ثورة 30 يونيه "عودة مصر المحروسة"
بقلم : د.محمد حجازي
فى 30 يونيه 2013 م استصرخ الشعب الجيش أن يحافظ علي الدولة من التحلل والتمزيق وتقسيمها غنائم بين مصاصي الدماء وكارهي الأوطان ضمن مشروع أخونة الدولة ..فاستجاب الجيش لنداء شعبه بلا خيانة ولا ندالة ولا خسة مؤكدًا ،( وحدة الجيش والشعب ) . استجاب الجبش لنداء جموع الشعب المصري بمختلف أطيافه عندما صم النظام الاخواني آذانه وأغمض عينيه . بل ذهب مهدداً متوعداً بالأنفاق المظلمة والسراديب التي ستدخل فيها مصر في حال خلعه.
الاستغناء والاستعلاء والاستعداء والاستعماء :
تلك كانت أدوات قيادات الاخوان فى التعامل مع الشعب المصرى على مدار عام ،وكانت النتيجة الحتمية لهذه الادوات هوالسقوط غيرالمسبوق، لقدكشفت تطورات الأحداث، بالنهاية التي جاءت سريعاً أن تنظيم الإخوان المسلمين قد يكون اكبر الأحزاب السياسية في عدد أعضائه ومناصريه، ولكنه أصغر بكثير من أن يمثل مصر وحده.
وهكذا فإن الإخوان قد ارتكبوا الخطيئة ذاتها التي سبق أن ارتكبتها أحزاب أخرى، حين استغنت بنفسها عن القوى الشعبية المنافسة أو المختلفة في الشعار أو في الخط السياسي.ثم مضت فى طريق (الاستعلاء ) و(الاستعداء) وا(لاستعماء)،فكتبت نهايتها السريعة.
انحاز قائد الجيش السيسي إلي الشعب وخياراته فى 3 يوليو ،إن ملخص بيان 3 يوليو 2013 هو عودة مصر المخطوفة لتصبح مصر المحروسة، وعندما تحول الإعتصام فى رابعة العدوية إلي بؤرة سرطانية لدولة مصغرة يترأسها البلتاجي ويترأس وزارتها صفوت حجازي ، وينعقد في خيمة فيها مجلس الشوري المنحل . بؤرة تصدر العنف والإرهاب إلي ربوع مصر ، حينئذ طلب السيسي تجديد تفويض الشعب له لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل ، طلب النزول إلي الشارع حتي يري العالم ويتذكر أن الشعب هو صاحب الإرادة ، وأن الجيش رهن إشارته ، هكذا يتصرف القادة ، وهكذا تتصرف الشعوب الحية . والشعب بحسه المرهف الواثق تفوض قيادته في ادارة مرحلة عصيبة في تاريخ مصر.
ولعل بين ما غفلت عنه قيادة التنظيم الدولى للإخوان في اسطنبول : أن الجيش في مصر ليس كغيره في بلاد عربية أخرى، مثل سوريا أو العراق أو اليمن، إنه في مصر كان وما زال وسيبقى مؤسسة وطنية راسخة، موحدة، يصعب الانشقاق فيها أو الخروج عليها.
وفي يوم 26 يوليو 2013 شهدت ميادين مصر حشودًا تفوق حجم حشود 30 يونيه لتقول كلمتها فى مواجهة العنف والإرهاب، سيبقى 26 يوليو علامة فارقة فى مواجهة العنف والإرهاب (صرخة شعب استدعى جيشه ليحميه ..ونداء جيش لشعبه يلبيه).
الإخوان.. والسيسي :
تعرض وزير الدفاع المصرى وقتئذ الفريق عبد الفتاح السيسى لعمليات تشوية ممنهجة من قبل جماعة الإخوان و(المتخندقين ) معهم استخدموا فيها كافة الأساليب المشروعة والغير مشروعة من أجل شيطنة الرجل وحرقة وإغتياله معنويآ بعد وقوفة مع الثورة المصرية ضد الحكم الإخوانى(الفاشل ).
