العلم في الإسلام
كتب : التميمي الحبال
لقد رفع الإسلام قدر العلم إلى أعلى الدرجات وأعظم المراتب ، بل وجعله من أولويات المسلم ،كيف لايكون ذلك ؟ وأول كلمة نزلت عليه ( اقرأ ) أي تعلم .
فلقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة عن فضل العلم والحرص عليه منها: "من سلك طريقآ يلتمس فيه علمآ سهل الله له طريقآ إلى الجنة" .
وقوله : "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" وقوله : "فضل العلم خير من فضل العبادة "
ذكر الرسول الكريم ذلك مستمدآ من نبراس الحياة وقانونها الخالد القرآن الكريم وعلومه..
قال تعالى:"قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"وقوله تعالى:"إنما يخشى الله من عباده العلماء"وقوله تعالى:"وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً".
هذه الآيات القرآنية العظيمة وأحاديث الرسول الكريم ؛ دفعت بالباحث الفرنسي (كازانوفا )وهو أحد أساتذة (الكوليج دى فرانس ) للوقوف أمامها والتأمل والبحث العلمي فيها إلى قوله:كيف يقول أحد أصحاب أعظم الرسالات مثل هذا الكلمات الغانيات؟ ثم عبر بقوله : (يعتقد الكثيرون منا أن المسلمين لا يستطيعون تمثيل آرائنا وهضم أفكارنا ، يعتقدون ذلك وينسون أن نبى الإسلام هو القائل بأن "فضل العلم خير من فضل العبادة".
فأي عالم كانت لديه الجرأة على قول مثل هذه الكلمات ؟! بل أي كتاب سبقه دعا إلى ذلك؟! نعم لقد دعا الرسول إلى العلم والمعرفة والتعلم والبحث في قوله (اطلبوا العلم ولو في الصين).
لقد نهض الرسول عليه الصلاة والسلام بين قومه يدعوهم إلى العلم الذي هو فى الحقيقة الحضارة والمدينة ، بث فيهما آثار نشاطهم للعلم والبحث عنه، وإذا بالإسلام ينهض بالعقول من وهدة الخمول، وإذا بالأمة العربية مالبست أن جمعت القرآن الكريم في كتاب واحد .
ودونوا الحديث الشريف وعلومه عن الرسول وأهل بيته الطاهرين وكتبوا في تفسير القرآن وحققوا النظر في أصول الدين والفقه ، وحرروا وجوه استنباط الأحكام العلمية ووضعوا إزاءها العلوم النظرية والعربية من النحو والصرف والبلاغة والبيان وفقه اللغة ، درسوا العلوم المعربة عن اليونانية وغيرها.
حتى أصبحت عواصم البلاد الإسلامية ولا سيما القاهرة وبغداد وقرطبة ودمشق وتونس مناهل العلوم الإسلامية والكونية والأدبية، ومن هذه المناهل استحدثت الأمم الأوربية معارفها وفنونها، وقد اعترف بهذا بعض علماء أوروبا المنصفين للإسلام.
هكذا كان الإسلام وما زال وسيظل بفضل الله منبعآ للعلم ومصدرآ للعلوم النافعة للبشرية ، فهل حرصنا على تلقي العلم النافع ونشجع أبناءنا على تلقيه.
"يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"
