رامي علم الدين يكتب.. اتكلم عبري
في اليوم الأول لعودة الديمقراطيين (بايدن)، في ثوبه الجديد (أوباما /هيلاري) ، بدأت نسائم العهد العبري بإمتياز، صعود لقوى صهيونية، وخفوت مؤقت لشمس العرب، عادت داعش للمشهد بتفجيرات بغداد، والتي أودت بأرواح الأبرياء بالعراق، مهما تعلن داعش مسؤوليتها عن العملية فإنها ببصمات مليشيا طهران، كما أن الوثائق التي أثبتت الإرتباط بين القاعدة والملالي تشير إلى وجود إرتباط ، وتعاون وثيق بينها وبين داعش بمختلف تنظيماتها على الأرض ، كما أصبح معروفاً أنهما، وجهان لعملة إرهابية واحدة، مع إختلاف المسميات تحت ستار ديني لتشويه قيم الإسلام " داعش- القاعدة - النصرة - حزب الله - الحوثي - الحشد الشعبي"، بايدن ليس ضد تركيا، كم يبدو، أمريكا ستعود بقوة للواجهة عكس قرارات ترامب بسحبها من المنطقة لكن ستعتمد بقوة علي وكلاء لها، وعلي رأسهم تركيا التي حصلت منذ وقت ترامب علي الإذن للبلطجة في ليبيا وأفريقيا وشرق المتوسط، وسوريا، وشمال العراق، إنتهي دور ترامب بإعلان المصالحة وإعطاء صك إسرائيل الكبري القادم دور بايدن في إقامة حرب ناعم مع الخليج الناعمة مع ممارسة حرب التضييق والخنق الاقتصادي، وقع بايدن في أول قراراته بالمكتب البيضاوي، قرار العودة لإتفاقية باريس للمناخ، ولمنظمة الصحة لكنه أجل قرار العودة السريع لمجلس حقوق الإنسان الذي إنسحبوا منه بعد إنسحاب إسرائيل، ولا أعاد النظر في قرار وقف الدعم عن الأونروا ومساعدات اللاجئين في فلسطين، ولم يهتم لا بقرار إعتبار القدس عاصمة موحدة أبدية لإسرائيل.
الديمقراطيين علي رأسهم جو بايدن ينظر لمصر بإعتبارها كانت واحدة من الموالين للجمهور المنافي العنيد ترامب، بصورة أو بأخرى، والذي أحرج الشموخ الأمريكي، ووضع قلعة الديمقراطية في حرج عالمي، وبالتالي يجب ممارسة الضغوط عليها، والأساليب معروفة مسبقاً حيث يتم إفتعال فتن وخلخلة إجتماعية دينية مع العزف على وتر الظروف الإقتصادية التي تمر بها مصر، الهدف ليس خلق ثورة لأنها لن تحدث مجددًا ، ولكن إتباع أسلوب فرض عقوبات علي مصر، من المخطط له سلفاً أن تشتد حرب المياه ( ملف سد النهضة) مع إثيوبيا، مع تحرك أردوغان تركيا حيث إكتفت تركيا في المرحلة الأولي سابقاً بالتمركز في أفريقيا في قاعدة الوطية، والإلتزام مؤقتاً ( إعلان القاهرة)، وتسعى للانتقال إلى مرحلة التوسع كخطوة تانية مستقبلية، تزامناً مع ماسبق ممارسة التضييق علي مصر و فرض عقوبات، ومحاولة خنق السياحة المصرية، وتسويق "إيلات" الإسرائيلية كوجهة سياحية بديلة "سيناء" المصرية ، كم سيبدأ الضغط بملف اللاجئين في مصر و تحريكه لتقنين وجوده مقابل تخفيف الحصار ، هناك خيار آخر متوقع وهو محاولة نسف تحالف إتحاد شرق المتوسط، محاولات حثيثة لإقصاء مصر عن أي فعاليات بالمنطقة و إدخال إسرائيل لتزاحمها بالتعاون مع حلفاء ، لا شك أن المصالحة مع قطر من جانب مصر كانت إضطراراً كمناورة سياسية بعد فوز "بايدن" بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لتخفيف أحد أوراق الضغط القادمة، إعطاء الضوء الأخضر لإيران وقطر لممارسة العهر على مستوى أكبر في المنطقة العربية، ولسنا بمعزل عن محيطنا العربي، ونتوقع الدعم الكامل لاثيوبيا في قضية السد والسدود الأخرى المتوقع التهديد باقامتها في محاولة لإحراج منظومة الحكم في مصر، التي تعي، وتفهم، وتدرك، خطورة ما يخطط له، وتحاول استثمار التناقض لكسب الوقت لتحقيق أكبر قدر من مصالحها على الأرض.