الحرب على الفريق السيسي كانت محاولة بائسة من تيار أدمن تزييف الحقيقة وقلب الوقائع لصالحة فهم يريدون تصوير الثورة عليهم على أنها إنقلاب عسكرى بقيادة السيسى ....وينكرون ويتجاهلون الثورة الشعبية ويمارسون العهر السياسي والأخلاقى مع الرجل ...وما زال هذا نهجهم حتي الآن.
للتاريخ : راجعوا مواقف الإخوان وسياساتهم منذ نشأتهم وحتى الآن لتعرفوا أنهم مبدعون فى الخداع والتضليل وعقد الصفقات من أجل شيء واحد هو الوصول للسلطة .
اليوم وبعد مرور 7 سنوات علي بيان 3 يوليو 2013 يثور التساؤل عما حققته ثورة 30 يونيه من إنجازات، بشكل عام نستطيع القول بأن ثورة 30 يونيه نجحت في استرداد كرامة الوطن والمواطن ، جاء توقيت الثورة مثاليًا لإنقاذ مصر من محاولات التمزيق والاختطاف السياسي والدموي، أصبحت مصر ذات ثقل سياسي واقتصادي وعسكري، أصبحت مصر درع الأمة العربية.
ماذا حققت ثورة 30 يونيو؟
نستطيع القول أن الثورة المصرية حققت التالي :-
1- وقف المخطط الأمريكي لتقسيم المنطقة وإشعال نار الفتنة والفوضى الخلاقة وتقسيم الدول العربية القوية لدويلات صغيرة طائفية تتقاتل مع بعضها البعض واستمرار نزيف الدم العربي والإسلامى .
2- إفشال المخطط الامريكى الرامي لإضعاف الجيش المصري وشق صفوفه من خلال زرع الفتنة وتوجيه الضربات له في سيناء التى قامت ذيول أمريكا بدعم المجموعات المتطرفة في سيناء .
3- توحيد كل الأطياف المصرية في ثورة 30 يونيو خلف الجيش المصرى العظيم في مواجهه التطرف وإقصاء الآخرين واسترداد الثورة بمفاهيمها الوطنية الجامعة للكل الوطنى في خدمة مصر وقضايا الأمة .
4- تفكيك محور الخريف العربي في المنطقة ورجوع مصر للعمق العربي بعيدا عن محاور الاستقطاب الامريكى .
5- عملت الثورة المصرية على استرجاع الروح المعنوية للشعب المصري وتعزيز صموده في التصدي للمخططات الامريكية الحقيرة ...فالشعب المصري أصبح أكثر كرهًا لامريكًا وإسرائيل لاكتشافه المؤامرات الرامية لضرب استقراره وتمزيقه .
6- الثورة المصرية أعادت مصر لعلاقاتها التاريخية مع الأشقاء العرب وخاصة السعودية والإمارات والكويت وسورية ولبنان وفلسطين على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة عربية والحفاظ على المصالح الإستراتيجية للأمة العربية .
موقف الإخوان وحلفائهم الآن :
بعد إفًشال مشروعهم الإخواني للإستيلاء على مصر يحاولون الآن خنق أرض الكنانة من الغرب ليبيا وبقيادة تركيا أردوغان وبتواطؤ من غنوشي تونس ومن الشرق حماس في غزة ومن الجنوب تسعى اثيوبيا للتشويش ، ولكن أم الدنيا قادرة بإذن الله أن تقلب الدنيا على روؤسهم .
مصر الآن :
مصر الآن في أيدي أمينة وحكيمة وصبورة وقادرة علي حفظ الأمن القومي وأمن الحدود بكل قوة وحسم، يخطئ من يختبر صبر مصر ، فلديها باع طويل في الحروب بكل انواعها . ويجب أن يدرك العصملي ( الذي اطلق عليه شعب قطر قائد العرب تواصلًا مع خيانة أميرهم ) ذلك، فمصر ليست سوريا الأسد أو وفاق السراج ، مصر يقودها زعيم العرب . وإن ضربت تضرب بحديد ، والبرهان علي ذلك تكبدك خسائر كبيرة في العتاد والآليات حدود سرت ( الخط الأحمر) الذي حدده زعيم العرب.


















