دُكْتُور مُحَمَّد حِجازِي يَكْتُب : مِصْر . . . وحتمية امْتِلَاك عَنَاصِر قُوَّة الدَّوْلَة
كَتَب : د . مُحَمَّد حِجازِي
فِي عَالِمٌ الْيَوْم تُحَاوِل كُلّ دَوْلَة أَنْ تَسْلُكَ طَرِيقًا تَلْتَمِس فِيهِ إحْدَى عَنَاصِر الْقُوَّة فِى ظِلّ مجريات إحْدَاث إِقْلِيمِيَّة ودولية سَرِيعَة الْوَتِيرَه مِنْ أَجْلِ تَحْقِيق الْمَصْلَحَة القَوْمِيَّة لِلدَّوْلَة وتوفير أَسْبَاب الْأَمْن القومى .
لِذَا اِرْتبَطْت قُوَّة الدَّوْلَة بِالْأَمْن القَوْمِيّ وَالْمَصْلَحَة القَوْمِيَّة . . وَبَات يَنْظُرُ إلَى العَنَاصِر الثَّلَاثِ عَلَى أَنَّهَا عُنْصُرٌ وَاحِد .
عَنَاصِر قُوَّة الدَّوْلَة :
يُمْكِن تَقْسِيم عَنَاصِر قُوَّة الدَّوْلَةِ إِلَى مَجْمُوعَتَيْن هُمَا:
الْأُولَى : العَنَاصِر الْمَادِّيَّة لِقُوَّة الدَّوْلَة
وَهَى تَشْتَمِلُ عَلَى :
١- الْقُوَّة الإقْتِصَادِيَّة.
٢- الْقُوَّة العَسْكَرِيَّة المتطورة.
٣- الْقُوَّة النَّاعِمَة.
٤- الْقُدْرَة السِّيَاسِيَّة عَلَى التَّفَاوُضِ.
٥- التَّنْمِيَة الْبَشَرِيَّة الْمُسْتَدَامَة .
الثَّانِيَة : العَنَاصِر الْمَعْنَوِيَّة لِقُوَّة الدَّوْلَة
وَهَى تَشْتَمِلُ عَلَى :
١- الْإِرَادَة السِّيَاسِيَّة.
٢- التَّخْطِيط الإستراتيجى .
نَسْتَطِيع الْقَوْلِ بِأَنَّ امْتِلَاك كُلّ عَنَاصِر قُوَّة الدَّوْلَة سَالِفَة الذَّكَر سيقود حتمًا إلَى تَأْكِيدِ الْمَصْلَحَة القَوْمِيَّة وَتَحْقِيق الْأَمْن القومى لِلدَّوْلَة .
إنَّ مِصْرَ مُنْذ اِنْدِلاع ثَوْرَة ٣٠ يُونِيَه وَمَع تَوَلِّي الرَّئِيس السيسي رِئَاسَة الدَّوْلَة الْمِصْرِيَّة سَلَكْت عِدَّة مَسَالِك بُغْيَة امْتِلَاك مُعْظَم عَنَاصِر قُوَّة الدَّوْلَة إيمانًا مِن القِيادَة السِّيَاسِيَّة بحتمية السَّيْر فِى هَذَا المسار مِنْ أَجْلِ اِسْتِعادَة مِصْر لِدَوْرِهَا الأقليمى وَسَط تحديات وَتَهْدِيدَات إِقْلِيمِيَّة تَمَسّ مُبَاشَرَة الْأَمْن القَوْمِيّ الْمِصْرِىّ . . . وإيمانًا مِن القِيادَة السِّيَاسِيَّة بِأَن مِصْر ذاث ثَقُل سِيَاسِيّ وَعَسْكَرِيّ يؤهلها لِلَّعِب دُور إقليمى قُوَى وَفَاعِل استنادًا إلَى أَنْ مِصْرَ هِى الْقَلْب النابض لِلْأُمَّة الْعَرَبِيَّة والإسلامية.
إنَّ مِصْرَ مُنْذُ ذَلِكَ التَّارِيخِ وَهَى تَخُوض مَعْرَكَة الْبِنَاء وَالتَّنْمِيَة تَصْطَدِم بِمُحَاوَلات جَادَّة مِنْ قِبَلِ دُوَلٌ وكيانات تستهدف عَرْقَلَه هَذَا المسار بِإِشْكَال جَدِيدَة ومتنوعة تَجْمَعُ بَيْنَ الْقُوَّة الصُّلْبَة وَالْقُوَّة النَّاعِمَة معًا .
