لن أرد قلبك ....لأنه قلبي ....!!
بقلم العالم الموسوعي د محمد حسن كامل
كانت لمحمد حسن كامل فتاة تُدعى (( جولي )) وهو يُدعى (( كامي ))
إلتقت (( جولي )) وكامي في مظاهرة تناهض العنصرية في أوروبا , كانت
(( جولي )) الأستاذة الجامعية ناشطة سياسية ضد كل أشكال العنصرية في العالم , كانت صاحبة كاريزما لها حضور طاغي في كل منصة سياسية تُدعى إليها , تنادي بالمساواة بين الرجل والمرأة بل تطالب بتعديل بعض القوانين التي تعرقل تقدم المرأة في العالم .
أما (( كامي )) كان كاتباً سياسياً وأديباً لامعاً , سطع نجمه على شاشات العالم في حوارات متعددة وإثارة قضايا شائكة
تقابلت (( جولي )) بالصدفة مع (( كامي )) في مظاهرة مناهضة للعنصرية في ميدان (( الباستيل )) رمز الثورة الفرنسية في باريس.
بدأت العلاقة بينهما بالخلاف في الرأي والمشاكسة ومواعيد للمناقشة , وبعد عدة لقاءات تلاشى بينهما الخلاف إلى إتفاق
الجدير بالذكر أن شخصية (( جولي )) المرأة الحديدية كما يصفها (( كامي )) كانت محل تقدير وإعجاب بل كانت محل تساؤل للعديد من الاسئلة ...تلك الأسئلة لم يستطع أن يبوح بها (( كامي )) في حينها لأن العلاقة بينهما لم تسمح بهذا الحوار .....وتقلب الأيام أوراقها ويلتقي (( كامي )) بها في عبق التاريخ الباريسي العريق حيث الحي اللاتيني الذي كان يفضله أديبنا الكبير توفيق الحكيم )) ))
كان الإختلاف والتوافق يتأرجحا بينهما , أعجبت (( جولي )) بصديقها (( كامي )) واهتزت بينهما سنارة الإعجاب ثم تطورت إلى صداقة وفتح كلاهما للأخر سرداب الأسرار ليقتربا سوياً , أدركت
(( جولي )) أنها على وشك الوقوع في حفرة الحب , حاولت مقاومة هذا الحب , بينما دافع (( كامي )) بكل قوته مستخدماً ثقافته العريضة وهدوءه فضلاً عن دبلوماسيته المعروفة عنه
وأصبح حبهما بين المطرقة والسندان وفي النهاية انتصر الحب واعترافا كلاهما للأخر
وتدور رُحى الأيام وبينما وهما يحتسيان قهوتهما عصر يوم باريسي على ضفاف السين الشريان الساحر للإبداع واليراع قالت له (( جولي ))
ـــ : بحبك
أجابها : أنا أحبك أكثر
عادا إلى الإختلاف القديم , كلاهما يدافع عن حبه الأكبر , وعادا مرة أخرى إلى مائدة الحوار
إتفقا أن يذهبا ويحتكما للسيد (( فينوس )) العالم والفليسوف والمفكر وصاحب معمل
(( كيمياء الحب ))
إستقبلهما السيد (( فينوس )) وكان رجلاً طاعناً في السن , ذو لحية بيضاء , وتعلو وجهه مسحة صفاء
قصا عليه الإختلاف بلا زيادة وإسراف
إبتسم (( فينوس )) قائلاً لابد أن تشربا شراب أكسير الحب , هو شراب يوضح قيمة الحب في قلب كلا منكما , بل هذا الشراب قادر على تبديل مشاعركما , واستطرد قائلاً بنيتي سوف ينتقل قلبه إلى صدرك وانت يابني سوف ينتقل قلبها إلى صدرك فور شرب أكسير الحب الساحر , هنا سوف يشعر كلا منكما بمقدار حب الأخر
وشربا الحبيبان أكسير الحب
شعرت (( جولي )) بقلب (( كامي )) يدق في صدرها , عاشت حبه يتدفق في شريانها ووريد قلبها ويصل لكل خلايا جسدها , عاشت معه الحب والحنان والرقة والرقي والحلم والفردوس المستور في قلب (( كامي )) كم تمنت أن تحبه بهذا القدر الذي يحبها به قالت في نفسها بإعتراف :
(( الحق عندك يا كامي أنت تحبني أكثر ....هذا إعتراف مني لك ....لن أفرط فيك أبداً في حياتي ياكل حياتي ))
أما هو فقد شعر بقلب حبيبته يدق في صدره , هذا القلب الذي يرفل بحب لم تعرفه البشرية من قبل , حب من خارج المجرة بما فيه من روعة ولوعة وعناق وإشتياق وفكر وسهر , هجر النوم مخدعه , وأصبحت في فكره وأمست في خياله , كم كان سعيداً بهذا الحب وقال في نفسة :
(( جولي حبيبتي كم تمنيت أن أحبك بقدر حبك لي ....أعترف حبيبتي أنتِ تحبينني أكثر مني هذا إعتراف بلا نقصان ولا إسراف ))
تمنى كلاهما أن يحتفظ بقلب الأخر ولكن بعد قليل سوف ينتهي مفعول أكسير الحب , وتعود القلوب لكرّتها الأولى
وبينما هما في إنتظار وترقب أن ينتهي مفعول أكسير الحب وجدا لا فتة على باب معمل السيد (( فينوس ))
عفواً ....القلوب لدينا لا تُرد ولا تُستبدل لدينا لا تُرد ولا تُستبدل
واحتفظا كلا منهما بقلب الأخر في صدره في أجمل قصة حب في العالم .
دكتور / محمد حسن كامل


















