"شطرنج" في العراق...."سلم وثعبان" في ليبيا

بقلم : د. شريف التازي  

من منا لا يعلم تلك اللعبتين والتي  تعودنا عليهم في مرحلة طفولتنا ، الشطرنج أنا ألعب بالجيش الأبيض وأنت تلعب بالجيش الأسود على أرض لا تمتلكها ولا تمت له بصله.

كذلك هو الأمر في العراق مع مطلع عام 2020 فأمريكا صاحبه أقوى جيش دفاع بالعالم أرادت أن تلقن إيران درسًا قاسيًا باستهداف قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم السليماني وفقا لإستراتيجية الرئيس الأمريكي منذ عام 2016 والتي تستهدف التخلص من إيران وأعوانها وعلى رئيسها تتبعهم لحزب الله ـ ثم يجيء رد الفريق الثاني بالشطرنج لترد إيران بضرب قواعد أمريكية بالعراق ، وننتظر اللعبة القادمة فالدور الآن على أمريكا .

مع الأسف إن صاحب الأرض ( العراق وشعبها ) هو من يدفع الثمن وهو صاحب فرشة الشطرنج حتى ينتهى الدور، فكم عراقي من أصل الأرض راح ضحيه اللعبة؟ وهل جنى الشعب العراقي شيئًا كي يكون ضحية لدور شطرنج ؟ إن الرد المتوقع على هذا السؤال ( لا ). 

ولكن في حقيقه الأمر لقد جنى شعب العراق فعلًا عندما ارتضى في يوم من الأيام أن يضع يده في يد الولايات المتحدة الأمريكية ضد رئيسه وزعيمه صدام حسين فبغض النظر عن الرغبة في إسقاط صدام وهذا حق مشروع ولكن الغير مشروع هو إسقاط هذا الرمز إرضاًء لأمريكا وبالتعاون معها على حساب الأرض والشعب والحكم، والتي طبعا لم تنجح لا في إعمار العراق أو في إعادة الدولة المدنية السليمة البنيان والأركان إلى العراق لأنه لم يكن هذا الهدف من الأساس إنما كما نعلم جميعًا أن الهدف هو إضعاف الكيان العربي ونزع القيادات منه .

إن فشل أمريكا في إدارة العراق لم يعد فشلًا بالنسبة لها لأنه لم يكن الهدف من الأساس ، إنما نتائج الهدف للولايات المتحدة هو ما نشاهده الآن أن يصبح العراق أرض المصارعة التي تلعب عليها أمريكا السوبر خارج أراضيها وتستعرض قوتها ، وبكل تأكيد يريد الفريق الآخر من الشطرنج على نفس الأرض لأنه يخشي أن يُكشر الفريق الآخر – أمريكا عن أنيابه الفتاكة لو كان الإنتقام على الأرض الأمريكية، لقد كتب الله للعراق أن تكون أرض لعبه الشطرنج للفريقين.

( السلم والثعبان ) لعبه أخرى استمتعنا بها وها نحن نرى الأهوج أردوغان الذي يحلم بطلوع السلم ليسيطر على مياه البحر الأبيض المتوسط ومابها من حقول للغاز ، ويُحاصِر مصر من ناحية ، وينزل الميليشيات المرتزقة من ناحية ، ويهدد أمن أوربا من البحر من ناحية ، ويوسع نطاق الخلافة العثمانية من ناحيه أخرى.

إنه يحلم بصعود السلم، إلا أنه قد ينسى لدغه الثعبان الذي ينتظره فلن يفلح أبدًا في ليبيا للرغبة العارمة عند الشعب الليبي في مقاومته فضلًا عن انفضاح نواياه أمام العالم، إلى جانب تطور الجيش المصري وتسليحه وتوتر العلاقات الخليجية التركية.

 وكي نكون موضوعين علينا أن نعي تمامًا أن أردوغان اللعبة بالنسبة له لن تتعدى لعبه السلم والثعبان فهو لن يرسل جيوش بالمعنى الحقيقي إنما سيظل في مراحل زعزعه الاستقرار الليبي والذي من شأنه ـ كما يخيل له ـ التأثير السلبي على الوضع بمصر إن لم ننتبه لذلك ، ولا ننخرط في المجريات . اللهم أعد إلينا أرض الشطرنج، وزد الثعبان سمًا لمن يحلم بصعود السلم .