×
15 شوال 1445
23 أبريل 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

في العلم الزائف

المصريين بالخارج

يظل العلم هو الطريق الوحيد الذي يأخذ بيد الإنسان من نقطة إلى نقطة تالية، ومن مكان إلى المكان الذي يليه، في تصاعد مستمر، بهدف الارتقاء بحياة الإنسان، والتخفيف من التعب والنّصَب الذي يلقاه الإنسان خلال رحلة حياته، فبالعلم استطاع، ويستطيع، الإنسان أن يكتشف أسرار الكون من ناحية، وأسرار الطبيعة من ناحية أخرى، وأسرار الإنسان من ناحية ثالثة، وأسرار المخلوقات الأخرى من ناحية رابعة، ومن ثم يستطيع اكتشاف واختراع ما يخفف عنه الإرهاق الجسدي في العمل، كما نرى ذلك في الآلات التي اخترعها الإنسان والتي كان اختراعها نتيجة لاكتشاف القوانين الطبيعية والعلمية والتي على أساسها تمت صنع تلك الآلات، التي لو أخذنا منها الطائرات أو السفن العملاقة مثالا، لأدركنا كم المعاناة التي أزيحت عن كاهل الإنسان في السفر والتنقل ونقل البضائع بكميات هائلة، والتي أصبحت تتم خلال ساعات أو أيام دون عناء كبير، وإذا انتقلنا لعلم البيولوجي، كمثال آخر، وأخذنا اكتشاف الجينوم البشري مثالا ودوره في الوصول إلى علاج الأمراض هذا العلاج الذي تطور تطورا مذهلا نتيجة للتقدم العلمي لأدركنا فضل العلم على البشرية، هذا العلم الذي لا يقبل أي شيء ينظم في منظومته إلا قبل التجربة التي يُخضعها لشروط العلم الصارمة، ومن ثم لا يقبل أن يدخله أي نوع من الأساطير أو الخرافات، ولا الخزعبلات.

في محاضراته الهامة يتناول الباحث المتخصص في علم الأديان الدكتور خزعل الماجدي العراقي المقيم بهولندا نشأة الأسطورة وتطورها بعرض شائق ابتداء مما قبل التاريخ وحتى عصرنا المعاصر: كيف نشأت وكيف تطورت وكيف تسربت من الأديان القديمة وتسللت إلى الأديان الشمولية، ثم كيف تحولت من كونها حكاية عن إله في ربيع الأسطورة إلى تجليات أخرى حتى وصولها إلى الفضاء الافتراضي في عصر الإنترنت.
وتظل الأسطورة كما يؤكد الدكتور خزعل المالكي متغلغلة في النفس البشرية التي هي في حاجة إلى تلبية تطلعاتها فتلجأ لأساليب مختلفة تحفظ لها التوازن النفسي محققة طموحاتها التي لا تعرف حدودا، ولو عن طريق إضفاء على العالم ما ليس به، ليس فقط من خلال خلق الأساطير بل حتى بتوظيف كاذب للعلم.

على مر التاريخ دائما ظهر بجوار كل علم حقيقي علمٌ آخر مزيف، يلاقي انتشارا واسعا يفوق العلوم الحقيقية، ويجد آذانا مصغية، لأنه يدغدغ مشاعر العوام، لأنه يخاطب فيه رغبات دفينة، في ذات الوقت الذي يقدم لهم "حقائق مزيفة" لا تقبل الشك، عكس العلم الحقيقي الذي يميزه أول ما يميزه الشكُّ في كل شيء، ذلك الشك الذي هو للعالم الحقيقي صنو اليقين، فلا يقبل شيئا باعتباره مُسلّم به، ولا يقدم منتجا باعتباره لا يدخله الشك من فوقه ولا بين يديه، عكس العلوم المزيفة التي تزعم كل ذلك.

وتعريف العلم الحقيقي: أنه النظريات والحقائق العلمية القائمة على الاختبار، والتدقيق، والتي تحظى بإجماع علمي، وبالنجاح المستمر من خلال فحص مصداقياتها الدائمة، وهي العلوم التي بنت حضارتنا الحالية ونتج عنها هذا الكم الهائل من التقنيات والتكنولوجيا التي ينعم بها إنسان هذا اليوم.

أما العلم الزائف فهو المعتقدات " ليست نظريات بل أيدلوجيا" والأفكار والممارسات التي يُدَّعَى بأنها علمية وحقيقية معا، دون أن تكون متوافقة مع المنهجية العلمية، يتألف هذا العلم من حقائق مزعومة فقط، يربطها سوء الفهم، وتتنكر على هيئة مبادئ، وما يميز هذا العلم المزيف أن ادعاءاته، تمتاز بالتناقض، أو المبالغة، أو التهرب من النقد، وعدم قابليتها للدحض، حين يعتمد المدعي على الانحياز التأكيدي العميق لأفكاره وذاته الموهومة، وينطبق هذا على مؤيدي العلم الزائف، والعلماء المزيفين، مثل عدم انفتاحه وتقبله لتقييم الخبراء الآخرين، وغياب الممارسات المنطقية في تقييم نظرياتهم المزعومة، وهذا العلم لا يلتزم على الإطلاق بالمعايير العلمية المقبولة، كمنهج البحث العلمي، وقابلية نقد الافتراضات، ومبادئ ميرتون الأربعة، التي هي بالمناسبة غير متفق عليها بين العلماء، ولكنها تحظى بقبول معقول. وهي التي ينتج عنها الحد الفاصل بين العلم الحقيقي والعلم المزيف.

