×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

دكتور خاطر الشافعى يكتب عن :أزمة الأخلاق وفوضى المفاهيم

المصريين بالخارج

 

في غَمرة سكون الليل والصمت المريب، عرج الرجل بعينين ساهمتين صوب السماء؛ بحثًا عن مداراتٍ لأحلامه، بعدما ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وتنكَّرت له الأمانيُّ بما رسَمَت ووسَمت، ولم يكَدْ يرى النجوم إلا وقد هوى كما النيازك في حرِّ صيف قائظ!

• من دون الحاجة إلى منبِّهٍ لإيقاظه، صحا الرجل بعدما استفزَّه ذاك الضوء الشديد وهو يخترق ثقوب ستائر حجرته؛ فهرول إلى الداخل هربًا من الضوء، وما كاد يفعل حتى هرول كما المذعور نحو أصواتٍ تناديه خارج المنزل، فإذا هم زملاء العمل يستعجلونه وإلا ذهبوا من دونه، فلم يكد يرد عليهم إلا وانطلق (الباص)، فارتد الرجل على عقِبَيه مكسورًا محزونًا!

 أمام المِرآة، حدّث الرجل نفسه: أين ذهبت ملامحي؟! حتمًا ذابت بين همومي، صاح: يا أنا، لم يسمع ردًّا! كرَّر النداء: يا أنا! حَمْلق في المرآة، هاله الصمت المريب، بَيْدَ أن صوتًا قادمًا من أعماقه ردَّد الصدى!

 جلس الرجل أمام التلفاز يستمع، ولم يكد يفعل حتى جلس خلف التلفاز!

........

 .......

 ..... وكثيرة هي المدارات والمتناقضات!

إنه وسط ما نعيشه نرى صورًا متباينة من الأفعال وردودها، فلم يعُدْ للمدارات نسقٌ يميزها، فما كنا نحسبه يطير بجناحين قد لا يرقى لأن يسيرَ على أربع، وما كنا نحسبه يسير على (قضيبين) قد لا يرقى إلا للسير على (حبال السيرك)!

تلوُّنٌ مَقِيت ومَعِيب عندما تكون (المادة) هي عنوانَ تعاملات الكثيرين - إلا من رحم الله - وأسلوب مقزِّز أن تكون (المصلحة) هي المسيطرةَ على الأفعالِ وردود الأفعال أيضًا في تعدٍّ سافرٍ على القِيَم والمبادئ، وأزمة خطيرة تعيشها (الأخلاق) في ظل فوضى المفاهيم.

ويبقى الحل الذي يضعنا دومًا على مدارات الفِكر الصحيحة، هو تمسُّكنا بما أمَرنا به دِيننا، وأرشدنا إليه نبيُّنا المجتبى صلى الله عليه وسلم، وعدم الانصهار في بُوتقة صراع مَعيبٍ من أجل دنيا لن تغنيَ أبدًا عن آخرة، نسأل الله الهداية للجميع.

إذا أردنا إجابة لهذا التساؤل .. (هل وحدها ترحل الأجساد؟!)، ستأتينا النتيجة صادمةً لكل الباحثين عن حياةٍ تتَّفِق والحكمة من الوجود، ومُخيِّبة لآمال كلِّ المهتمين بتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق، الحالمين بحياةٍ تَحكُمها مبادئ الحق والعدل والخير والجمال.

وتبقى الفجوة هائلةً عندما نبحث عن الأسباب التي أدَّت إلى ذلك الانحدار القِيَمي المُفزِع ونتائجه من ناحية، وعندما نبحث عما ينبغي علينا فِعْله تُجاه هذا الأمر الخطير من ناحيةٍ أخرى.

وبالنسبة للأسباب والنتائج لن يجد المرءُ مشقَّةً في الوقوف عليها، فنظرة بسيطة في الأحوال المحيطة كفيلة بالإجابة عن ذلك، ويبقى ما يَستوجِب التوقف عنده هو: وماذا بعد رحيل القيم؟!

لقد أفرز رحيل القيم ثقافات مختلفة ومغايرة تمامًا للمُتعارَف عليه، وينبغي لمواجهة هذه الثقافات المُغايرة قولاً وعملاً الاهتمام بتكوين ثقافات مضادة تُوقِف نزيفَ القيم من ناحية، وتوغُّلها في جسد المبادئ، وكأنها (فيروس) يَنتظِر الفرصةَ للانطلاق من ناحية أخرى .

إن أمر تعزيز القيم والمبادئ والأخلاق يحتاج لمنظومة متكاملة من تربية سليمة وتعليم جيد، وفي هذا الإطار لا يفوتنا أن نَذكُر أن الأسلوب الإسلامي بمفهومه الوسطي الصحيح في التربية ( والذي فشلنا فيه بين مفرط ومتشدد ) ، هو أفضل الأساليب التربويَّة، التي تَضمَن للحياة جودتها، وللقيم والمبادئ والأخلاق سيادتَها، وسط عالم اختلطت فيه ثقافات الشعوب؛ مما يُشكِّل خطرًا كبيرًا وشرًّا مستطيرًا على الهوية والانتماء إن لم نؤمن بثوابتنا ونحميها من نيازك هذا الفضاء الشاسع وحروب الفكر الجديدة .

إن الأمر يتطلَّب تَكاتُف الجميع، بَدءًا من الأسرة الصغيرة، وانتهاء بالمجتمع ومؤسساته، وبالأخص مؤسسات التربية والتعليم، إذ إن جودة التربية والتعليم يَكفُلان شخصيَّة متميِّزة، تُدرِك حكمة وجودها والغاية منها بنفس القَدْر الذي تستطيع أن تُميِّز به بين الغثِّ والثمين .

وتأتي خصوصيَّة جمال ديننا الحنيف في أنه من خلال الفرائض التي أُمِرنا بها تكليفًا؛ اختصَّنا بـ (منظومة القِيَم والمبادئ الراقية) تشريفًا؛ مما يجعلنا نستطيع القول: إننا أمام ما يُشْبِه المعادلة الرياضيَّة، حيث إن التزامنا بالتكليف نتيجته تشريفنا بأرقى القيم وأنبل الأخلاق.

حفظ الله مصر من كل الشرور والأشرار .

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 08:29 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17