في استراحة الجمعة محسن طاحون يكتب ”القرار”
القرار هوعملية عقلية يقوم بها المرء لاختيار طريقة القيام بفعل معين أوقول معين من بين عدّة خيارات ممكنة مع الأخذ بعين الاعتبار في أغلب الأحيان الأهداف المنشودة أوالطرق السليمة أوالاراء المناسبة لشخصية متخذ القرار التي تحدد ماذا يهدف من اتخاذ القرار.
وصلتني اتصالات عديدة من مغتربين تحولت حياتهم الى اللون الرمادي والبعض الى اللون الاسود ويعيشون في كُربة لا هم قادرون على الاستمرار هنا ولا هم قادرون على العودة الى ارض الوطن وطبعا تزداد الحالة تفاقماً يوماً بعد يوم ولا يجدون حلاً لمشاكلهم.
والسبب عدم تحليهم بالرشاد واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ولم يقرؤا معطيات واقعهم بشكل سليم فدبت المشاكل في حياتهم ..
البعض فقد عمله ولكنه لم يتخذ القرار الصحيح في العودة الى ارض الوطن بأسرته اوعلى الاقل اعادة الاسرة ولكن مكثوا جميعا هنا وطبعا هناك مصاريف ملحة لا يقابلها اي دخل ورغم ذلك لم يتخذوا القرار السليم ولم يفكروا في العواقب ومكثوا أملاً في الحصول على مصدر رزق آخر وعلى ذمة ذلك استدان البعض أملاً في أن يسدد عندما يحصل على عمل ..
وطالت الفترة والديون تتراكم من جراء المصاريف المعيشية اوالرسوم النظامية التي لابد وان تسدد وأصبحوا في مشكلة لا حل لها.
وللعلم والتوضيح فإن القنصلية جهة حكومية لا يوجد ضمن مخصصاتها المالية المرصودة لها من مصـر اي بند يسمح لها بمساندة الحالات الانسانية أوالمرضية أوالكُرب المالية التي قد يتعرض لها رعاياها هنا ..
وايضا وزارة الهجرة والمصريين بالخارج ليس لديه نفس الشيء .. ولم توفر حلاً لمثل هذه الحالات .. وحسب علمي هناك مبلغ يقدر ببضع ملايين من الريالات مجمدة بالبنك العربي بالرياض كإرث من صندوق رعاية المصريين الذي تجمد نشاطه منذ عام ٢٠١٣ يلزم تحرك الخارحية والهجرة لفك هذا المبلغ والاستفادة منه في تصفية كل الحالات العلقة هنا ..
وهنا يكون المغترب لحاله ومع نفسه .. لا قريب ولا سند له في غربته ، وعليه أن يتحلى بالرشاد وان يكون لديه القدرة على إتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب حسب مجريات الامور معه تجنباً للوقوع في براثن مشاكل يعجز عن حلها وتتحول حياته الى جحيم لا ينتهي وقد يتعرض للحبس في نهاية الأمر من جراء ما عليه من ديون للغير أوقد يتصرف تصرفات تضعه تحت طائلة القانون ..
ولا يخفى على أحد وحسب تقارير الهيئة العامة للاحصاء أنه بسبب جائحة كورونا ارتفع معدل البطالة وارتفع مؤشر أسعار المستهلك والاطلاع على تفاصيل اكثر افتح الرابط التالي : https://www.stats.gov.sa/sites/default/files/CPI%20%20Jan%202021%20AR_0.pdf
وهنا علينا أن نكون قارئين جيدين للمعطيات التي نعيش في ظلها وأن نسارع باتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب حتى لا تدخل حياتنا في المود الرمادي اوالاسود ونعرض انفسنا وأسرنا لمواقف صعبة لا حل لها ..
ومن المعروف انه توجد هنا قوانين صارمة فيما يختص بالتبرعات الشخصية تحت اي مسمى من المسميات وعليه لن يكون في مقدور اي شخصى تقديم اي نوع من المساعدة للحالات التي لديهم كُرب مالية إلا من خلال المحيطين بالحالة وفي نطاق ضيق وشخصي ولأمد محدود كالاصدقاء أوالمعارف فالكل عنده ما يكفيه من التزامات.
لذا علينا أن ننتبه ونقرأ معطيات أمور حياتنا بشكل سليم وألا نتراخى في إتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ..
فمثلاً من فقد عمله عليه أن يتخذ قرار باعادة اسرته الى الوطن تجنبا للرسوم الحكومية الالزامية وتخفيضا لنفقات المعيشة الضرورية من تعليم وعلاج ومعيشة وايجار لشقة عائلية في ظل عدم وجود دخل.
واذا اراد البقاء هنا أملاً في الحصول على مورد رزق آخر فليكون البقاء لفترة معلومة ومحددة وحسب ما يتوافر معه من مال يعينه على تكاليف البقاء دون الاعتماد على أحد أوالاقتراض من أحد .. وخلال الفترة المحددة لسريان تأشيرة الخروج النهائي فهولا يضمن تصرف جهة العمل التي منحته هذه التأشيرة بعد انتهاء صلاحيتها وعدم تنفيذها من جانبه.
ونأمل أن يكون هناك توجه وحِراك منجز من القنصليات المصرية هنا بالسعودية لانهم المسئولين عن شئون الرعايا وبالشكل الذي يحفظ سمعة وكرامة مصر والمصريين حتى لوكان هناك إهمال أوخطأ من جانبهم أوسوء تفكير كأفراد .
إذ يتعين عليهم التحرك مثلا من خلال رابط اليكتروني لمستند جوجل لحصر العالقين هنا من ويرغبون في المغادرة النهائية ولكن يمنعهم من ذلك تورطهم في ديون سواء شخصية (يرفع بها بيان لوزارة الهجرة اورئاسة الجمهورية عن طريق وزارة الخارجية ) اورسوم نظامية (يرفع بها طلب إعفاء إلى الديوان الملكي ) علىَّ يتم استيفاء المستندات اللازمة من كل متقدم ويتم تسفيرهم ما لم يكن عليهم أي أمور أخرى قضائية أوغيرها تجمد خروجهم .
علينا جميعا مغتربين ومسئولين التفكير خارج الصندوق لايجاد حلول جذرية لهذه المشاكل التي دخلت دائرة مفرغة وباتت تتفاقم دون حل وتعثرت حياة البعض ويعيشون عيشة ضنكا.
(رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) الكهف- ١٠
