الحب في الله
كتب : محسن طاحون
الحب في الله أن يحب المرء أخاه حبًّا صادقًا مخلصًا، وليس من أجل مصلحة زائلة، ومحبة الإنسان تكون لِما فيه من خصال الخير والطاعة لله تعالى، فليست لأجل المال، ولا النسب، و بعيدًا عن المصالح والماديات.
والمحبة قد تكون لذات الشيء، أو لحسن منظره وجمال منطقه، أو جمال خُلقه، وأحيانًا تستحكم المودَّة بين شخصينِ من غير ملاحةٍ في صورة، ولا حسن في خَلق ولا خُلق، ولكن لمناسبة خفية توجب الألفة والموافقة، وشبيهُ الشيء منجذبٌ إليه، وصدق رسول الله صل الله عليه وسلم إذ يقول: " الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ. " صحيح البخاري
ومن يتحابا في الله ينالون محبة الله تعالى ، فقد ورد في الحديث القدسي: ((وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في، والمتباذلين في)) رواه مالك، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: ((إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل إلا ظلي)) رواه مسلم.
وعلى االإنسان الحريص على دِينه أن يجعل علاقاته بإخوانه قائمةً على الحب في الله، فلا يصاحب إلا من يقربه من الله والجنة، وليحذر من صحبة من يقربه من الشيطان والنار، قال صل الله عليه وسلم: ((لا تصاحِبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكُلْ طعامَك إلا تقيٌّ))؛ رواه أبو داود، وصحبة رفيق السوء تضعف الإيمان، وتؤدي بالشخص للوقوع في المآثم؛ من شرب المسكِرات، وتعاطي المخدِّرات، والوقوع في السرقة والزنا، بل قد توصله إلى القتل، وقد حث الله تعالى على صحبة الصادقين؛ فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]
تعلموا ذلك و علموا أولادكم كيفية الحب في الله ، فقد غمرت المصالح والماديات حياتنا وباعدت بين أرواحنا وبات الكثير تحركه وتتحكم في سلوكياته المصلحة والبعض يسأل نفسه ماذا أستفيد وينسى جمال العلاقات الطيبة والألفة التي تتولد في النفوس من جراء الحب في الله والأثر الجميل والرائع الذي ينبثق عنه في حياتنا وحياة المحيطين بنا.
ويجب علينا أن نبوح لمن نحبهم في الله بذلك فهذا أمر محمود إذ يقول النبي صل الله عليه وسلم: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ) رواه مسلم.
نحبكم في الله و ندعو الله أن لا يحرمنا محبتكم و يرزقنا ودكم.


















