شهامة ”مصري” تنقذ أمريكي من الموت
علاء سحلول المصريين بالخارجستظل "شهامة" المصريين تبهر العالم، وعادات وقيم أبنائها محل أنظار الجميع داخل مصر وخارجها، ويوم بعد يوم يثبت أبناء مصر في الخارج أنهم على قدر المسؤولية في رسم صورة ذهنية إيجابية عن مصر وشعبها، تلك الصورة ستظل عالقة في عقول ووجدان معظم من يتعاملون مع المصريين في الخارج.
"جدعنة" المصريين كانت محط إعجاب "ديكون رون " أمريكي ـ يبلغ من العمر 68 عامًا، والذي تعرض لحادث صعب ـ كاد يكلفه حياته ـ وذلك أثناء قيادته على الطريق متوجهًا إلى منزله لولا العناية الإلهية التي قادت إليه شجاعة وشهامة "قيس سرور" ليُكْتب لـ" رون" حياة جديدة.
"قيس سرور "مصري يبلغ من العمر 49 عامًا من أبناء محافظة القاهرة ويقيم في الولايات المتحدة الأمريكية ويعمل في مجال هندسة الاتصالات.
تعود الأحداث إلى مساء 29 من يناير حيث كان قيس يقود سيارته متجهًا إلى منزله في مدينة بيتسبرغ ـ بولاية بنسلفانيا وذلك بعد يوم شاق في العمل، وإذ به فجأة يسمع أصوات تصادم سيارات وتتوقف السيارات أمامه ويشاهد بعينيه انقلاب سيارة أكثر من مرة جراء حادث مروع.
اقرأ أيضاً
- ”الاستثمارات العامة السعودي” يستثمر فى صندوق يتبع ”إن.بي.كيه” كابيتال بارتنرز
- مجلس الشيوخ يبدأ إجراءات محاكمة ترامب بسبب أحداث الكابيتول
- وزير البترولة يستقبل وفد لجنة التعدين بغرفة التجارة الأمريكية
- وزير خارجية الأردن: مستعدون للانخراط مع الإدارة الأمريكية الجديدة لإيجاد حل للقضية الفلسطينية
- وزيرة الهجرة تشكر مؤسسة ”ملتقى شباب الخير” للمصريين بالكويت لدعمهم حي الأسمرات
- التموين: استهلاك المصريين للسلع زاد خلال كورونا 3 أضعاف
- وزير الثقافة الأسبق: الإدارة الأمريكية منشغلة بإيران
- شركة أمريكية تمنح موظفيها حوافز إذا تلقوا لقاح ”كورونا”
- الصينيون يهربون من الرقابة عبر تطبيق دردشة أمريكي
- «المصريين بالخارج» تنشر أسماء المصابين في حادث انقلاب سيارة بالبحيرة
- واشنطن تنفي تصدي بكين لمدمرة أمريكية
- وزير الخارجية الأمريكي للصين: سندافع عن حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية
يقول "قيس" عن هذا المشهد المؤلم :" لم أتردد لحظة في فتح باب سيارتي والنزول مهرولًا لمحاولة مساعدة الأشخاص العالقين بالسيارة، وحينما شاهدت الدخان يتصاعد من السيارة ـ لا أخفيكم ـ انتابني شعور بالقلق فحتى الذين أضحت شجاعتهم مضرب المثل، لا يمكنهم الإدعاء أن الخوف لم يتطرق إلى قلوبهم، ولكن تمالكت نفسي وعزمت على إنقاذ الشخص الذي رأيته بداخل السيارة.
يتابع "قيس" قائًلا : "كان هناك شخص آخر يحاول مساعدة المصاب ولكن من هول الحادث ـ لم أتذكر تفاصيل وجهه أوحتى ملامحه،لقد حاولت فتح باب السائق المصاب ولكن دون جدوى، وطلبت منه على الفور بالابتعاد قدر الإمكان عن النافذة حتى يتثنى لي كسر الزجاج ومحاولة إخراجه قبل فوات الآوان."
يستطرد قيس حديثه لصحيفة مصريين بالخارج قائلًا :" بعد كسر زجاج النافذة لم أتمكن من إخراج المصاب، وهنا اتجهت فورًا للجهة الأخرى من السيارة وفتحت بابها ـ وكان الدخان يغطي كل شيء ـ وقمت بسؤال الشخص المصاب عن حاله والذي جاوبني بأنه بخير وأن فقط ذراعه تؤلمه بشكل بسيط، وهنا استجمعت كل قواي وسط الدخان الكثيف في فك حزام الأمان حوله وإخراجه سريعًا بعيدًا عن السيارة التي ربما قد تنفجر في أي لحظة، وفي النهاية تمكنت من إخراجه بعيدًا عن السيارة."
بعد دقائق معدودة جاءت سيارات الشرطة والإسعاف والإطفاء ووحدة إنقاذ، لم أترك "رون" إلا بعد إيصاله لسيارة الإسعاف والذي طلب مني رقم هاتفي للتواصل فيما بعد.
وفي اليوم الثانى للحادث، قام "رون" بالاتصال بي وشكرني على مساعدته وعرض مبلغًا من المال تقديرًا لي، وهو الأمر الذي قابلته بالرفض، فأنا فعلت ذلك فقط من أجل الإنسانية وليس من أجل شيء آخر. لقد قابل رون هذا الأمر باندهاش وتعجب شديد، فتلك الموروثات والتقاليد التي تربينا عليها بمجتمعنا المصري ربما لاتوجد هنا في المجتمعات الغربية إلا نادرًا.
وقد أرسل "رون" رسالة شكر" لقيس" على بطولته وشجاعته لإنقاذ حياته مؤكدًا أن هذا الموقف يعد امتداد حي لأقوايل كثيرة سمعها عن شهامة المصريين ولكن تحول بفضل "قيس" إلى أفعال وهو يتحرى اللحظة المناسبة لرد الجميل إلى قيس، والتي تحولت علاقتهم ـ بعد ذلك ـ إلى صداقة مستدامة.