×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
أخبار

الحق يمشي.... الباطل يركب

المصريين بالخارج

كان الطريق طويلاً ، أمام عبد الله الطيب ، لم تكن لفظة الطيب من اسمه ، لكن كانت الطيبة أبرز صفاته فالتصق الاسم به ، يقترب منه جاره عزيز ، ويقول له :
ـ يا سيد عبد الله ، كلانا لا يملك ثمن حمار يركبه في هذا الطريق الطويل ، لم لا نتشارك ونشترى حماراً ونقطع الطريق نصفين ، أركب وتمشى نصف الطريق ثم تركب وأمشى أنا النصف الآخر.
لكن عبد الله الطيب ، الذى لم يلق من عزيز إلا شراً ، ينظر إلى صاحبه نظرة شك وريبة ، أيمكن أن يعقد اتفاق سلام مع رجل لا يحلو له إلا أن يأكل حقه ، لقد عاشا متجاورين ، وكان عزيز دوماً كأس جور ، شغله الشاغل أن يستغل طيبة عبد الله ويأخذ ما لا حق له .
لا ينسى عندما حمل له هدية عندما سمع بمرضه ، وفوجئ به يخطفها من يده ، لا يسعده الشيء إلا إذا تم اغتصاباً ، الآن يسافران معاً ، مصلحتهما في الشركة ؟ لكن كيف أعاودك وهذا أثر فأسك ، يدعى عزيز سلاماً ، لكنه زمار يموت وصوابعه تزحف إلى حق الآخرين ، حتى لو مات وفتحوا عليه التربة ، سيجدونه قد زحف إلى تربة آخر ..
ضحك من النكتة ، نتشارك ؟ نحن ؟؟! أنا وأنت ؟ كيف ؟ أأعطى القط مفتاح الكرار ..
ـ لا يا سيدى ، الله الغنى ،وابعد عن الشر وغنى له .
ـ اسمع بس ، اللى تكره وشه يحوجك الزمان لقفاه ..
نظر صاحب الحق إلى عدوه الدائم نظرة استرابة ، وأمعن النظر إليه ، كأنه يخترق جسمه لينفذ إلى الحقيقة . وقال له :
ـ لقد تعودت منك على الغدر ، فلعها غدرة جديدة ..
يقسم عزيز على الصدق هذه المرة :
ـ صدقنى ياعبد الله ، لقد أصبحت طيباً ،ألا ترى المسبحة في يدى ؟!
ـ تسبيح الفأر ، سبحان من خلقنى للفساد .
ـ يا عبد الله ، الطريق طويل ، ولا نملك سوى ثمن حمار واحد ، نشتريه سوياً ونقتسم الطريق والركوب ، ونمضى حياتنا في سلام ، الصلح خير ، وقد جربنا الحرب ، كل واحد فينا بيخسر ، بالسلام كل واحد فينا هيركب .
ـ لا يا خواجه لقد جربتك كثيراً ، وفي كل مرة أنت هو أنت ، لا تقدر أن تكون غيرك . تاكل مال النبى وتتغدى بالصحابة .
يقول عزيز :
ـ يعنى أنا اللى .. لنفرض أنى كذلك ، وأنت ؟ إذا كنت أنت الحق كما تقول فكيف لا ترحب بالسلام ، كيف تأتيك فرصة لإنهاء الحرب وتفلتها بإصرار ، ألا تجنح للسلم يا أخى ؟؟ أتدرى أنى نمت من ساعة تحت هذه الشجرة ، فخطر ببالى خاطر غريب ، إننا أنا وأنت من طول عشرتنا معاً أصاب كل منا الآخر بالعدوى ، أصبحت أنا طيباً من العشرة معك ، وأصبحت أنت شريراً من العشرة معى .
ـ أسمع كلامك أصدقك ،أشوف أمورك أتعجب .
ـ أعطنى فرصة ، مرة أخيرة ، ما محبة إلا بعد عداوة .
ـ يا سيدى ، إن الزبادى الذى تقدمه لى دوما يلسعنى بناره ، فماذا تنتظر منى ؟؟
ـ ألم أقل لك إنك أصبحت أنا ، كثير الشك ، تشك في أصابعك ، وأنك تعد أصابعك بعد أن أتركك . عموماً سأنصفك من نفسى ، تركب أنت أولاً ، أنا أثق فيك .
ـ المشكلة ليست عندى ، لأنى عند المسافة المقررة سأنزل وستركب أنت ، وعند مسافتك لن تنـزل .
ـ أنا أعذرك في كل شكك هذا ، لكن حتى لو كان ما تقوله صحيحاً ، يكون كلانا قد ركب مسافة متساوية ، وعشنا فترة سلام ، ووقتها ننظر للأمر أو نحكم الناس .. ما رأيك ؟
ـ شكل كلامك مقنع ، لكنى غير مستريح .
ـ إذن موافق ، هيا نبدأ .
اشتريا الحمار ، وركب عبد الله الطيب أولاً ، وكل ما يشغله هو :هل ينـزل عزيز عند انتهاء مرحلته ، أم سيماطله كالعادة ؟ عند المسافة المحددة وكانت أربعة أميال ، لم يكد عزيز يقول له دورى ، حتى نزل الرجل طواعية عن الحمار ، واستقر عزيز على الحمار ، وهو يقول لعبد الله :
ـ بالله عليك ، كنت تريد أن تحرمنا من تلك الراحة ..
ويمشى عبد الله ، وهو منشغل عن الراحة أو الركوب بقلقه الطبيعى من عزيز ، أينـزل له عندما يحين دوره ، أم الطبع غلاب . وتأتى اللحظة الحاسمة وتنتهى الأميال الأربعة التى ركبها عزيز ومشاها عبد الله يفكر ،
ـ دورى يا عزيز ..
ـ ما زال في حقى بعض الوقت يا عبد الله .
