×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

حسن بخيت يكتب : التحرش... إنتهاك للحرية الشخصية، وسلوك مرفوض جملة وتفصيلًا

حسن بخيت يكتب : التحرش... إنتهاك للحرية الشخصية، وسلوك مرفوض جملة وتفصيلًا
حسن بخيت يكتب : التحرش... إنتهاك للحرية الشخصية، وسلوك مرفوض جملة وتفصيلًا

بقلم : حسن بخيت 

أثارني مقطع الفيديو الذي شاهده معظم رواد التواصل الاجتماعي ، وعرف إعلاميًا " بفتاة المنصورة " ، وكان مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا الأربعاء الماضي أثناء احتفال بعض الشباب برأس السنة الميلادية ، مقطع الفيديو الذي يوثق حادثة "تحرش جماعي" بفتاة المنصورة ، ويظهر الفيديو مجموعة كبيرة من الشباب وهم يحيطون بفتاة بدت مذعورة، قبل أن يقوم عدد من الأشخاص بوضعها داخل عربة تحركت بها بعيدا.

انتشر مقطع الفيديو سريعًا في مواقع التواصل الإجتماعي ، ولاسيما " الفيس بوك " وانطلقت الآف الدعوات من رواد الفيس بوك بضرورة القبض على الشباب المتحرشين وبسرعة ، وتقديمهم للجهات المختصة لمحاسبتهم بالقانون ، وقد تم القبض بالفعل على بعض الأشخاص المتورطين في الواقعة ، وجارى التحقيق من قبل جهات التحقيق المختصة ..

اكتفي بما ذكرته عن الواقعة ، ولن أخوض في تداعياتها وأسبابها تحديدًا ، انما سأتناول الموضوع بوجه عام ....

بالتأكيد : لا أحد ينكر أن الجنس واحد من بين أكثر المواضيع أهمية في حياة الإنسان، وخاصة الرجل ، وأكثرها إلحاحًا على فكره وضغطًا على سريرته، فهو يحدد طبيعة مزاجه، وهو الذي يأجج عاطفته ويحرر طاقته الداخلية، وجميعنا يحب المرأة ، فهي مصدر للراحة العاطفية والمزاجية والنفسية بالنسبة للرجل ، ومن المؤكد أن للإنسـان حاجات أولية، حاجات لم تتغير في جوهرها منذ كان بدائيًا، والفرق بين الإنسان والحيوان في هذا المجال هو إمكانية الإنسان التحكم في هذه الحاجات ، وتنظيمها من حيث كيفية وكمية إرضائها، مكان وزمان ودرجة التكرار في عملية الإرضاء.

وتعود جمـيع حاجات الإنسان الأولية والثانوية إلى حاجة أساسـية أولى هي حفظ الذات، أي من خلال غريزة البقاء وغريزة الجنس في وضعه الطبيعي والديني والمجتمعي ، من خلال ضوابط دينية ومجتمعية لا يمكن الاخلال بها ..

أتذكر ونحن صغار في مراحل السذاجة والا وعي أوالمراهقة وحتي المرحلة الجامعية ، في عصر ماقبل الفضائيات والنت والموبايل‏، ‏ عندما كان ينحرف مزاج أي شاب منا ‏عن المألوف ، كان يقوم بالبحث عن مجلة ، أو جريدة تنشر صورة لفنانة أو راقصة مشهورة أو فيلم للكبار فقط‏ داخل السينما ، وكان يبحث الواحد منا عن مكان آمن لا يراه أحد فهناك سلطة الأب ، وسلطة المجتمع من عادات وتقاليد وعرف، وهناك أيضًا سلطة القانون.

لكن بظهور تكنولوجيا العصر أصبح الحصول علي هذه المواد والتي تعرف بالاسم الكودي الثقافية سهلًا، فيمكنك أن تري أي مشهد مخل علي تليفونك المحمول في أي زمان ومكان, ودون أن يراك أحد.

