سالم هاشم يكتب | السيسي والسياسة والدين الجديد
بقلم : سالم هاشم
يبدو العنوان ساخرآ للوهلة الأولى ، ولكن الحقيقة تحكي ديناً جديدً ، نعم الدين الجديد ولا أقصد في المصطلح حقيقته ولكن مجازاً وكناية ومقصداً ونكاية بل وتنكيلاً ، هي الحقيقة لمذهب السيسي ومسلكه بل وبغيته ومأربه ، قبلة تسبقها ساحة لاتحاط بمحراب وأروقة مزركشة بنقوش إسلامية، بل هى ساحة متسعة الأفق لايحدها من أعلى سوى القمر طيبة كان أيضا ضمن طقوس الدين بجانب سرب الطيور الزائرة سماء ليبيا.
لم نعهد منذ الزمن البعيد هذه الطقوس التي تقام كفرائض لها سنن تسبقها للتمهيد ونوافل للتأكيد.
السيسي شيخ كما يجب، يحفظ النص ويجوده إذا تحدث ، يتقنه إذا أقبل علي الفعل ، ولم لا وهو الرجل المخابراتي من الطراز الحربي، فقد نجح في اختراق أرض الملعب وهى رمال متحركة صنعت خصيصاً له، فكانت البيادة عجلة من عجلات جنزيرية تزحف فتلوك الرمال أسفلها في إقبال عظيم.
نعم " فلقد خرج الرئيس المصرى على المذاهب الحربية كلها ، وعمد إلي مذهب جديد استطاع به المرور من عنق الزجاجة ، مخلفاً وراءه المنافقين وتجار الدين ، وشيوخ السلطان ، خارجاً إلى عالم أسود مظلم ، مجهول ، تنتظره عقارب وثعابين وفوهات مظلمة تبتلعه فيقع بمن معه إلي سابع أراضين فلايخرج منها أبداً.
لكن بقدرة قادر تشرأب أذنيه ، وتحمر عينيه، ويحكم قبضته، وفي ثبات وعزم يخطو إلى الأمام بسياسة جديدة ، يتحد مع شعبه في أحلك ظروفه ، يتعاهد معهم على التحمل فيعاهدونه ، ينذرهم بضيق لبعض الوقت فيرحبون ، ينطلق فيدعمون .
عاش الشعب المصرى كعادته في المحن تجد الرجال، خرج السيسي إلي هناك حيث الساحات الحربية وفوهات الشر محملاً بأفكاره وسياساته ونقوده، عزم علي خوض معركته الشرسة والتي تمثل ( لعبة الموت).
اشترى من اشتراه ، وساوم من ساومه، ولمن تمرد اشترى له بالنقود السلاح ليمارس طقوس دينه الجديد أقصد (سياسته الجديدة كأول ناسك لها في الشرق الأوسط) لتحتل بها مصر مرتبة المشايخ فيقف لها هناك معظماً "مجلس الشيوخ"
والشاهد البقاء برجال البحر وطيور السماء وضحكات السيسي وبكاء قردوغان.


