وتحمل عبد الله على مضض ، هو يدرى بطمع عزيز ،ويدرى أن الأمر لو اقتصر على أن عزيز بزيادة شوية ، أى يركب ميلاً زيادة كل مرة ، لرضى عبد الله ، لكنه يخشى لو وافق على ذلك أن يمط عزيز ميلاً آخر ، ولو وافق أن يركب هو أربعة أميال وعزيز ستة ، ففى المرة التالية سيطمع عزيز أن يركب هو الضعف . إنه يحفظه عن ظهر قلب ، وقد ندم على موافقته على الشركة ، فلم يحس بطعم للركوب ، وظل قبل حدوث أى شيء ذهنه شارداً ، ينتظر ما سيحدث ، لو اقتصر الأمر على نصف ميل أو ما قاربه فالأمر يهون .
وبعد قرابة الميل ، يقول عبد الله بغيظ :
ـ دورى يا عزيز ، ليس هذا ما اتفقنا عليه ، أنا عارف أنك طماع ، ومرتب نفسى أنك بزيادة حتة ، لكن ليس هكذا .. أين كلامك ، وطيبتك ، أهذا ..
ـ لقد اتفقنا أن يركب كل واحد منا أربعة أميال ، ثم يركب الآخر ، وفي المرة السابقة ركبت أنت أولاً ، ومشيت أنا ، في تلك المرة لماذا لا أبدأ أنا وتمشى أنت ، أليس في هذا العدل ؟ أم أنا غلطان ؟
ـ لكنى تعبت ، وقد ركبت أنت كفاية ..
ـ لكنى ما أقوله هو العدل ، فلماذا تعترض عليه ؟ أنت إذن تريد مصلحتك ، وأنا أريد العدل ، ألم أقل لك أننا تبادلنا المواقع ، اعتنقت أنا مذهبك ، لا أريد سوى حقى فقط ، وليس أن يكون حقى ما أريد .
ـ لكنى أريد مصلحتك ، فبعد أن تنزل سأركب أنا ثمانية أميال ، وهذا صعب عليك أن تمشيها بكرة .
ـ بكرة ، يحلها ألف حلال ، يا عم دى حتى بكرة زرعوها ما طلعتش .
ويمشى عبد الله ثمانية أميال ، وهو يضرب نفسه بالحذاء ، وكلما أحس بالضيق ، قالت له نفسه : تستاهل .. حد يطمئن للحية .. وينام في حجرها .
وانتهت الأميال الثمانية ، وعزيز يرفض النـزول :
ـ يا حاج عبد الله ،أنسيت كلامك من لحظة ، أنى بزيادة حتة ، يبقى فاضل لى ميل
وكالعادة يستمر عزيز في الركوب ، للميل التاسع ، وعبد الله يمشى ، وكل خوفه هو أن يظل يمشى طيلة الطريق . لكن لم يعد عند عزيز حجة أخرى كالحجج السابقة .
وانتهت الأميال العشرة ، وهنا تشبث عبد الله بالحمار ، يحاول أن يمنعه عن السير ، وعزيز لا يهتم ، فعبد الله منهك ، ويبذل جهداً مع الحمار ، بينما هو راكب ..ويقول عزيز :
ـ أنا كنت سأنزل من نفسى ، لكن ما دمت أخذت المسألة قوة ، يبقى مش نازل إلا لما نحتكم إلى الناس .
ـ نحتكم يا عزيز .. هو أنا الحق ولا أنت ؟؟
ـ يعنى أنت صاحب حق ، وأنا معترف لك بذلك .. أيها الناس ، بالله عليكم ، من يمشى ؟ الحق أم الباطل ..
ـ الحق طبعاً !!
ـ أرأيت ، لقد حكم الناس لى .
صرخ عبد الله في الناس :
ـ أنتم لا تفهمون شيئاً !!
انهال الناس عليه ضرباً وهم يقولون له :
ـ أيها الظالم ، أتريد أن يسود الباطل .
ظل عبد الله يجالدهم ويجالدونه ، بينما انطلق عزيز بالحمار ، يلقى السلام على كل من يقابله ، وهو يقول لكل من قابله : أنا عبد الله صاحب الحمار ..
وأخيراً ، تخلص عبد الله من الناس ، وجرى بملابسه الممزقة ،وجسمه المنهك ، يسأل كل من يقابله عن عزيز ، فيقولون له :
ـ أليس عزيز صاحب الحمار ؟ لقد قابلناه في الطريق .. لو أسرعت ستلحق به .
ويلحق بعزيز :
ـ عملتها يا عزيز ، طب أدينى حاجتى وخلى الحمار .
ـ الأول تعترف لى أن الحمار بتاعى ..
ـ وهو ما معدتش بتاعك ..
ـ يعنى معترف ، كده أنت عاقل ، وأنا مستعد أسامحك ، وأضع يدى في يدك ، رغم أن العالم كله معايا ، ويقول الحق حقى ، وملكى في يدى ، لكن برضه للجيرة حقوق ، وما دمت اعترفت أن الحمار حمارى ، نبدأ من جديد ، علاقة عادلة ، عايز تركب مفيش عندى مانع ، بس تستأجر منى الحمار ..
ـ موافق ..
ـ يا مكار ، وافقت بسرعة لأنك عايز تضع يدك على الحمار ،وتعمل معى عملتى معاك ، لا دا بعدك ، وعموما أنا مش خايف منك ، لأنى عارف أنك حقانى ، ولا تأخذ شيئاً مش بتاعك ، المهم ، نتفق أولاً ، الحمار بتاعى أليس كذلك ؟ إذن قدّم لى طلباً لاستئجاره ، الأصول ما تزعلش .
ـ حاضر ، عزيزى عزيز ، أرجو منك أن تكرينى حمارك بعض الوقت ..
ـ هذا لا يصلح ، لابد من طلب مكتوب ، اكتب وسأمليك أنا ، عزيز عزيزى صاحب الحمار ، مقدمه لسيادتكم عبد الله الطيب ، أرجو منك أن تكرينى حمارك بعض الوقت ،وذلك مقابل .. مقابل ماذا ؟ أنت لا تملك شيئاً ، لكنى سأدلك على شيء أنت تمتلكه ، اكتب ، مقابل أن أكون أجيراً عندك ..
ـ نعم !