وهنا ظهرت المشكلة، فرؤية هذه الأفلام تزيد الرغبة الجنسية لدي الشباب، ولا توجد وسيلة سوي الزواج في مجتمع تزداد فيه نسبة البطالة والمغالاة في تكاليف الزواج فتحولت الحالة إلى  كبت جنسي فظهرت لدى الشباب ظاهرة جديدة يتم إخراج الكبت الجنسي بها، وهي التحرش الجنسي وهذه الظاهرة تزداد يوما بعد يوم، والغريب أن الشباب يقوم بها دون خوف من أي قانون قد يطبق عليه..

وبالتأكيد لن تُعفى الفتيات من المسئولية ، فقد تحول الكبت الجنسي لديهن إلي شكل آخر، وهو الثورة ضد أي شيء، فبدأت بالثورة علي القيم والأخلاق وتحررت الفتيات في ملبسها وعلاقتها بالشباب، فأصبح الاختلاط بين الجنسين عاديًا جدًا في ظل غياب كامل لدور الأسرة لأسباب عديدة منها الطلاق والانفصال ومنها الجهل والفقر ، والدعوات الماجنة لتحرير المرأة من حشمتها وعفتها التي يبثها الاعلام في كل مكان ... الخ.

وهذه الأسباب أدىت إلى التحرر الجنسي والذي فتح المجال للإتيان بأمور وتوجهات غريبة على مجتمعاتنا العربية منها: حرية الجنس سواءً كان المرء متزوجًا أم لا، حبوب منع الحمل، الواقي الذكري ، العري العلني، حركة تحرير المثليين الجنسيين، الدعوة إلى تحرير الرغبة بالإجهاض، الزواج بين الأعراق المختلفة، حقوق المرأة وحركة تحرير المرأة أو الأنثوية. 

وعلى الرغم من أن التحرش سلوك مرفوض في جميع الأديان وفي كل الدول يوجد قانون يعاقب المتحرش على تحرشه وتصل العقوبة بالسجن والغرامة ، إلا أن المجتمع  المهووس بنزعته الجنسية وشهوته الغريزيه يريد أن يمارسها بأساليب مختلفة سواء كانت سماعية أو بصرية أو جسدية يحاول إسدار الستار على تلك الظاهرة الخطيرة ، فمعظم الرجال يعتبرون أن جسد المرأة ما هو الا نكهة جميلة ينالون منها ما يشتهون بأعينهم وأذانهم وأجسادهم لإطفاء لهيب هووس شهوة وغريزة تتملكهم دون ضوابط شرعية أو قانونية ..

أما العجيب أن المجتمع المهووس بجسد المرأة يطالب الطرف الآخر من الجنس الناعم بضرورة السكوت والصمت خوفًا من عار ينبغي التكتم عليه ، ضاربين بالآثار الرهيبة التي يخلفها التحرش لدى المرأة معنويًا وجسديًا عرض الحائط .

وأختم برسالتي إلى جميع المختصين عن التربية والتعليم ، اجعلوا مادة الأخلاق علمًا قائمًا بذاته ومادة علمية لا تقل أهميتها عن كل المواد الأخري ، فالأخلاق هي الأساس القوي الذي تبنى عليه الحضارات، ويحمي المجتمع من المشاكل الاجتماعية ،وغيرها من كل ما يسيء للمجتمع من فوضى وفساد وانهيار.

فما أحوجنا اليوم؟ ونحن نعاني الكثير من ويلات المشاكل وحملات التضليل المغرضة وغيرها، بل إننا نعيش في حالة من عدم التوازن، بل والتخبط نتيجة لغياب القيم والسلوكيات الحسنة ، وعلى الأجهزة المختصة تفعيل دور الأجهزة الرقابية على الإعلام بصفة عامة ، وعلى الأعمال الدرامية والسينمائية بصفة خاصة ، وأن تقف شرطة المصنفات الفنية بالمرصاد لهؤلاء الأشخاص ، وأن تقوم وزارة الاستثمار التي تخضع لها معظم هذه القنوات من خلال قوانين المناطق الحرة التابعة لها بإيقافها.

ويجب أن يعاقب صاحب القناة الذي يسمح بعرض مثل هذه التفاهات والقاذورات بالسجن المشدد مع إغلاق القناة وإنشاء جهاز مستقل بوزارة الاستثمار لمراجعة ما تبثه هذه القنوات من سموم.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 09:22 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17