قصر الوالدة باشا.. اسطنبول
تقرير سامح طلعت
قصر بيبيك أو قصر الوالدة باشا الذي ظهر متُشِحًا بالأعلام المصرية أثناء عبور القطع الحربية المصرية إلى مضيق البوسفور ، في طريقها إلى البحر الأسود لإجراء مناورة مشتركة مع أسطول البحر الأسود الروسي .
ذلك القصر الذي أصبح مبنى القنصلية المصرية بإسطنبول في تركيا ، حيث يقع على ضفاف البوسفور ، وقصر بيبيك يُعَد واحد من أروع القصور الموجودة في مدينة اسطنبول ، وصاحبة هذا القصر هي الأميرة أمينة إلهامي حفيده عباس حلمي الأول ، وزوجة الخديوي توفيق ، ووالدة الخديوي عباس حلمي الثاني .
أوقفت أمينة هانم حياتها واهتمامها وتبرعاتها على العمل العام وكفالة المساكين والمرضى في الجمعيات الخيرية ، فلُقِبَت بـ أم المحسنين ، كما كانت تُعرف أيضا بإسم الوالدة باشا .
يقع قصر الوالدة باشا في منطقة بيبيك ، حيث شيّده المهندس المعماري الإيطالي رايموندو ديرانكو .
يرجع تاريخ القصر المشيّد بأساليب الفن الجديد (أرت نوفو) إلى أواخر القرن التاسع عشر ، ويروى أن السلطان عبد الحميد الثاني اشترى القصر وأهداه إلى خديوي مصر عباس حلمي الثاني في عام ١٨٩٤م، بمناسبة توليه عرش الخديوية المصرية لكي يكون مقرًا له خلال زيارته المتكررة إلى عاصمة الخلافة .
وبعد مرور سنوات قليلة بنى الخديوي عباس لنفسه سراي على الجانب الآسيوي من البوسفور ، ليعيش فيه مع زوجته ، أما قصر بيبيك فقد تحول ليصبح المقر الرسمي لوالدة الخديوي خلال رحلاتها إلى اسطنبول .
ولكي تتأكد الوالدة باشا من أن القصر سيبقى بعد وفاتها في أيدي مصرية فقد أوصت أنه عند وفاتها فإن ملكية قصرها الموجود في بيبيك تعود إلى الحكومة المصرية من أجل استخدامها كمقر للمفوضية الملكية المصرية في اسطنبول .
يضم قصر والدة باشا ، الذي يقع وسط البوسفور ، ثلاث واجهات تطل على البحر ، وواجهتان تطلان على الشارع .
صُمِمَت شُرفات الطابق الأول على نحو رائع حيث زُينت بتجويفات وتقعيرات فنية ، والواجهة المطلة على البحر والواجهات الجانبية بها زخارف غاية في الروعة والجمال .


