ومبادئ ميرتون، ١٩٤٢، الأربعة، والتي أضيف لها بعض التفريعات، التي تؤسس للعلم الحقيقي، هي على الشكل التالي:

أولا الأصالة، بمعنى أنه لكي يصبح العلم الذي يقدم حقيقيا، فلابد أن يقدم العالِم علما جديدا.

ثانيا: عدم انحياز الباحث أو العالم، في العلوم الإنسانية أو التطبيقية، إلى نتيجة مسبقة في ذهنه، ويترك التجربة والاختبار يقودان إلى النتيجة، دون أن يكون هناك أيٍّ من الدوافع الشخصية، ولا الأيدلوجية، فلا يجوز مطلقا للعالم أن ينحاز، بل لابد أن يتمتع بالحياد المطلق.

ثالثا: العمومية فلا يكون الحصول على المعلومات متفاوتة، فلابد أن تكون النظرية أو المعلومة التي يقدمها العالِم للجميع، فلا يجوز أن يختص بتلك النظرية جماعة معينة ولا فئة معينة ولا طبقة بعينها ولا دين بذاته أو غير ذلك من تقسيمات، فإتاحته تكون للجميع، وأن ينشر على المجتمع المشارك به، بل لابد أن يبدي المجتمع رأيه فيه، وإن كان هذا الرأي غير ملزم إلا إذا صدر عن علماء في نفس التخصص.

رابعا: الشكوكية، فلكي يكون العلم حقيقيا غير مزيف، فلابد أن يقبل الشك، فالعلم، عكس الدين، أي دين، الذي هو مطلق ولا يقبل الشك في أي شيء، لأنه يقدم الحقيقة المطلقة، وانتهى الأمر، أما العلم فيقبل دائما الشك، لأن هدفه الوحيد وغايته السامية هي كشف الحقيقة، فليس هناك في العلم إيمان تام مطلق.

وكما قلنا سابقا فإن لكل علم هناك فضاء مجاور له ينشأ فيه العلم الزائف، فعلى سبيل المثال وجدنا بجوار علم الفلك التنجيم، الذي يستهوي العوام، عكس علم الفلك، الذي لكي يتعرف عليه المرء فلابد من معرفة النظريات الفلكية، والمباحث العلمية الدقيقة فيه، وهو ما يعزف عنه الغالبية العظمى من الناس لصعوبته، كما وجدنا بجانب علم الكيمياء الحقيقي علم "الخيمياء" المزيف، والذي من المناسبة قد وقع في شَرَكِه واستهواه لفترة طويلة من عمره أكبرُ عقلية بشرية في التاريخ، بحسب العالم المعاصر نيل ديغراس تايسون ‏ العالم الأمريكي المختص بالفيزياء الفلكية الذي سُئل في أحد البرامج التليفزيونية عن أهم عقلية في التاريخ البشري، فجاءت إجابته دون تردد، إنه إسحق نيوتن، ولمن لا يعرف الخيمياء "العلم الزائف" فإنها نشأت في مصر الرومانية في القرون الأولى. وانتشرت في أوروبا وأفريقيا وآسيا، وكان هدفها هو تنقية وإنضاج بعض المواد والوصول بها إلى الكمال. كانت الأهداف المشتركة تشمل "علم الكريسوبويا"، وهو تحويل "الفلزات الوضيعة" (مثل الرصاص) إلى " فلزات نبيلة " (وخاصة الذهب)؛ والسعي لابتكار إكسير الحياة، والذي هو حجر الفلاسفة، في محاولات الإنسان المستميتة للخلود.

إن هناك من يقوم على هذه العلوم المزيفة، بل هناك جامعات تعمل على مثل هذه العلوم، وهناك بكل تأكيد أهداف تقبع خلف الرعاية التي تلقاها مثل هذه العلوم التي هي مضرة كل الضرر، والتي تخلو من كل فائدة، اللهم إلا ذلك التوازن النفسي الذي يحتاجه الإنسان في بعض الحالات.

استطلاع الرأي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 29.526429.6194
يورو​ 31.782231.8942
جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
100 ين يابانى​ 22.603122.6760
ريال سعودى​ 7.85977.8865
دينار كويتى​ 96.532596.9318
درهم اماراتى​ 8.03858.0645
اليوان الصينى​ 4.37344.3887

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 06:22 مـ
15 شوال 1445 هـ 23 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:47
الشروق 05:20
الظهر 11:53
العصر 15:29
المغرب 18:27
العشاء 19:50