بلاش ، لا تريد أن تركب ، بلاش ! لكن هكذا العدل ، حاجة قصاد حاجة ، تأخذ حمارى يبقى تعطينى قصاده حاجة .

ـ موافق ، بس أنا سآخذ الحمار لمدة معينة ، يبقى نحدد مدة الخدمة .

ـ ياه كده بس ، أى مدة تعجبك ، أنا مش طماع .

ـ يوم ممكن .

ـ ماتخليها أسبوع ، ولا أقولك خليها ثلاثة أيام .

ـ موافق ..

وواصل عبد الله الكتابة بصوت مسموع :

ـ في مقابل أن أكون أجيراً عندك لمدة ثلاثة أيام .

ـ أكمل ،وعلىّ فرض الطاعة والولاء ، ولسيدى كل الحق في أمرى في تلك المدة التى أعمل فيها عنده .

ـ لكنك لم تشترينى .

ـ لم أفعل بعد ، لكنى سأكون سيداً لك عندما تصبح أنت خادمى ، وأنا أخشى أن تبلط في الخط ولا تعمل ، فأريد أن أضمن حقوقى .

ـ إذن نوضحها .

ـ أنت خايف ..

ـ لا ، أخاف أزاى ، بس ما أضمنش ، أبص ألقيك بتبيعنى ..

ـ بسيطة ، نوضحها ، اكتب ، وهذا لا يعنى أننى عبد ، بل خادم عليه حق طاعة سيده ، ما رأيك في تلك الصيغة .

