لَقَد تَكَاثَرَت فِي السَّنَوَاتِ الْمَاضِيَة الأزمات "المصطنعة" وتزايدت"الفتن"بين الشُّعُوب ، جَرَّاء حروب"البغضاء"التي تَنْطَلِق مِن زوايا"معروفة الأهداف" فتشعل "السوشيال ميديا" بمعارك وَهْمِيَّةٌ ، لاطائل مِنْ وَرَائِهَا ، سَوِيّ مَزِيد مِنْ الْفِرْقَةِ ، وتكريس الطَّائِفيّة ، والعرقية ، والتنابذ بَيْن أَبْنَاء الوَطَن الْوَاحِد.
لَمْ يَعُدْ أمَامِنَا ، إنْ أَرَدْنَا "لملمة الصفوف"سوي تَنْحِيَة الْخِلَافَات جَانِبًا ، وَالْكَفِّ عَنْ الْعَبَثِ الَّذِي تمارسه عناصر"شاردة"وهذا لَن يُتَأْتِئ بِغَيْر أَمْرَيْن أساسيين :
-الأول : أَن يُوَظَّف الْإِعْلَام الْعَرَبِيّ طَاقَاتِه ، لِتَوْحِيد الصف، وَالتَّوَقُّف عَن أسَالِيب الرَّدَح ، والمعايرة ، الَّتِي ينتهجها بَعْض المذيعين ، وَرَسْم إِسْتراتِيجِيَّة تَقُومَ عَلَيّ فَهُمْ وَإِدْرَاك ماينصب لَنَا مِنْ "كمائن" للوقوع فِيهَا ، وَنَشْرٌ الْوَعْي بَيْن أَبْنَاء الْأُمَّة ، لتحذيرهم مِن "مفارق الشقاق" و"الوقيعة" ، وَالْوُقُوعَ فِي بَراثِن العداء"المصطنع".
- الثاني : أَنْ تَضَعَ بلداننا الْعَرَبِيَّة ، قَوَاعِد حَازِمَة لمواجهة كُلّ محاولات التَّأْلِيب ، وَزَرَع الْفِتَن ، وَمُحَاسَبَة كُلٍّ مِنْ تُسَوِّلُ لَهُ نَفْسُهُ أَنْ يصبح" أداة "لهدم جِدَار الْأُمَّة ، وَالْعَلَاقَة التَّارِيخِيَّة بَيْن شعوبها.
وَقَدْ يَذْهَبُ الْبَعْض إلَيَّ أَنْ تِلْكَ الْمُوَاجَهَة قَد تَحَجَّر عَلَيَّ مِنْ يُطْلِقُون رؤاهم للتعاطي مَعَ بَعْضِ الْقَضَايَا مَحَلُّ الْخِلَافِ ، غَيْرِ أَنْ عَلِيَّ الْجَمِيعِ إنْ يُدْرِكَ أَنْ هُنَاكَ فَارَق كَبِيرٌ ، بين الرأي الذي يُعَبَّرُ عَنْهُ بِطَرِيقِه حضارية، وَبَيْن "مثيري الفتنة"ممن لايريدون لبلادنا آمَنًا ولا استقرار.


