إنَّ مِصْرَ تَخُوض أيضًا بالتزامن مَع مَعْرَكَة الْبِنَاء مَعْرَكَة أُخْرَى شرسة ضِدّ الْإِرْهَاب وَبِمَعْنَى أَدَقّ ضِدّ الْمُنْتَخَب الْعَالَمِيّ للإرهابين بِالنِّيَابَةِ عَنْ جَمِيعِ دُوَلٌ الْعَالِم .
لاريب أَنَّهُم ( أَذِي ) وَلَكِن الْمُؤَكَّد أَنَّه سَيَتِمّ إماطته عَنْ الطَّرِيقِ ، وَهَيْهَات هَيْهَات أَن يعرقل( الْمَسِير ) أَوْ يَجُرَّ بأغلاله أَقْدَام مِصْر إلَيّ حَيْثُ لَا تُرِيدُ .
مِنْ هُنَا تَأَتَّى حَتْمِيَّةٌ امْتِلَاك مِصْر سريعًا لِمُعْظَم عَنَاصِر الْقُوَّة وبشكل مُتَوازِن يَنْطَلِق مِنْ مُجْتَمَعِ مَسَانِد لِلدَّوْلَة الْمِصْرِيَّة يُؤْمِن بِأَن هَدَف بِنَاء الدَّوْلَة هُوَ الْأَهَمُّ . . وَيَسْبِق دُور الْمُجْتَمَع المساند ؛ مُسانَدَة قَوِيَّةٌ مِن مُؤَسَّسات الدَّوْلَة التَّشْريعِيَّة والتنفيذية وَالْقَضَائِيَّة لدعم الْمَصْلَحَة القَوْمِيَّة لِلدَّوْلَة .
إن تَحْقِيق الْأَمْن القومى بِمَفْهُومِه الشَّامِل يُقْتَضَى :
١- تَوْسِيع نِطَاق الْمُشَارَكَة السِّيَاسِيَّة .
٢- مُحَارَبَة الْفَقْر.
٣- تَحْقِيق التَّنْمِيَةُ الاقْتِصَادِيَةُ والاجْتِماعِيَّة الشَّامِلَة .
٤- ضَمَان عَدَمِ الْوُصُولِ إلَى إِشْكالِيَّة انْسِدَاد الْأُفُق السِّياسِيّ .
إنَّ مِصْرَ تَمْر الْآن بمرحلة نَرَاهَا الأخطر عَبَّر تَارِيخِ مِصْرَ الطَّوِيل وَذَلِك لِفَرْط ماتواجهه مِصْرَ مِنْ تحديات دَاخِلِيَّة وإقليمية ودولية . . الْأَمْرُ الَّذِي يُقْتَضَى تَوْحِيد كَافَّة الجُهُود مِنْ أَجْلِ تَحْقِيق الْمَصْلَحَة القَوْمِيَّة لِلدَّوْلَة الْمِصْرِيَّة .
مِصْر . . . . مِصْر :
مِصْر هِيَ مِصْرُ تَظَل ذَات ثَقُل سِيَاسِيّ وَعَسْكَرِيّ واقتصادي فِي مُحِيطُهَا العَرَبِيِّ والإِسْلامِيِّ . . . وَهِي الْوِجْهَة الَّتِي يَوْمِهَا صُنَّاع الْقَرَارِ فِي الْعَالَمِ للاستشارة وَإِبْدَاء الرَّأْي . . فَفِي مِصْر مَفَاتِيح كُلّ قَضَايَا الشَّرْقِ الأوْسطِ .
وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ الظُّرُوفِ الِاسْتِثْنَائِيَّة الَّتِي تَمُرُّ بِهَا مِصْر حالياً وَهِيَ مِنْ صَنَعَ الْأَعْدَاء بِلَا شَكٍّ حسداً وحقداً ، فَإِنَّنَا واثقونً مِنْ أَنَّهَا ستتجاوزها بِعَزِيمَة الرِّجَالِ الَّذِينَ يَفِدُون مِصْر بالغالي وَالنَّفِيس ، يجودون بِأَرْوَاحِهِم لِتَبْقَى شَامِخَة عَزِيزَةٌ قَوِيَّةٌ.


















