×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

حسن الظن بالله

المصريين بالخارج

في خضم التغيرات الكبيرة التي حدثت في حياتنا خلال الفترة الماضية و مستمرة حتى الان ليس أمامنا إلا حسن الظن بالله و العودة إليه فهو الحنان المنان بديع السموات و الارض ذو الجلال و الإكرام و الحي القيوم و هو من بيده ملكوت كل شيء وهو وحده القادر على كل شيء و هو الذي اذا اراد ان يقول للشيء كن فيكون .. انعلم كل هذا و نأن و نشتكي .. الطريق واضح و بسيط ..

و الله يقول: أنا عند ظن عبدي بي،و قال رسول الله صل الله عليه و سلم :(لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى ) حديث صحيح، رواه مسلم.

علينا أن نعرف أن أن ربنا جواد، وأنه كريم، وأنه غفور رحيم سبحانه، وأنه يتوب على عباده إذا تابوا إليه، وأن فضله عظيم، و علينا أن نحسن الظن بربنا، مع الجد في العمل الصالح مع التوبة فهذا هو الطريق لتحقيق الفرج و الخير و اليسر في حياتنا .

أما إحسان الظن بالله مع الإقدام على المعاصي و لها أشكال كثيرة ، والإصرار عليها؛ فهذا غرور لا يجوز، و لا يحقق الفرج و حسن الظن بالله يتطلب اليقين الكامل بأن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء و أن ما قد يصيبنا من ضيق و كرب سيزول بفضل الله ان ما أصابنا ما هو إلا إختبار من الله .

و علينا أن ندرك بأن كافة خزائن السماوات والأرض هي بيد الله عز وجل، وهو المتصرف الوحيد بها كما أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يمنح عباده كل شيء و أن البشر ما هم إلا أسباب.

علينا أن نؤمن بأن الله عز وجل لا يمنع شيء عن عباده سواء كان رزق أو خير و هو وحده الذي يعلم الخير و أن كل شيء عنده بمقدار.

إن حسن الظن بالله يكون من خلال الصبر على البلاء، حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام ” عجباً لأمرِ المؤمنِ إن أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ؛ إن أصابته سراءُ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيرًا له”.و قال تعالى ” الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ “ ٦ - الفتح.

فمن يسئْنا الظن بالله ولا يتيْقَنا في قدرته فإنهم سوف يُعاقبون يوم القيامة، لأن هذا يدل على عدم إيمانهم الكامل بأن الله هو القادر والرازق الذي بيده كل شيء.

لذا علينا أن نتوكل على الله و نسلم أمورنا لله سبحانه وتعالى و نجتهد في تحقيق أسباب العفو من الصدقة، والرحمة للفقراء، وكثرة الاستغفار .. التوبة، والندم، والإقلاع عن المعاصي .. و كثرة الأعمال الصالحات هنا فقط سوف يتبدل ما بنا من ضيق و كرب الى ما نصبو إليه من الفرج و الاستقرار.

أننا مطالبين بحسن الظن في الله في التوكل والسعي على الرزق فعلينا بالسعي والاجتهاد أما التوفيق والرزق فهو موكول إلى الله الرزاق الوهاب و على قدر ظنك تأتي المنح.

هناك مقولة لابن القيم رحمه الله تقول أن حكمة الله تعالى في المنع دائما رحمه.

تخيل أن الله يمنع عنا شيئا لأنه يريد بنا الخير وأن هذا الشئ الذي منعه الله عنا هو في ظاهره شر لنا .. وندعو الله بالليل والنهار أن ييسر الله لنا هذا الأمر نلح في الدعاء ولكن الله يمنعه عنا فنتضايق و نظن بربنا الظنون.

و لكن مع مرور الأيام والسنين نكتشف أن الله عز وجل قد رحمنا و أكرمنا حينما منع عنا هذا الأمر الذي كنا ندعو الله عزو وجل به فلو منحنا إياه لكنا ذقنا الشقاء والبلاء ألوان ولكنه ربنا الرحيم ألا يستحق أن نحسن ظننا به.

حسن الظن بالله يعتبر من أصعب الأمور على النفس وذلك لأن النفس تميل إلى الهلع والطمع و استعجال الامور و الله وحده هو الذي يعلم الخير و قد جاء في محكم آيات القرآن الكريم قوله تعالى :

قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)- الأعراف.

في اوقات الاضطراب و الفتن يتعرض الانسان لابتلاءات من الله .. تكون بمثابة اختباره له مو الله .. و يفلح من يحافظ على يقنه لأن من أسوء الامور في هذه الاوقات هو سوء الظن بالله ..

فالبعض عندما تضيق عليه الامور و تحوم حوله الكُرب .. يدب اليأس في نفسه و يشعر أن الحياة تنهار من حوله و أنه دخل في نفق مظلم و أن كل حاجة راحت .. والاجدى له ان يعود الى الله و يحقق اسباب العفو حتى تنفرج اموره عندما يقبل الله توبته. و اعماله الصالحة و استغفاره .. و يفرح كربه.

اللهم قوي ايماننا و اجعلنا من المتقاربين إليك و المتوكلين عليك و دبر أمورنا فنحن لا نحسن التدبير و اكتب لنا الخير كله فأنت وحدك من تعلم ما فيه الخير لنا و ثبتنا على تقواك .

و في الختام اذكركم بقوله تعالي : وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) - الطور سبحان الله و بحمد .. سبحان الله العظيم.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 08:46 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17