سالم هاشم يكتب | السيسي وقردوغان وجمهور الإخوان
بقلم : سالم هاشم
إن المتأمل في السياسة الخارجية يراها جيدًا بالعين المجردة ، بل وصل الأمر بأن (الأعمي) قد زكم برائحتها التي تملأ أرجاء الساحة السياسية وكأنه صراع مقصود.
قردوغان بقسمات وجهه الهادىء المكشوف كصفحة ماء بيضاء (المفتضحة) دائمًا ، بل المتغيرات الطارئة عليها سواء غيرة أو كره أو حتي حقد وهذا ملحوظ جدًا بشأن مصر أو بمعني أدق بشأن السيسي.
الثور الأحمق عندما تصيبة نوبة الإنطلاق في مسار يخيل إليه أنه (سالك)ويأخذ سرعته وفجأة يجد نفسه إمام جدار بلا تردد يخور في غضب ويصوب قرنيه تجاه الجدار ليصارعه دون تعقل دون إدراك لما يخلفه الصراع من تكسير القرون حال الصدام مع جسم خرساني صلب قام علي قواعد ثابته، مدعوم بدعامات خلفية يصل عددها مئة مليون أويزيدون باستثناء جمهور الأخوان .
هذا هو تصوري لما هو كائن الآن ويدور علي الساحة السياسية والتي تستعرض تاره في المناورات والمناوشات الخارجية عن بعد من قردوغان تجاه من أحبط مخططه ، وعرقل مسيرته بل وحجمه، وكشف حقيقته أمام شعبه، وتارة أخري علي مسرح البحر المتوسط وأخري بليبيا.
نعم فالثور العثملي جاء بمخطط، وتمثل ذلك بفكر أحمق صور له عودة الخلافة العثمانية ليصبح قوة عريضة يستطيع من خلالها محاربة أوروبا التي رفضت ضمه للإتحاد برغم إنشاء لبيوت الدعارة وشمولها برعايته الخاصة.
اعتمد قردوغان علي الإخوان كخلايا سهلة الضم، كأذرع داخل مصر وباقي البلدان العربية ، وكان موفقًا رغم حماقته في ذلك، فهو استطاع أن يعرفهم وسرعان ماتعارفوا عليه ، وألفوه فهم تركيبة واحدة جوهر ومظهر وأهداف وكل (يغني علي ليلاه)، هو يريد ملاعبة الإتحاد الأوربي بالعرب ، هذا ما خيل إليه وما أدراك مايخيله الأحمق لنفسه ، وهم أيضًا الإخوان كجماعة أرادت أن تستقوي برئيس دولة ومعقل ظنًا منها أنها ستصبح ذا كيان وهيكل يشارك في جامعة الدول ومجتمع الأمن الدولي ، يكون لها مقعد وكلمة علي منصة.
نعم كان هذا الحلم يراودهم وتغريهم الخيالات ، ولكن هيهات هيهات فلا عدنا للوراء حتي نكون ضمن حاشية أحد أو بتنا مجرد كيان واه تتحكم فيه مجموعة وجماعة ولو كانت مدعومة بأمريكا ذاتها، معذرة قد نسيت الدلالة التي تثبت حماقة قردوغان وغباء الإخوان (الدعم الأمريكي للإخوان )الذي لم ينفعهم وأطاح بهما الإثنين يوم من التاريخ يسمي بيوم" الثلاثين".
أراد قردوغان محاربة السيسي فدحره السيسي في البحر المتوسط باقتناص البترول ، وللمرة الثانية يفقده توازنه بعدم تمكينه من أحد معطيات القوة التي تجعل منه كيان أمام الإتحاد الأوربي والعالم بالطاقة البترولية والتي تعد سلاح قوي في حرب اليوم.
السيسي يفقد قردوغان هيبته أمام العالم ويقلص قوته ، ويبتر أزرعه الممتدة خارج البلاد رغم التهليل والتبجيل والصلاة له من الإخوان المسلمين، ولو حكم الأمر لأكثر من ذلك لفعلت الأخوان دعمًا لقردوغان "فكلاهما أصحاب مصلحة واحدة ومعروفة لدي الجميع".
مسرح ليبيا ولما تعانيه من تفكك وانهيار جعلها (لقمة طرية)سهلة التناول وكانت الزاوية الأخري والأخيرة لقردوغان "منها يتحكم فيها وتكون معسكر ومفرخ لإنتاج الإرهاب ونشره في ربوع الوطن"ومن الناحية الإقتصادية ينهب كل ثرواتها، ويحكم قبضته علي بترولها متناسيًا أن ليبيا شقيقة مصر أرضًا ودمًا بما يعني أنها أمن قومي للسيسي، الذي دخل بدوره كالعادة ليصفع قردوغان علي وجهه لترسم الأصابع الخمس آثارها علي قسماته أمام العالم، فيبكي الجمهور الإخواني ، ويلعن في مصر ، ويتمنون زوالها وهم يأكلون منها ، ويعيشون فيها ، ويسكنون أمانها الذي صنعه الجيش بفكر السيسي.
