الإختلاف لا يعني الخلاف .
رئيس جالية - مندوب رعاية جالية - مسميات وإن كَثُرت لا محل لها من الإعراب سوى بالميدان العام بعيدا عن المنظرة .
. وجهة نظر بقلم المستشار محمد علوان - المملكة العربية السعودية
تناقضات بين الأشخاص تجعل قلمي يقف حائرا بين هذا وذاك ، ترى أشخاصًا يجمعهم الكلام ويفرقهم الكلام، وترى أشخاصًا تتناقض شخصياتهم في مواقف عديدة فتتعجب لأمرهم وتقف في دوامة لا بداية ولا نهاية لها.
تحاول الوصول لأمرها ولكن يأتي من حولك بموقف يجعلك تعود إلى بداية التناقض وعدم الفهم لطبيعة الحال السائد بينهم بين ذاك وهؤلاء.
تجد الجدال السائد في طبيعة حالهم ولكن لا يقرون به فهم يعتقدون أو يمثلون دور التراضي فيما بينهم وكلاً يبحث عن الزعامة، فتجدهم في بداية الأمر سعداء لا تناقض بينهم وفي غضون ساعات يشتعل التناقض والنفور بينهم وكلًا منهم يسرد أخطاء الطرف الآخر دون تفكير بالعواقب القادمة.
وأشخاص تناقضهم عجيب!! ؛ فهم لا يعترفون به أمام الآخرين خوفًا من الكلام الزائد، فهم جماعات بينهم خلافات فيما بينهم مقرين بها ولكن ينكرونها أمام جماعات أخرى ويظهرون العكس تمامًا.
وأشخاص تجد كلاً منهم يقول أنا على صواب ولا يقر بغير ذلك، فتجد التفاهم ليس بسهل معه إما أن ترضى بما يقوله وإما أنت غير منصف له، متناسيًا أنه ليس من الضرورة عندما تكون على صواب أن يكون الشخص الآخر على خطأ فربما أنتما الاثنين على صواب، فاحترام الاختلاف يقلل الخلاف قبل الإثارة له.
في هذا الزمان تغير كل شيء حتى الشخصيات تغيرت وتبدلت حتى أصبح لكل شخص حالات يتبدل بها من حين لآخر، هناك لعبة تبادل الأقنعة وتحريف الكلام على طبيعه الحال، فتجده معك بقناع وصياغة كلام تجعلك مصدق له دون التفكير بأن ما هو أمامك غير ما هو خلفك، فحين تستدير وتذهب يتغير قناعه ضدك فتصتدم بأن صياغة الكلام التي صدقتها قد تغيرت، فبدأ التناقض بين الذي شاهدته وسمعته وبين ما صنع خلفك بطريقه الضد.
لذلك عند التعامل مع الأشخاص يجب الفهم أن الشخص يختلف عن الشخص الآخر، فلكل شخص أسلوبه الخاص يتعامل به مع الأشخاص، لذلك علينا التفكير بعقلانية وليس بتصديق كل ما يقال لنا؛ لأن في الواقع أصبح التصديق التام لكل ما يقال وينقل بين الأشخاص في هذا العالم المتناقض بين الشر والخير، فالعقل يقول: عليك التصديق كل ماثبت بدليل حاسم .. وإذا تبقى شعره بينك وبين شخص لا تقطعها.
إنّ المجتمعات الديمقراطية المعاصرة قد توصّلت إلى خلاصاتٍ مهمّة يمكن الأخذ بها في أيِّ مكان. وأبرز هذه الخلاصات هي التقنين الدستوري السليم لنظام الحكم ولتركيبة المجتمع ممّا يصون حقوق جميع المواطنين في البلاد بغضّ النّظر عن أصولهم العرقية أو عقائدهم الدينية. فعدم الالتزام بأساليب التغيير الديمقراطية يعني تحويراً للانقسامات السلمية (الناتجة عن التنوّع في المجتمع) نحو مساراتٍ صدامية عنيفة.
ومن دون شك، يرى صاحب كل فكر الصوابَ في فكره والخطأ في فكر غيره، لكنْ قليلٌ من الناس والأشخاص المفكّرين من يرى احتمال الخطأ في فكره أو احتمال الإصابة في فكر الآخر. فهذا منطلقٌ مهمّ لإمكان نجاح أي حوار أو تفاعل أو نقاش بين أفكار وآراء مختلفة، ومن دونه، ستسير الأمور في طريقٍ مسدود قد ينتهي عند البعض بالمقاطعة أو بالتخوين أو بالإساءات الشخصية.
إنّ الأمّة العربية تقوم جذورها الدينية والحضارية على التفاعل الذي جرى على أرضها وفي جوارها مع الأديان والحضارات الأخرى المختلفة، فالأمّة العربية هي مهبط كلّ الرّسُل والرّسالات، وفيها ظهرت قبل الإسلام حضاراتٌ كثيرة. كذلك في الدين الإسلامي دعوةٌ صريحة للتّعارف بين الشعوب ولعدم التفريق بين الرّسُل والأنبياء.
فهي أمَّة عربية مجبولة على التعدّدية وعلى حقّ وجود الآخر، وتقوم روحياً على تعدّد الرّسُل والرّسالات، وتقوم ديموغرافياً على تعدّد الأجناس والأعراق والألوان، وحضارياً على تجارب وآثار أهم الحضارات الإنسانية.


