إختفاء جميع المواد الإعلامية المتعلقة بإعلان الرئيس السابق "ترامب"، حول الاعتراف بمغربية الصحراء الغربية من المواقع الرسمية للبيت الأبيض، ووزارة الخارجية الأمريكية ، فور إستلام الرئيس الامريكي الجديد "بايدن" لمقاليد الحكم، القلق المبطن لحلفاء أمريكا في الشرق الأوسط من رئاسة "بايدن" هو قلق له مبرراته، وأسبابه المنطقية، ولكل دولة متطلباتها، واولوياتها المختلفة عن شقيقاتها، فلا شك أن "بايدن" يعتبر وريث لمنهج "أوباما" الذي عمل مع كنائب في ولايته على مشروع بناء شرق أوسط جديد ومفكك، تكون لإسرائيل اليد العليا في المنطقة ، هذا المشروع كان سيزيد من تمكين إيران في المنطقة، كأداة للتوتر، وخلق اضطرابات في أرض العرب، هناك نوايا خبيثة وراء سعي" واشنطن" لهذا التمكين، العرب مشغولون حالياً بترتيب أوراقهم وإجراء تصالحات عربية عربية، إستعداداً لساكن البيت الأبيض الجديد، مجيئ "بايدن" سيستأنف جهود "أوباما" التي لم يتمكن من إتمامها، ولم يسعفه الوقت لتحقيق مخططه بشأن المنطقة العربية.
يرى "چو بايدن" أن الدول العربية هي التي ينبغي أن تشعر بالإنجاز حين تقبل إسرائيل بالتطبيع معها، وأن خطأ ترامب الذي لا يغفر، يتمثل في الإيحاء بأن الوضع عكس ذلك، وأنه شخصياً سيُشرف على إصلاح هذا الخلل، في عهد "ترامب" كان لابد من أن نحب إسرائيل، في عهد "بايدن" غالباً هيكون لزاماً علينا نكره فلسطين، ربما لا يدركوا أن فلسطين في القلب، لا شك أن صمود الدولة المصرية دليل فشلٌ لربيعٍ نجح في تفكيك دولٍ بالجوار كانت تبدو راسخةً، لكنّ أهل الشر لا يعنيهم بقاء الدولة في مصر وخططوا لإنهيارها، ولا يؤرق وجدانهم أن تعصف الفوضى ب100مليون مصري برئ، هم لا يعترفوا بأي حقوق للإنسان المصري، ما عدا حقه في دولة مستقرّة.
ماهو المطلوب من مصر رداً علي ماسبق ؟
الصمود، والتنمية، والقوى، والاتحاد، أن نقوى ونتطور ونحافظ على مصالحنا بوعى، فلكلّ مصالحه فى العالم الجديد الصعب، الذي لايعرف بالأخلاق ، فقط القوى وحدها تحكم، مهما عظمت التحديات فالمواجهة ممكنة بالوعي وتوحيد الجهود والاصطفاف الوطني.
هل وعينا الدرس بالعربية؟


















