لا بد أن تقترب
بقلم / داليا زردق
حين أُجبرنا علي التباعد الإجتماعي رغما عنا لظروف وباء كورونا المنتشر كان لا بد أن نزداد إقترابا !
أجل ... كان مطلوب فقط تباعد جسدي مكاني و ليس تباعد عاطفي شعوري ،
لكن كثيرا ما رأينا أن هذا التباعد كشف كثيرا من العلاقات الزائفة الهشة التي كانت تجمعها فقط المصلحة و الضروره و ليس الحب الحقيقي !
بينما نجد أنها كشفت أيضا عن وجه آخر جميل لإقتراب أكثر مما كان و تفاعل و إهتمام لم يكن من قبل واضحا لكن هذه الأزمة أظهرته
البعد دائما يفضح مفتعل الود و يفضح أصحاب المصالح و الإستغلاليين ،
و كان يجب حين أُضطررنا للتباعد أن نجد طرق بديلة للتواجد
كالرسائل ، الإتصالات التليفونية ، البرامج التي تتيح لنا مشاهدة بعض صوت و صورة ،
و أكثر من كل ذلك هو صدق المشاعر الذي لا يحتاج الا لقلب صادق و نية حقيقية كي يصل من القلب الي القلب..
دائما ما نتساءل عن حقيقة العلاقات و المشاعر ممن حولنا و تبدو الإجابة جليا عند الأزمات و الصعاب
فلا تستطيع حينها ابدا التمثيل او الإدعاء بل تظهر حقيقة المشاعر ساطعه معلنة عن مكنونها
فرُب ضارة نافعة حين إبتعدنا
فعرفنا من رحب سعيدا بهذا البعاد و كذلك من إبتدع كل الطرق للتواصل عن بعد و الإقتراب أكثر مما مضي .


















