ميسون نجم تكتب : تنهيداتٌ مِنا ، وتهديِداتٌ علينا !!
كتبت : ميسون نجم
ما أَصعب أن نَتخبط معَ كثرة تَدفُق الأحداث المُفاجئة .. أن نهيِم في الطُرقات علىَ غير هُدي ! وأن يَبتلعنا اليأس ، ونَطفو فيِ دهاليز جوفهِ فيِ حيرةٍ وذهولٍ !!
ما أَصعب مِن أن نَنجرِف معَ تيارات الأفكار ، التيِ لا تنتهيِ حتي نَغطس فيِ دواماتٍ مِن الظُلمات !!
ما أصعب مِن أن نتسأل كيف تَسرّب الخوف فيِ أَعمق أعماق كياننا ! حتي اقترب منا ببطيء حد الموت ..؟
ثمة تداخلاتٍ تَجاوزت أحلامنا ، وقضت علي ما تَبقي لدينا مِن أملٍ .. وثِمة فسادٍ يريد الاستحواذ علي وطننا ، حتي لا يبقىَ للوطن مجالاً للتَنفُس والصُعود ! لَقد ظهرّ ( الفساد ) مُنذ قديِم الأَزل ، ولا يكاد يَخلو عصرٍ إِلا وظهرّ فيهِ الفساد والمُفسدون .. حتي إِنهُم اتخذوا مِن الوطن مرتعاً لهم علي نَفقة الفُقراء ! غير أبهين بِمُعاناتنا ، والأمراض التيِ أصابتنا مِن جراء تَضخُم حجم فسادهم !!
.. لَقد أطاحوا بِأحلام شباب الأُمة ، حتي إِنّ أحلامنا تشابهت معَ حُقوقنا ! فَكيف سنخدم مُجتمعنا ، ونرفع قدره بِالعلم والإِبداع - ونحنُ نُعانيِ مِن فسادٍ فيِ دِماء آكليِ الأوطان .. ؟
.. .. رُبما تكون التحدّيات علينا كَثيرة ، وتَراشُق الحُروب بينَ الدول يُمثِل خُطورةٍ ومعَ هّذا يبقيّ الفساد وتَوغله فيِ الوطن أشد خُطورةٍ . فالتراجُع الكبير فيِ مَجال التَقدُم والتَنمية كان الفساد هو عقبته الوحيدة ، فإن زالّ الفساد سَادّ الإِصلاح ، واتخذ الوطن مَسارهُ الصحيح فيِ الاستثمار ، والتَنمِية .
.. إِنّ ارتفاع مُؤشر الفساد فيِ أي مُجتمعٍ يدل علي غياب التشريِعات ، وتدني الرِقابة وضعف القانون ! فإن غابت تِلكَ الأُسس ظهرّ الفساد فيِ البر والبحر ، ونشطّ الفاسِدون !!
أليس التَلاعُب بالقانون وثغراتهِ فساداً ؟؟ والتهرب الضريبي فساداً .. ؟ فماذا عن الفساد الماليِ والإداري .. !؟
.. إِنّ الفساد آفة ضارة علي المُجتَمع ، وظاهِرة وبائية لا ينتُج عنها سِوي الشلل الاقتصادي ، وهدم مُؤسسات الدولة كَما هُدمت النَفس البشرية وتهدمت القيم والأخلاق .. إِنهُ الخلل والعُطل الأكبر الذيِ جعل مُقاومتنا ضعيفةٍ ضد البناء ! فانتشاره كالنار فيِ الهشيم فيِ مُجتمعنا جعلنا نُهدر الوقت والطاقات ، والثروات بدلاً مِن إنفاقها علي أداء المسؤوليات المُجتمعية ، وإِنجاز المهام ! وبالتاليِ فإن تشكيل منظومة الفساد تُخرب المُجتمعات وتُعيِق تقدمها . ليس علي الصعيِد الاقتصادي فَحسب ، وإنما علي الصعيد الماليِ والأخلاقيِ والثقافيِ ، والسياسيِ
.. فلو صحّ وصف ( الفساد ) فهو حالةٍ مِن التعريِ والتجرُّد مِن الضمير .. الذيِ يُهدِد مكانة وقوة أي مُجتمعٍ فيِ العالم ، ويُضعفهُ ! فالفساد المُنتشِر في عالمنا العربي مُعقداً ومتشعباً .. والأغرب إِنهُ رغم كثرة الخيرات التيِ أنعم الله بِها علينا إلاَ إِننا مِن أكثر الشعوب فقراً .
.. ورغم أن الإِسلام صريِحاً وواضِحاً فيِ مُحاربة الفساد مهما كان صغيراً ، ونبذ الشر والأشرار .. فلِماذا نُحارِب الفاسدونّ بِطرقٍ لا تليِق بِحجم فسادهم !
لماذا لا يتم التشهير بِهم وتشديِد العقوبات عليهم لِتُصبح طريقة الصواب والعِقاب هي القاعدة الأساسِية فيِ المجتمعات العربية .
.. ولماذا لاَ نُفعِل دور مُنظمات المُجتمع المدنيِ ، وإِشراك المواطنين فيِ تَشخيص الأَنظِمة الفاسِدة ! وعمل مُبادرة وطنية باشتراك كافة المواطنين ، وقطاعات المُجتمع وأطيافه للحد مِن انتشار الفساد ، وإِنهاء الظُلم وكافة أشكال الاستغلال لِردع كُل من تسول لهُ نفسهُ بِممارسة أي نوعٍ مِن أنواع الفساد .
لو أردت مكافحة الفساد فيِ مجتمعٍ فعليكَ بإِزالة الفاسدون - أولاً - وتشديد العقوبات عليهم حتي تنهض المُجتمعات ، وتعود القيم من جديد .
--------------
ميسون نجم


















