حنان شلبي تكتب : المشاعر ثروة لاتقدر بثمن
بقلم : حنان شلبي
إن المشاعر ثروة إدارتها تتطلب ذكاء من نوع خاص فبذلها دون حساب سفه يعاقب عليه قانون الحياة و منعها دون سبب بخل يعاقب عليه الأحباب و الأقارب والأصدقاء ! و لأن خير الأمور أوسطها فلا يجب أن ندير هذه الثروة بإفراط و لا تفريط ،، إذ من المهم جدًا أن نعرف كيف نرشد عواطفنا ولا نمنحها لمن لا يستحق و لا نغدقها علي الآخرين دون حساب!
و إن كان الحب لا يخضع للعمليات الحسابية بشكلها المعتاد لكنه ثروة يجدر بنا أن نحسن إدارتها وحسن إدارة الثروات في أبسط قواعدها هو حساب الربح والخسارة لأن التفاني والعطاء الكثير بلا حدود والبذل المطلق بغير حساب قد لا يقدره الآخر خير تقدير مما يعود علينا بأسوأ النتائج و الخسارة الفادحة !
يخسر من يتفاني في حب الآخر دون حدود و يخسر من يعطي دائما بلا حدود و يخسر من يظن أن الحب الحقيقي هو التلاشي في الآخر و الذوبان ليصبح بلا ملامح و مجرد ظل للآخر !
إن الحب معادلة متوازنة يتبادل فيها الطرفين المشاعر بالتساوي و لا ضير إن زاد طرف عن طرف زيادة معتدلة لكن الضرر في أن تتجاوز الزيادة حدود المعقول فيتحول طرف إلي باذل دائمًا بينما يصبح الآخر هو الآخذ دائمًا ! و سوف نعرف أننا تجاوزنا حدود المعقول عندما تضعنا الظروف في موضع يتطلب من الآخر أن يعطينا فنجده قد نسي قواعد العطاء لأننا عودناه علي الأخذ فقط !
إن أدركنا يوماً حجم خسارتنا و خيبة أملنا في شخص ، فمن المهم أن لا نعلق في منتصف الطريق لأننا قد نكون أمام مفترق طرق قد يأخذنا لمكان مختلف و أفضل ،، لأن قمة الخسارة والعذاب أن نُعلق أنفسنا بمن يستغل مشاعرنا ، ولا يقدر قيمة الطيبة والحب والعطاء في حين أنه من الممكن أن نسير منعطفًا بسيطًا قد يعيدنا إلي مركز دائرة العطاء مرة أخري مع من يستحقون ، لأن المشاعر كلها لا تستقيم إلا بالتساوي وبالعطاء المتبادل ولا أروع من العدالة ولا أروع من أن يحيا الإنسان معتدلاً لا سالباً و لا مسلوباً لنشعر بالراحة النفسية وبلذة الحياة ونضمن نومًا هادئًا و صحة جيدة لأن الجسم السليم لن يكون سليما مع نفس عليلة.
اخيراً لا يجب أن نندم على إهتمام صادق أعطيناه لمن لم يقدره فهذا أفضل من أن نندم على أننا منعنا هذا الإهتمام عن شخص كان بحاجة إليه.


















