تمكين الشباب المصري سياسيآ بين الواقع والمأمول
بقلم : د محمد حجازي
مع بداية الألفية الثالثة طرحت ورقة عمل لتناول التحديات التى تواجه الدولة المصرية وقتئذ، حينها أعطى البعض أولوية للتحدى التكنولوجى والبعض الآخر أبدى تخوفه من تحرير التجارة الخارجية فى سياق سباق العولمة من منظورها الإقتصادى هذا فيما يتعلق بالشأن الخارجى.
ومن ناحية اخرى تصدرت قضايا الفقر والأمية والبطالة أجندة الشأن الداخلي، طرحنا فى ورقة العمل ضرورة وحتمية التنمية البشرية المتواصلة كإحدى عناصر قوة الدولة المادية إلى جوار القوة الإقتصادية والقوة العسكرية والقدرة السياسية على التفاوض...من خلال إدخال الشباب مبكرآ إلى دوائر ومؤسسات صنع القرار السياسي.
غنى عن البيان أن النظام السياسي هو مجموعة المؤسسات التشريعية والتنفيذية التي تتوزع بينها عملية صنع القرار السياسي..
ومن ثم فإن مطالبتنا بمشاركة الشباب فى صنع القرار السياسي تقتضى وجود قوى ومؤثر للشباب فى المؤسسة التشريعية صاحبة الاختصاص الأصيل فى وضع التشريعات والرقابة على أعمال الحكومة
( مجلس النواب ) ..ووجود آخر قوى ومؤثر فى المؤسسات التنفيذية التي تعمل إلى جوار رئيس الجمهورية بوصفه رئيسا للسلطة التنفيذية وهى
( الحكومة ووحدات الادارة المحلية ).
الشباب ومجلس النواب ( ٢٠٢٠ - ٢٠٢٥)
يمثل الشباب أعضاء مجلس النواب الحالي(٢٠١٥-٢٠٢٠) نسبة مقبولة ولكنها ليست المأمولة من إجمالى مقاعد المجلس والبالغ عددها ٥٩٦ عضوآ. غير أنها تعد أفضل نسبة مشاركة للشباب فى البرلمان المصري عبر التاريخ النيابى المصري.
ومن المنتظر - وفقآ للتعديلات الأخيرة فى بعض مواد دستو ٢٠١٤ - زيادة عدد مقاعد الشباب من الجنسين لتصل إلى ما يجاوز ثلث مقاعد مجلس النواب القادم(٢٠٢٠-٢٠٢٥) فيما يسمى ( الثلث المعطل ) الذي يحول دون تسلط وتغول وطغيان أغلبية الثلثين فى المجلس .
إن الوجود القوى والمؤثر للشباب فوق سن ٢٥ سنة فى مجلس النواب سيمكنهم من المشاركة فى وضع التشريعات وإقرار السياسة العامة للدولة وإقرار الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والإجتماعية وإقرار الموازنة العامة للدولة فضلآ عن الرقابة على أعمال الحكومة.
الشباب ووحدات الإدارة المحلية ( محافظون. ونواب محافظون )
تشكل وحدات الإدارة المحلية ( المحافظات والمراكز والمدن والاحياء والقرى ) الفرع الثالث من فروع السلطة التنفيذية إلى جوار ئيس الجمهورية والحكومة.
وفى إطار تبنى القيادة السياسية لإستراتيجية اللامركزية الإدارية كنهج جديد لإدارة الدولة المصرية تعاظمت أدوار المحافظون ورؤساء المراكز والمدن والأحياء والقري.
وقد شهدت خريطة المحليات فى مصر تغييرآ كبير خلال حركة النحافظين ونواب المحافظين خلال اليومين الآخيرين بتعيين عدد من المحافظين من الشباب بالإضافة إلى تعيين ٢٣ نوابآ لمحافظين دفعة واحدة فى تجربة فريدة نتمنى لها ولهم النجاح فيها وسط ترقب واهتمام كثيرين .
ختامآ نقول لشباب البرنامج الرئاسي وتنسيقية الأحزاب ومن تم اختيارهم من دولاب العمل التنفيذى كنواب لمحافظين ( لا نريدكم ديكورا للمشهد السياسي...بل نطالبكم باقتناص فرصة صعودكم مبكرآ إلى دوائر صنع القرار بأحداث تغيير قوى وفاعل ينعكس أثره الإيجابى على المواطن ...ونقول لكم إن نجاحكم سيقود إلى تمكين أفضل وقادم للأجيال الشابة المسقبلية )


