ـ أعتقد أنها لا غبار عليها .

ـ إذن وقع .

ـ قد وقعت ، فانزل لى عن الحمار .

ـ أقرأها أولاً ،

يأخذ عزيز العقد وينظر فيه :

ـ عقد صحيح ، لا ينقصه إلا الشهود ، نادى هذين ..

ـ هيا يا عزيز ، كل ما طلبته أصبح نافذاً .. وقد شهد الشهود على العقود ، والعقد معك ، فلتنزل لى عن الحمار .

ـ لا أنكر أنك منصف ، وأنك دفعت المقابل الذى عليك ، وأريد الآن أن أعرف ما المطلوب منى بالضبط .

ـ الحمار طبعاً ..

ـ تريده ملكك ؟!!

ـ لا ، إيجاراً كما ينص العقد ..

ـ نعم ، هكذا يكون ، لقد خشيت أن تكون طمعت ، حسناً ، ما زلت كما أنت يا عبد الله طيباً ، لم تصبح مثلى طماعاً ، تريد إذن إيجاراً ، هذا حقك طبعاً .

ـ إذن هيا !!

ـ يا سيدى ، صبرك بالله ، هى الدنيا طارت ، الحمار موجود ،وأحنا كمان ، لكن يأخذ الأمر حقه ، والعدل يأخذ مجراه .

ـ وماذا ينتظر هذا العدل ليأخذ مجراه ؟؟

ـ المدة ،أنت حددت مدة خدمتك لى ، وأنا لم أحدد مدة ركوبك الحمار ، وهذا يجعل المفاوضات لم تنته .

ـ لم يبق على المدينة إلا سبعة أميال .

ـ هكذا ، تريد أن تدخل المدينة راكباً ، ويراك الناس تركب الحمار ، ويظنوك صاحب الحمار ، وبدل ما يبقى الحمار اسمه حمار عزيز ، يبقى حمار عبد الله ، لا يا سيدى ، هذا لا يصح ، خاصة أنك ستكون في المدينة خادمى ، فكيف تدخل راكباً وأمشى أنا ، هذا لا يكون . ألست معى أنى على حق ؟؟

ـ لكن العقد يقول أنك صاحب الحمار ..

ـ وما أدرانى ، لعلك تقول للناس أن اسمك عزيز ، فيكون العقد الذى معى في صالحك ، وسيصدق الناس الراكب .

ـ سأنزل قبل المدينة ..

ثم إنى لا أحب الأمور العائمة ، أمورك العائمة تورطك ، وأنا لا أريد أن أسلك طريقك ، لا أحب إلا التحديد الدقيق الصارم

ـ لا أريد أن أركب يا عزيز ، أعطنى العقد .

ـ إنك تفقد أعصابك سريعاً يا صديقى ، أرجوك لا تتضايق منى ، بصراحة موافقتك السهلة هذه تخوفنى ، تجعلنى حريص على أن آخذ حذرى .

ـ فلتكن مرحلة كالتى ركبتها من قبل ، لم أعد أحتمل يا عزيزى ،أريد أن أركب ، لقد تعبت ، أربعة أميال ..

ـ هذا جميل ، جميل حقاً ، أنت رجل عادل ومنصف ، وترضى بقليلك ،وهذا شيء يعجبنى ،أتدرى أن أكثر شيء لا يعجبنى في نفسه ، هو طمعى ، ورغبتى في غير حقى ، لكنك أحسن حالاً منى ، قد رزقك الله بنعمة عظيمة حقاً ، نعمة الرضى بالقليل ، أتدرى أنها أكثر حظاً من الأغنياء ، الأغنياء لا يقنعون ، يظلون قلقين ، يطلبون المزيد ، ولا يهدأون ، ولا يرتاحون ،لكن مثلك من يرضى بقليله ، ينام مرتاح البال ، يا لها من نعمة ، فزت بها أنت دونى ، أرزاق.يابختك ، ربنا يبارك لك فيها . أنا لا أحسد ..

ـ المهم ، هيا إلى الاتفاق ..

ـ إننى لم أفرغ بعد من مدحك ،وأنك ترضى بقليلك ، ومع ذلك تبدو قد تغيرت ، أنا من الأول ظانن أنك نالك شيء من عيوبى التى أكرهها ، أصبحت متبرماً بعض الشيء ،وهذا عيب في بدايته ، لو عالجته قبل أن يتفحل ، ستتخلص منه ، أنا نفسى كنت أتمنى لو حد نصحنى وطلب منى أن ألحق هذا العيب قبل أن يتفحل ، لكنى للأسف ، لم يحدث ، وأصبحت مريضاً ، المهم نرجع إلى الاتفاق

ـ نعم الله يخليك ..

