التفاؤل والتشاؤم بقلم التميمي الحبال
الإسلام الحنيف السمح دين التفاؤل، أمرنا رسولنا الكريم بالتفاؤل حيث قال (تفاءلوا بالخير تجدوه) وقوله صلى الله عليه وسلم (بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا).
وفى هذا يقول الإمام الشافعي :
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفسًا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالى
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلًا على الأهوال جلدًا
وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك فى البرايا
وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب
يغطيه كما قيل السخاء
ولا ترى للأعداء قط ذلًا
فإن شماتة الأعداء بلاء
ولا ترجو السماحة من بخيل
فما فى النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأنى
وليس يزيد فى الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور
ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا
فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن
إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تقدر كل حين
فما يغنى عن الموت الدواء
المتفائل يرى الدنيا على سعتها من ثقب إبرة... أما المتشائم فلا يراها رغم اتساعها. ويستنكر حدوث الأشياء.
لا تحزن : لن يفيدك الحزن شيئًا.
لا تحزن : لن يخفف الحزن مصابًا.
لا تحزن : لن يحقق الحزن نجاحًا.
لا تحزن : لن يعيد الحزن مجدًا.
لا تحزن : لن يرد الحزن مفقودًا.
لا تحزن : فلن يزيدك الحزن إلا نكدًا.
لا تتشاءم : فإن التشاؤم يسبب الحزن.
لا تتشاءم : فإن التشاؤم يزيد الهم.
لا تتشاءم : فإن التشاؤم يذهب ببهاء الوجه.
لا تتشاءم : فإن التشاؤم يزيدك أرقًا ويمنعك نومًا.
تفاءل : فإن التفاؤل يدفع الهم.
تفاءل : فإن التفاؤل يدفع إلى العمل ويحقق النجاح.
تفاءل : فإن الفرج مع الكرب.
-الواقع أن نعرف أن فى الحياة كدر... ولابد فيها من منغصات وتوتر وابتلاءات ـ هذه الأمور من حكمة الله سبحانه وتعالى فى خلقه ـ لينظر أينا أحسن عملًا.
المتفائل : هو الشخص الذى يشغل باله بعواقب حسنة للأمور، الشخص الذي يعتقد أنه بإمكانه فعل شئ فى مواجهة أى حدث سيء.أما المتشائم فهو الشخص الذى يشغل باله بأسوأ العواقب المتوقعة، أو سيحدث أمرا فوق طاقته وسيطرته.
وفى أغلب الأمور يأتى التفاؤل والتشاؤم بسبب خبرتنا السابقة - فمن عاش فى ظروف معقدة بائسة... يحاول دون جدوى.. فإنه سوف يتعلم اليأس لأنه فقد الأمل ، وغلب عليه التشاؤم، مستندًا إلى القول السائد:(ليس فى الإمكان أفضل مما كان)، وأما من يعيش في بيئة وظروف تحترم الجهد والسعى، مما يترتب عليه الكسب والإنجاز... سوف يتعلم التفاؤل، وأنه قادر على إحداث شئ من التغيير لو فعل ما هو مطلوب وممكن.
هذه حقيقة مؤكدة وهامة - فالتفاؤل والتشاؤم فى الأصل (طريقة تفكير)فالعلماء يعتقدون أن اليائسين ينظرون إلى الأحداث غير السارة على أنها دائمة الحدوث وتشمل أكثر من جانب من جوانب حياتهم، فهم أنفسهم السبب الأساسى لهذا الفشل.
لو رسب أحدهم فى مادة من المواد، يسارع بقوله (أنا فاشل)حكم على نفسه من تجربة واحدة،غير موفقة ولم يحاول التكرار، بل أنه فى أغلب الأحوال يحكم على حياته كلها بالفشل، ولم يحاول أن يضع تجارب (أديسون) المستمرة وعدم يأسه فى عقله... بينما يمتلك المتفائل طريقة خاصة فى النظر إلى الأحداث السيئة، حيث يراها محدودة بهذا الحدث، وعليه المواجهة بما يمتلكه من الأمل والتفاؤل.
لذا وجب أن نقبل الحياة على ما هى عليه، وأن نحاول تعرف طبيعتها، لا يمنع من ذلك دفع الأقدار بالأقدار - ومقاومة المكاره بما يذهبها.
إن معرفة طبيعة الحياة لا يعنى سيطرة روح اليأس... بل على العكس (عكس ذلك هو الصواب والصحيح)
رويدك فالهموم لها رتاج وعن كثب يكون لها انفراج
ألم تر أن طول الليل لما تناهى حان للصبح ابتلاج.
التميمي الحبال
