انتصارات بليغ
كتبت : رشا لاشين
كان من أحد أمنياتي وسط يومي المزدحم أن أشاهد العرض المسرحي سيرة حب للفنانين الأساتذة " مجدي صبحي " في دور الموسيقار محمد عبد الوهاب و " إيهاب فهمي" في دور بليغ حمدي واللذان امتعونا بمشاهدة هذا العرض الرائع بمسرح البالون بصحبة عددا من الفنانين الشبان والشابات مثل رحاب مطاوع في دور الشابة حنة وأحمد الدمرداش في دور الزوج وشيكو في دور صديق بليغ وشريف عواد في دور الملحن رياض السنباطي ونهله خليل في دور أم كلثوم وعماد عبد المجيد في دور المطرب محمد رشدي وهبه محمد في دور وردة وناصر عبد الحفيظ في دور عبد الرحمن الأبنودي وتامر سعيد في دور عبد الحليم حافظ كما شارك في التمثيل سيد عبد الرحمن ومحمد شافعي وهاني عبد الهادي ورشا سامي العدل وسناء عوض وقيادة اوركسترا الفنان الموسيقار محمد ابو اليزيد .. العرض من تأليف أيمن الحكيم واخراج عادل عبدة
كانت المسرحية ملحمة دفاعية لسيرة الرائع اسطورة عصره في الغناء " بليغ حمدي " من خلال استعراض رحلتة في الغربة اثناء نفية بعد اتهامة في قضية تمس شرفه وسمعته كفنان وهي انتحار المطربة المغربية المغمورة " سميرة مليان " والتي لقت حتفها بشرفة منزل بليغ حمدي عقب قرب انتهاء حفلة خاصة بالفنانين في منزلة ..اثناء مشاهدة العرض سرحت في هذه الشخصية التي حار الكثيرون في تفسير طبيعتها بعد مرور 27 عاما علي وفاته
ولأن الحانة خالدة فهو لم يكن كالكثيرين في عصرة من الفنانين بل كان عجينة شخصيتة لها تركيبة عجيبة بوهيمية تمتاز بالجنون والابداع في أن واحد .. لم يتذكر الا فنه .. نسي نفسه ونسي مواعيده ونسي حبه ونسي كل شيء الا العود أداة إبداعة والتي كان يخرج بها إلي عوالم أخري أخذنا معه في كل اهاته ودمعاته وابتساماته .. المسرحية ناقشت عيوب بليغ مع انتصاراته الغنائية .. كان بليغ كثير النسيان .. ينسي مواعيده وينسي أي هدف له ماعدا الفن .. – في شكل كوميدي خفيف أستعرض الكاتب ايمن الحكيم السقطات التي وقع فيها بليغ حمدي والتي كاد ان يخسر فيها أهم علاقاته بالوسط الغنائي وخاصة علاقتة بالموسيقار الراحل خالد الذكر محمد عبد الوهاب .. عندما كان متوجها لطلب يد إبنتة وفي خلال المقابلة نسي الهدف الذي جاء من أجلة وانهمك في مناقشة – عبد الوهاب في الحانه وإبداعاتة وخاب امل ابنة الموسيقار في الحصول علي قلب بليغ والارتباط به عندما غادر منزلهم ونسي طلب يدها .. كانت هذه اول سقطة في حياة بليغ .. حينها قال له عبد الوهاب انك فنان فوضوي بوهيمي لا تصلح لأن تتحمل مسئولية وتفتح بيت .. خليك فنان أحسن.
السقطة الثانية هو نسيانة حضور كتب كتابة علي حبيبته المطربة وردة والتي أجلها وبرر تصرفه في هذا الموقف انه كان ذاهبا لكي يشتري بدلة زفافة من لبنان مما وضع وردة أمام الحاضرين في وضع حرج ولولا تلاقي الفكر والموهبه والروح ماكان استمر حبه لوردة الذي ظل معه حتي اخر أيامة رغم الانفصال .
السقطة الثالثة هو هروبة خارج البلاد الي عاصمة النور وحكم علي نفسة بالغربة لمدة اربع سنوات وذلك بعد واقعه مقتل المطربة المغربية المغمورة " سميرة مليان " وسقوطها من شرفة منزله صريعة في الحال .. كانت مشاهد النهاية في المسرحية هي في حد ذاتها تكريم وتبرأة في نفس الوقت للفنان المعجزة الذي سبق عصرة بخمسين سنة في الغناء وعالم التلحين .. كيف يتهم في شرفة وهو المبدع الموهوب العبقري الذي امتعنا وأسعدنا وظلت أعمالة تطربنا حتي اليوم .. فلو كان بمثل هذه الأخلاق لما تفرغ ليخرج لنا أجمل ما لدية من طرب وإحساس .. إن حاجة بليغ لاثبات الذات فاقت كثيرا حاجاتة الأساسية .. تركيبة شخصيتة وطموحة كانا يقودانة الي الفن والإبداع فهو ليس شخصا عاديا ولا فنانا عاديا أيضا هو معجون بطين الموهبه .. هو صانعا للحب أكثر من كونة محب ,, هو ملتزم بفنة اكثر من التزامه بحقوقه في الحياة ..
وهذا ما ناقشته أحداث المسرحية والتي استمعت بمشاهدة تابلوهاتها الراقصة المصاحبة لأداء المبدعين فيها من الواعدين الشباب التي تخللت مشاهد المبدع الموفق دائما الفنان " ايهاب فهمي " والفنان القدير " مجدي صبحي " وباقي ابطال المسرحية ..
