الست دى أمي
بوسي مرسي...
رئيسة قسم الإجتماعيات بمكتب الكويت في جريدة المصريين بالخارج ....
سوف نحكي كلام موزون عن أم
وسيدة مصرية...
سيدة بمليون رجل..
سيدة عملت عمل الرجال بعدما توفي الزوج ..
كانت أم وأب.
إبقي معي عزيزي القارئ لنروي
الحكاية سويا :::
هي أم مثل كل أم ..
سيدة مصرية أصيلة مات زوجها
وأصبحت وحيدة في الحياة
ولكن في عنقها ثلاثة أطفال
أصغرهم يبلغ من العمر سنة
وهي كانت ملكة في بيتها تأمر فقط...
لا علاقة لها بالعالم الخارجي
وفجأة يفاجئها القدر بمصيبة الموت!!
ووجدت نفسها هي المسؤولة...
ومن هنا بدأ المشوار ..
مشوار أم لم تتعلم.....
لم تجيد القراءة والكتابة...
لكن قصتها تتدرس وتعلم ...
خرجت للعمل في محل عمل الزوج ...
وكان يعمل عمل شاق لأنه كان يعمل في مجال الميكانيكا وتجميع ماكينات الري
وأصبحت الأيدي الناعمة ليد صلبة.
أصبحت أمي تجمع ماكينات الري وتقوم بتسليمها في الغيط..
وتشرف علي تشغيلها ..
حتي تنفق علينا ..
وها أنا ذاك...
أول إبنة ....
الإبنة الكبري تخرجت من كلية الآداب..
وتخرج أخي من كلية الحقوق
وتخرج الآخر من معهد الخدمة الإجتماعية...
كان من الممكن أن تكتفي بالإنفاق علينا فقط أو تتجه للزواج ...
لكنها إختارت أن تكمل المسيرة...
لم تقف هذة المسيرة علي هذا ....
شغل الرجال للرجال ..
وهي بطبع الحال إمرأة لكن أشبه بالمرأة الحديدية...
مرضت أمي مرض شديد وكان الحل الوحيد هو إجراء عملية دقيقة في القلب....
كانت صدمة .....
ولكن كان عندها إصرار علي الحياة...
كان أصعب شئ مر علي ذهني عندما طلبوا مني أن أقوم بتحضيرها للعملية.
مضيت علي إقرار موتها وعدم
مسؤوليتهم عنها وطلبوا مني أن
أقوم بإحمامها وأنا كنت أشعر أني أقوم بتغسيلها..!!
وكان البكاء يملاء عيوني وهي كانت قوية...
سألتها مالك ياأمي من أين أتت كل هذه القوة والإرادة ؟؟؟؟؟
أجابت بكل بساطة :
مما أخاف..؟
من لقاء الحبيب.....
أنا أشعر أني عروسة وأزف ...
بكيت أكثر قالت لا تبكي ...
أنا سوف اتعافي بإذنه ...
ما زال هناك رسالة لا بد أن أكملها ..
أخوكي الأصغر يحتاجني.
وربك لن يختارني لأجل خاطره..
قبل دخولها غرفة العمليات
أمسكت يدي بيد إخواتي
وقالت :
أيديكم في أيد بعض..
لاتتركوا بعضكم. ..
في الإتحاد قوة..
وذهبت وذهب قلبي معها وكأنه
منزوع مني عندما فتح باب
غرفة العمليات قلبي كان ينزف ...
حيث تخيلت أنهم سوف يخبروني بخبر وفاتها ..
ولكنها كانت قويه لتكمل رسالتها حتي الموت تغلبت عليه هذه هي السيدة المصرية الأصيلة...
التي تحافظ علي بيتها وأولادها..
هذه هي أمي...
السيدة التي لم تتعلم ولكن قصتها تعلم...
هذه هي المرأة الحديدية..
هذه هي أمي ..
ولي الشرف أن أكون إبنة هذه المرأة التي لم تجيد شئ في الحياة سوي أنها حافظت علي الأمانه وأنشئت رجال يعتمد عليهم.
أتمني أن أكون مثلها في قوتها.
لا أملك شئ سوي أن أنحني
إحتراما لهذه السيدة المصرية...
وأرفع لها القبعة وأقول لها شابوه...
ياأعظم أم ويا أقوي أم ويا أقرب
صديقة وأحن أخت ويا أرجل
الرجال أنتي تستحقي الأكثر
ولكنك مبشرة بالجنة كما
أكرمتينا سوف يكرمك الله
ياأمي أود أن أقول لكي إن
إسمي علي إسم أبي لكن
يشرفني أني بنت أمي..
لأنك لست أي أم... أنت أمي أنا
وهذا من فضل ربي علي تحياتي
أمي العزيزة....


















