حرية القلم ...كلمات بلا قيود
متابعة : طارق فتحي السعدني
كثيراً من الأحيان يكون الكلام هو لغة التواصل بين الناس، والكلام يدلّ على ذوق المتكلم، فاختيار وانتقاء الكلمات يعبر عن فنّ صاحبه فهو شخص رفيع الذوق يحاول أن يوصل المعنى أو ما يريد قوله بألطف العبارات دون التجريح في أحد، ودون مبالغة أو كذب
حينها نري الكثير من الناس يتكلمون كثيراً دون فائدة وهذا ما يسمى لغو الكلام ويستطيع قتها أي شخص لديه حسّ أن يوصل معنى هذا الكلام في جملتين ودون الإسهاب في الحديث دون جدوى، فالشخص كثير الكلام عادةً ينفر الناس منه وهناك أشخاص يجادلون بطريقة التجريح بالآخر النابع من عدم احترام الآراء ممن يختارون الكلام في وقتٍ خاطئ وأحاديث ليس لها علاقة في المجلس، فنرى أنّ الكلام صفة المتحدّث، فهنالك اللطيف وهنالك الفظّ وهنالك الغليظ والحادّ وكلّ هذه الصفات تظهر من طريقة الكلام
أحيانا تخذلني مشاعري فلا استطيع أن اكتب أو اعبر عما يجول بخاطري، انبهارا وتعجبا بروعة شخص لا يحكمه شيء ويتكلم بحرية ولا يصبح قلمه أداة للتجارة أو لكسب المال أو السعي لتبادل المصالح مع أحد فإنه حين ذاك سيصبح غاليا لأن كتاباته وأفكاره لا تخضع لغاية
فحينما قرأت كتابا ثمينا لزميلنا العزيز الكاتب مصطفي كمال الأمير والذي قام بتجميع مقالات نشرت علي فترات متقاربة منذ حكم الإخوان وما قبلها قليلا ووضعها في كتاب اسماه ” أمير بلا حدود ” وهو فعلا كان صريحا وأمينا في رصد الأحداث وطبائع البشر وبالذات المصريين في الغربة ووصف الأماكن والأشخاص وبعض المواقف المؤسفة وتساءل كثيرا في معظم مقالاته .. لماذا ؟؟ تساؤلات تختلط بالألم والتعجب
أمير بلا قيود بانوراما سأعرضها عليكم في ملخص سريع لان الكتاب كنز تاريخي يرصد أسوأ الفترات التي مرت علي مصر أثناء حكم الإخوان من مصري يري الأشياء من بعيد وهو علي أرض أوروبية فتقريبا تكون الرؤية أكثر وضوحا ممن يعيشون علي ارض بلادي .
في الفصل الأول
أستعرض الكاتب سلوكيات العرب والمصريين مع بعضهم البعض في بلاد أوروبا والمهجر وانتقاده الشديد للإعلام المصري في هولندا ومطالبته بتصحيح أوضاع المشهد الإعلامي المصري في الغربة حيث يسرد الكاتب أحوال الإعلاميين وتصنيفاتهم بدون نفاق أو مجاملة مع ذكر بعض المواقف الإيجابية القليلة لبعضهم والكثير من المآسي المسماة بإعلام مصر في الخارج
كما استعرض الكاتب في مقالة ” يا أوباما كلنا أسامة “موجات الاضطهاد وجرح شعور المسلمين واعتبارهم أقلية غير مرغوب بها في أوروبا وأمريكا وذكره لمواقف وإحداث أدان فيها الهجوم علي الإسلام سواء بالرسم الكاريكاتيري المسيء بجريدة شارل ابدو الفرنسية أو المجلة الدنمركية التي سخرت من رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ..
كان هذا ابرز المضامين التي استعرضها الكاتب في الفصل الأول من كتابة
أما الفصل الثاني بعنوان شجون مصرية
فيذكر فيها الأحوال والمآسي التي مرت بها مصر إثناء ثورة يناير واهم الأحداث خلالها وأسلوب الإخوان البغيض الماكر في خطف كرسي الحكم بالتحايل والتزوير ورغبتهم العنترية في الحكم أو القتل لمن يعترض عليهم .. علي الجانب الأخر الايجابي ذكر مجهوادت الجيش وكفاحه في محاطة البلد وتحقيق الاكتفاء بها من كل الخدمات الجماهيرية وذكر أيضا دور الأزهر والكنيسة في حماية مصر مع الجيش إثناء الثورة وأبان حكم الإخوان
وقد استعرض أيضاً في الفصل الثاني حال الصحافة والإعلام المؤسف وظهور أشخاص كطفيليات يدعون أنهم من المهنة وهم ليسوا منها وأساءوا لها وشوهوها وحتى الآن لم يتم التخلص من نفاياتهم وكل هذا كان من إفرازات الثورة وحكم الإخوان
كما ذكر ” الأمير” العمليات الإرهابية التي قام بها الإخوان إثناء فترة حكمهم وبعدها من إحداث الاتحادية واعتصام رابعة واغتيال بعضثم الرموز العسكرية والقضائية مثل النائب العام المستشار هشام بركات ..
ثم يعاوده الحنين ويخص بالذكر منطقة شبرا التي وصفها وذكر كل شوارعها ومبانيها ومستشفياتها ومعالمها وعظمائها مثل البابا شنودة وشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي ورفعت المحجوب وبطرس غالي ونجيب الريحاني وعلي الكسار وماري منيب وغيرهم من المشاهير الذين عشقتهم الجماهير .
أما في الفصل الثالث بعنوان ” أحوال العرب
مشكلات وماسي ” فيعيد التاريخ ويسرد أحوال الدول العربية وبخاصة دول الخليج التي تأثرت بثورات الربيع العربي ..
ويذكر حال العراق وطمع الغرب من ناحية في نفطه وطمع إيران من ناحية أخري في الأرض والوجود ..
كما تكلم عن حال قطر وانقلاب الابن علي الأب الحاكم .. وتكلم عن اليمن التي قسمت وتفتتت معالمها وفراغ السلطة في عمان بعد وفاة السلطان قابوس
ثم الصراع مع النظام السوري المدعوم من إيران وحزب الله ودعم السعودية وموقفها الغريب ضد بشار الأسد واعتقد كلها لتحقيق مصالح أمريكية وإكمال خطتهم في هدوء بحيل شيطانية ماكرة أيضا ذكر تاريخ جامعة الدول العربية منذ إن أنشأت عام 1958 وموقف التجمع العربي الدولي في كل المؤتمرات المنعقدة بالجامعة والتي تبوء دائما بالفشل والتفرق .
وحكي ” الأمير ” في كتابه عن البلاد التي زارها بداية من أمريكا وذكره للعقلية اليهودية العنصرية التي دشنت طريقها وتعلم تماما كيف ومتي تنفذ ما تصبو إلية إلي زيارته لمكة وحج بيت الله الحرام وملاقاته لبعض المعاناة في الحج مع الأفواج إثناء أداء الشعائر المقدسة ..
فقد القيت من خال موقع (المصريين بالخارج ) وذكرت بعض النبذات والأطروحات في كتاب ” الأمير ” وفي العدد القادم سوف استكمل باقي الكتاب لأنه زاخر ومليء بالكنوز التاريخية والمعلومات الهامة التي تهم كل قارئ العالم العربي


