ـ ياه أشكرك ، أنت رجل عظيم ، تدعو لى بعد كل ما فعلته معك ، هذا إن دل على شيء فإنما يدل على كرم أخلاقك ونبل معدنك .

ـ يا أخى ، أنا ابن كلب . أنا ، طبعا مفيش حد أسوأ منك يا عزيز ،أنا بقى أسوأ منك ..

ـ ماذا دهاك يا رجل ؟ كيف تشتم نفسك هكذا ؟ لا ، يا عبده ، اشتمنى كما تريد ، لكن إياك أن تشتم نفسك ، أنت في نظرى نموذج الإنسان الكامل النبيل ، الذى تمنيت أن أكونه ولم أعرف ، فلا تهدم تلك الصورة الجميلة التى رسمتها لك في نفسى .

ـ حاضر ، أنا آسف .. بس في عرضك .. يا سيد عزيز ، أحس أنك تماطل ، بدأت أظن أنك لن تنفذ هذا الاتفاق أيضاً .

ـ أنا ، أبداً ،و الله ، ولن تجد مثلى أحداً ينفذ اتفاقياته ، إننى تلميذك الذى يعشق أخلاقك ، ويحاول أن يكونها ، نعم أجد صعوبة ، لكن هذا أمر طبيعى ، فأنا أتحول من النقيض إلى النقيض ، من رجل كله عيوب ، إلى رجل يتمثل أخلاقك الفاضلة . لكنه أمر ليس مستحيلاً ، هل قرأت لسارتر ، له رواية اسمها المومس الفاضلة ..

ـ لا يا سيدى ، لا تصبح مثلى ، أنا كرهتنى ، كرهت الفضيلة التى تضيع الحق ، فلا تكنى .

ـ أراك بدأت تنادينى بلفظة سيدى ، وهذا شيء ما كنت أقبله ، إلا بعد أن أفى لك بحقك ، لكنك يبدو قد فهمت أنك وفيتك حقك .

ـ لا أفهم ؟؟

ـ اسمع يا سيد عبد الله ، لقد أخدمتنى نفسك لمدة ثلاثة أيام في مقابل أن تركب أربعة أميال ، فهل نسيت أنك ركبت تلك المسافة في بداية الطريق ؟؟؟

ـ ماذا ؟؟

ـ ألم تقر أن هذا الحمار حمارى ، وطبعاً أنت ركبت حمارى هذا أربعة أميال ، إذن أنا وفيت بالتزامى في العقد معك ، ولم يعد سوى أن تفى أنت ،وتخدمنى لمدة أيام ثلاث .

ـ يا سلام ..

ـ انظر يا أخى عبد الله ..

ـ بقول لك أيه ، كنت تنادينى بصديقى وعملت معى ما لا يعمل ، فما الحال عندما أصبح أخاك .لا وحياة أمك ..

ـ أصبحت لغتك بذيئة يا أخى عبد الله ، لكنى لم أظلمك ، لقد منحتك حمارى مقدماً ، وماطلتنى في دفع المقابل ، وهنا أعملت براعتى وصبرى الواسع وتمكنت أن أحصل على إقرار مكتوب منك بحقى .

ـ وهل كنا نتفق على ما هو فائت ، لقد كان اتفاقنا على ما هو قادم ،أنسيت قولتك : نبدأ من جديد .

ـ أنا لا شأن لى إلا بالمكتوب ،والمكتوب في الوثيقة التى شهد عليها الناس ليس فيه تحديد الوقت ،أرأيت تعجلك ، وعدم سماع لنصيحتى ، لا تنكر أننى أكثر من مرة نصحتك بالتروى وعدم التعجل ، وكنت أطالبك بالتحديد الصارم وعدم التمييع ، لكنك لم تأخذ برأيي ، انظر كيف جنيت على نفسك ؟؟

ـ أنا غلطان .

ـ القانون لا يحمى المغفلين يا سيدى ، وقد أعطيتنى بيدك الحجة عليك ، فلم تلم إلا نفسك .

على حين غرة ، يشد عبد الله عزيزاً من على الحمار ، يوقعه على الأرض ، وينـزل ضرباً فيه ، يفر عزيز من أمامه ، ويترك له الحمار بما حمل ويركب عبد الله حماره أخيراً .

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 07:29 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17